دعا مفكرون وسياسيون وعلماء أزهر، إلي إعادة بعث الدور السياسي والثقافي للأزهر، بعد أن حوصر علي جبهتين الأولي تبعيته للسلطة الحاكمة، منذ صدور قانون تطويره عام 1960، وحتي اليوم والجبهة الثانية اختراقه من قبل ما يسمى بالفكر الوهابي المتشدد، الذي يختلف عن طبيعة الثقافة الإسلامية المصرية والعربية السمحة والمعتدلة. وأكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق، خلال ندوة أين الأزهر: نحو دور فاعل للأزهر في مواجهة الفكر الوهابي المتطرف وحماية المقدسات، التي نظمها مركز يافا للدراسات، أن للأزهر تاريخاً ناصعاً في الدفاع عن الأمة، واحتضان الفكر المتفتح. وقال: إن تراجع دور الأزهر سيؤدي إلي تراجع الإسلام، لما له من دور فاعل في نشر التعاليم السمحة للدين، وحماية المقدسات. وهاجم عاشور فكر الغلو، وقال: إنه يهدد دعائم الدين ويسيء إلي المقدسات التي يزعم الدفاع عنها، وأضاف: إن أحداً لن يستطيع ردع هذا الفكر سوي علماء الأزهر، الذين يمتلكون القدرة علي مناطحة فكر التكفير والغلو والرد عليه بقوة لا تتوافر لآخرين. واستعرض الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات تاريخ الأزهر الثقافي والسياسي، ودوره الوطني في مواجهة مشاريع الهيمنة الأجنبية، والاستبداد الداخلي منذ الحملة الفرنسية علي مصر وحتي اليوم. وأشار إلي أن الوهابيين يحاولون من خلال المال والدعاية تعطيل الدور التنويري، الذي يقوم به الأزهر الشريف في نشر ثقافة الإسلام المعتدل، وأنفقوا حوالي 76 مليار دولار لنشر الفكر الوهابي المتشدد في السنوات العشرين الماضية. وأضاف: إنهم يستهدفون اختراق الأزهر وتجميد دوره العالمي، كما تفعل السعودية، ذلك علي المستوي السياسي لخطف الدور الريادي لمصر، مستنداً إلي تدخل الرياض في الملفين الفلسطيني والعراقي.