قبل أيام، كتبنا في تقرير حمل عنوان (بعد إسقاط "إل 20".. 3 سيناريوهات حول الرد الروسي على "إسرائيل") تحدثنا فيه عن الرد الروسي على سياسة الصهاينة في سوريا وتهديدها للوجود الروسي هناك، بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية إل 20، وقلنا بوجود 3 سينارويهات للرد الروسي، وكان من ضمن ما طرحناه كرد متوقع وأنه الأقرب للحدوث، أن يكون الرد فقط عبر تزويد الدفاعات الجوية السورية بصواريخ من طراز “إس 300″ و”إس 400” للدفاع عن السيادة السوريّة، والتصدي لأي غارات صهيونية أو أمريكية مستقبلا، وذكرنا أن ما يرجح كفة هذا السيناريو هو حرص بوتين على الحفاظ على الجمع بين النقيضين (سوريا والكيان الصهيوني) دون خسارة أي منهما، وهو ما يوفره له هذا السيناريو، بأن يستغل الحادث لمنح سوريا انظمة "إس 300" و"إس 400" على أن يتم استخدامها مستقبلا على نطاق محدود. واليوم، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أن بلاده ستسلم منظومات “إس-300” للدفاع الجوي إلى سوريا خلال أسبوعين، وألقى باللوم مجددا على الكيان الصهيوني وحمله مسئولية إسقاط الطائرة "إل 20" بالخطأ بنيران الدفاعات الجوية السورية مساء الاثنين الماضي، ما أودى بأرواح 15 عسكريا روسيا، مشددا على أن الجيش الصهيوني لم يبلغ الطرف الروسي عبر الخط الساخن بنيته شن غارات جوية على سوريا إلا قبل دقيقة واحدة من بدء الهجوم.
شويجو أكد أن جيش الاحتلال الصهيوني لم يسلم للعسكريين الروس معلومات دقيقة عن المنطقة التي ستتعرض للهجوم وادعى أن الغارات ستُنفّذ في شمال البلاد، خلافا للواقع، ما منع الجيش الروسي من إبعاد طائرته من منطقة الخطر، مضيفا: "طواقم الطائرات الإسرائيلية المطلعين جيدا على الوضع في الجو احتمت بالطائرة الروسية، ما أدى إلى إصابتها وأودى بأرواح 15 من عسكريينا”.
وأوضح وزير الدفاع الروسي أن هذه الحادثة أجبرت روسيا على اتخاذ خطوات جوابية مناسبة بهدف تعزيز أمن عسكرييها الذين ينفذون مهام مكافحة الإرهاب الدولي في سوريا، وأوضح أن الوزارة، بإيعاز من رئيس البلاد فلاديمير بوتين، ستتخذ ثلاث خطوات مهمة بهدف تعزيز القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية. إس 300 إلى سوريا
وفي الخطوة الأولى، قررت روسيا تسليم منظومات الدفاع الجوي “إس-300” إلى سوريا خلال أسبوعين، وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم، وقال الوزير: "بسبب قدرتها العالية على عرقلة التشويش وسرعتها المتفوقة في إطلاق الصواريخ، ستسهم هذه المنظومة إسهاما ملموسا في تعزيز القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية"، مضيفا: "بودي التشديد على أننا في عام 2013، بطلب من الجانب الإسرائيلي، جمّدنا خطة تسليم منظومات “إس-300″ إلى سوريا والتي كانت جاهزة للتصدير، وقد تلقى العسكريون السوريون التدريب المطلوب عليها. لكن الوضع تغير اليوم، وليس بذنبنا".
وتابع: "تجهيز المراكز القيادية لقوات الدفاع الجوي السورية بنظام آلي للتحكم موجود حصريا لدى الجيش الروسي، مما سيضمن الإدارة المركزية لجميع الدفاعات الجوية السورية، وتحديد جميع الطائرات الروسية في الأجواء من قبلها".
كما قال وزير الدفاع الروسي إن بلاده ستشوّش على اتصالات اي طائرة تحاول ضرب سوريا من فوق البحر المتوسط، وذلك بعد إسقاط مقاتلة روسية عن طريق الخطأ إثر غارة إسرائيلية، منوها أن الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية ورادارات الطائرات وأنظمة اتصالات الطائرات الحربية التي تهاجم أهدافا أرضية ستلغى في المناطق المحاذية لسوريا في البحر المتوسط. بوتين يصعد
التصعيد الروسي لم يقتصر على موقف وزارة الدفاع الي أعلنه شويجو، فقد أعلن الكرملين اليوم أن إسقاط الطائرة الروسية في سوريا سببه تصرف متعمّد للطيارين الإسرائيليين ولا يمكن إلا أن يضر بالعلاقات مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “إسقاط طائرتنا أدى إلى مقتل 15 من جنودنا. وبحسب معلومات خبرائنا العسكريين، فإن السبب هو تصرف متعمّد من الطيارين الإسرائيليين، وهذا الأمر لا يمكنه إلا أن يضرّ بعلاقاتنا” مع إسرائيل.
