أعلنت وزارة الخارجية السورية أن دمشق قررت عدم المشاركة في اجتماع الرباط المزمع أن يعقده وزراء الخارجية العرب اليوم الأربعاء، لبحث تطورات الأزمة السورية، على هامش أعمال منتدى تركيا - البلدان العربية. وأكد جبر الشوفي، عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السورى، أن اجتماع الرباط اليوم هواجتماع لوزراء الخارجية العرب من أجل بحث آليات حماية المدنيين السوريين، ولوضع تصور وآليات لتنفيذها على أرض الواقع بشأن حماية المواطنين السوريين من آلة القتل اليومى التى يستخدمها النظام ضد الشعب السورى. ورأى الشوفي إن الإجراءات التى قامت بها السلطات السورية أمس بتنفيذ بعض بنود المبادرة العربية بإطلاق سراح أكثر من ألف معتقل، وبدء سحب المظاهر الأمنية ونزول الشرطة إلى الشوارع لا يمكن أن يؤثر على قرارات وزراء الخارجية العرب .. مشيرًا إلى أن الإفراج عن ألف شخص لا يساوى شيئًا لأن عشرات الآلاف لا يزالون فى السجون السورية. وأوضح عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السورى أن لديه معلومات من مناطق متعددة بسوريا تفيد بأن التجهيزات تجرى الآن من أجل مسح آثار الجرائم على الأرض ومحاولة التغطية على ما قامت به القوات السورية وتلجأ حاليًا إلى تزوير الحقائق على الأرض حيث تعيد تسوية الشوراع وتعيد بناء الأبنية التى تهدمت بيد قواتها وتبقى فقط على المظاهر الحكومية التى تضررت لتقول إن هناك إصابات بالمبانى الحكومية. وأفاد التلفزيون السوري نقلاً عن مصدر مسؤول أن "قرار سوريا بالمشاركة في اجتماع الرباط كان تلبية لرغبة بعض الدول العربية الشقيقة، لكنه في ضوء التصريحات التي أبلغنا بها من مسؤولين في المغرب، قررت سوريا عدم المشاركة". ولم يكشف المصدر عن طبيعة هذه التصريحات التي دعت سوريا إلى اتخاذ قرار بعدم المشاركة في اجتماع الرباط غداً، بعد أن كانت ستشارك فيه تلبية لرغبة بعض الدول العربية. وكان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، قد أعلن في وقت سابق، أن وفداً سورياً سيكون موضع ترحيب في حال حضوره اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في الرباط. وكان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قرر السبت الماضي تعليق مشاركة سوريا في الجامعة العربية إلى حين قيامها بتعهداتها الكاملة بموجب المبادرة العربية لحل الأزمة. ودعت سوريا الأحد الماضي إلى عقد قمة عربية طارئة لبحث الوضع في سوريا، في خطوة جاءت بعد إقرار المجلس الوزاري للجامعة تعليق مشاركة وفد سوريا في أنشطة الجامعة.
