رحبت الصحف البريطانية باعلان رئيس الوزراء البريطاني عن انسحاب 1600 جندي من العراق "في الاشهر المقبلة" لكنها عبرت عن تشاؤمها في مستقبل العراق وانتقدت توني بلير بشدة. وكتبت صحيفة "ديلي تلغراف" (يمين الوسط) في افتتاحيتها ان "الارتياح هو رد الفعل الاول على اعلان بلير (...) لكن هذا الارتياح بعودة الجنود يحد منه (...) المخاوف والمستقبل غير الواضح للجنوب" العراقي. واضافت الصحيفة ان "وسط البصرة (حيث ينتشر معظم العسكريين البريطانيين) خطير الى درجة كبيرة". واعلن بلير امام مجلس العموم ان بريطانيا ستخفض قواتها في العراق من 7100 الى 5500 جندي لكنها ستبقي فيه قوات في وضع قتالي. وذهبت صحيفة "ديلي ميل" ابعد من ذلك لتصف اعلان رئيس الوزراء بانه "هزيمة لتوني بلير". وكتبت "انها هزيمة لرئيس وزراء اقحم بلده في حرب من اجل كذبة ويتحمل جزءا من المسؤولية في موت عشرات الآلاف من العراقيين". اما صحيفة "الاندبندنت" اليسارية فقد تحدثت عن "المغامرة البائسة (لبلير) في العراق" ووصفتها بانها "قاتلة". واضافت "حتى اذا ادى الخفض الجزئي للوجود العسكري البريطاني الى (...) ورطة او حمام دم او الاثنين معا فسيضاف الى عار غزو لم يتم التفكير فيه بشكل جيد اللا مسؤولية في انسحاب اعلن عنه لاسباب نابعة خصوصا عن انانية وقصر نظر". من جانبها رأت "فايننشال تايمز" انه كان الاجدر ببلير "الابتعاد عن السياسة المدمرة التي يتبعها في الشرق الاوسط صديقه جورج بوش". واضافت الصحيفة الاقتصادية انه "كان على بلير ان يحاول تحريك المفاوضات للتوصل الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتحسين العلاقات بين ايران والغرب". وكتبت صحيفة "الغارديان" التي تدعم حزب العمال تقليديا في افتتاحيتها ان بلير "وصل الى مجلس العموم امس ليعترف بهزيمته". واضافت ان بريطانيا تملك "حق الانسحاب" من العراق لكن بلير "لم يكن بامكانه اكثر من الاعلان ان المهمة انجزت عبر اعادة تعريفها والتقليل من اهميتها". واخيرا كتبت صحيفة "التايمز" ان "بريطانيا يجب الا تتسرع في مغادرة جنوب العراق على اساس برنامج زمني مصطنع" مشيرة الى ان اعلان رئيس الوزراء "قد يكون بداية نهاية الدور البريطاني في العراق".