وقال بيان للكرملين إن بوتين أبلغ، في اتصال هاتفي الاثنين، نتانياهو بأنه يرفض الرواية الإسرائيلية حول حادث إسقاط الطائرة الروسية، مركزا "تحديدا على ما قام به" الجيش الإسرائيلي خلال تنفيذ غارات على مواقع في شمال سوريا.
كما شدد بوتن على أن قرار موسكو بتعزيز منظومة الدفاع الجوية السورية، هو "في محله بالنظر إلى الوضع، ويهدف قبل كل شيء إلى تجنب أي تهديد محتمل لحياة الجنود الروس". ترحيب سوري قالت الرئاسة السورية، في بيان لها، إن “بوتين أبلغ الرئيس الأسد، خلال اتصال هاتفي، بأن روسيا ستطور منظومات الدفاع الجوي السورية وتسلمها منظومة إس-300 الحديثة”، محملا إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة، وأعرب الأسد، خلال الاتصال، عن “تعازيه للرئيس بوتين والشعب الروسي بحادثة سقوط الطائرة العسكرية الروسية “إيل 20″، التي أدت لاستشهاد العسكريين الروس الأبطال الذين كانوا على متن الطائرة، والذين كانوا يقومون بمهامهم النبيلة في محاربة الإرهاب في سوريا”. إسرائيل.. صمت وقلق
التزمت الكيان الصهيوني رسميا الصمت، على إعلان وزير الدفاع الروسي تسليم منظومات الدفاع الجوي “إس-300 ” إلى سوريا خلال أسبوعين، لكن المحللين العسكريين الصهاينة اعتبروا إن القرار الروسي “مقلق” في وقت هاجم فيه نواب في المعارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب اعتماده الكبير على علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وسائل الإعلام الصهيونية اهتمت كثيرا بالقرار الروسي دون تعليق رسمي ولكن بتعليقات من المحللين.
المتحدث السابق بلسان جيش العدو الصهيوني والمحلل العسكري الحالي بيتر ليرنر كتب في تغريدة على حسابه في “تويتر” إن “حماية المصالح الإسرائيلية أصبحث أكثر تعقيدا”. أما المحلل العسكري في موقع “والا” الإخباري المستقل أمير بوحبوط فكتب في تغريدة على “تويتر” إن القرار الروسي ” ينبغي أن يكون مقلقا”. واعتبرت صحيفة ” يديعوت أحرونوت” على موقعها الإلكتروني إن القرار الروسي هو بمثابة” رسالة قوية إلى إسرائيل”.
وهاجم نواب من المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد القرار، وكتبت النائبة من حزب “المعسكر الصهيوني” المعارض كسنيا سفطلوفة في تغريدة على “تويتر” ” المشكلة هي أن رئيس الوزراء لم يكن لديه سياسة في سوريا سوى الاعتماد على صداقته الوثيقة مع الرئيس (الروسي). لكن هذا شهر العسل قد انتهى. فماذا بعد؟”، أما عضوة الكنيست من “المعسكر الصهيوني” المعارض أياليت نحمياس فكتبت في تغريدة على “تويتر”” حقيقة جديدة وخطرة للغاية بالنسبة لإسرائيل. لقد قيل لرئيس الوزراء (نتنياهو) أكثر من مرة أن الاعتماد على علاقاته الجيدة مع الرئيس الروسي إشكالية للغاية “. أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، رفضه رواية إسرائيل بشأن إسقاط الطائرة الروسية في سوريا، وذلك بعد وقت وجيز على إعلان موسكو عزمها تزويد سوريا بنظام إس-300 الدفاعي، في خطوة أثارت قلق الولاياتالمتحدة. حذر أمريكي الولاياتالمتحدة سارعت إلى إدانة إعلان روسيا تسليم دمشق منظومة "إس 300"، وقالت على لسان مستشار الأمن القومي، جون بولتون، إن خطط روسيا تزويد سوريا بنظام أس-300 الصاروخي، سيمثل "تصعيدا خطيرا" من جانب موسكو، وأعرب عن أمله في أن تعيد الحكومة الروسية النظر في المسألة.
كما أعرب عن أمله في أن تعيد روسيا النظر في بيع الصواريخ لسوريا، محملا إيران مسؤولية الهجمات التي تشن على سوريا ولبنان وإسقاط الطائرة الروسية، في تأكيد على الموقف الأميركي الذي خرج عقب حادثة الطائرة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه يتوقع لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأممالمتحدة، وأضاف أن هناك مجالات كثيرة تعمل فيها موسكو ضد الولاياتالمتحدة، قائلا: "سنحاسبهم على ذلك".