منحت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" العضوية الكاملة ل"دولة فلسطين" اليوم، ليحقق الفلسطينيون بذلك أول انتصار في هيئات المنظمة الدولية ضمن سعيهم للحصول على اعتراف بدولتهم، وجاء التصويت لصالح العضوية بغالبية أصوات 107 دول، رغم التهديد الأمريكي بقطع التمويل. وامتنعت 52 دولة عن التصويت، في حين عارضت القرار 14 دولة، ليحصل بذلك الطلب الفلسطيني على الغالبية المطلوبة. وكان لافتا تأييد فرنسا للقرار برغم أنها سبق وأبدت تحفظات جدية على المسعى الفلسطيني في اليونسكو. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام اجتماع الجمعية العامة للمنظمة إن "هذا التصويت ازال جزءا بسيطا من الظلم الذي تعرض له الفلسطينيون". أما مارثا كانتر وكيلة وزارة التعليم الامريكية إن التصويت على انضمام الفلسطينيين سابق لاوانه ويؤتي بنتائج عكسية. التمويل لكن الاعتراض الأمريكي والصهيوني لم يحل دون حصول الفلسطينيين على اغلبية الثلثين المطلوبة لقبول طلبهم. وينظر الفلسطينيون الى انضمامهم لليونسكو باعتباره نصرا معنويا يعزز مطلبهم بعضوية كاملة في الاممالمتحدة. وسيكلف هذا القرار منظمة "اليونسكو" خسارة 80 مليون دولار على شكل مساهمات نقدية كانت الولاياتالمتحدة قد هددت بوقفها في حال حصول الجانب الفلسطيني على العضوية الكاملة. ولم تخل جلسة التصويت من لحظات ملفتة للنظر، بينها التصفيق عند تصويت بعض الدول لصالح القرار، ومن ثم تصاعد ضحكات الحضور لدى تصويت المندوب الصهيونى. وتأتي 22 % من ميزانية "اليونسكو" من الولاياتالمتحدة، وقد وجهت اللجنة الفرعية في مجلس النواب الأمريكي لشؤون العمليات الخارجية إلى المنظمة رسالة الاثنين، قالت فيها إن "أي اعتراف بالدولة الفلسطينية لن يهدد جهود استكمال المفاوضات بين الصهاينة والفلسطينيين فحسب، بل سيهدد استمرار التمويل الأمريكي للمنظمة." كما أكدت كاي غرانجر، رئيسة اللجنة الفرعية، أنها ستطلب قطع التمويل عن "اليونسكو" بشكل كامل في حال موافقة أعضاء المنظمة على الطلب الفلسطيني،" كما لوحت باتخاذ ما وصفتها ب"إجراءات إضافية" إذا تطلب الأمر ذلك. وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد أقدمت على خطوة تاريخية في سبتمبر الماضي بطلب الحصول على العضوية الكاملة لدولة "فلسطين"، ليدخل مجلس الأمن بمناقشة تبدو "رمزية"، للطلب الذي تعهدت الولاياتالمتحدة مبكراً، بإجهاضه باستخدام حق النقض "الفيتو." وأعلن عباس، في خطاب أمام الجمعية للأمم المتحدة آنذاك عن تقدمه بطلب للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين بالمنظمة الأممية، في خطوة أثارت اعتراضاً واسعاً لدى الجانب الصهيوني، والذي وصفها بأنها تشمل التفافاً على اتفاق سلام يجب أن يتوصل إليه الجانبان أولاً من خلال مفاوضات مباشرة بينهما. وفي وقت لاحق، وافق مجلس الأمن على تحويل طلب الاعتراف بدولة "فلسطين" إلى اللجنة المختصة بالمجلس لمراجعته، وفقاً للمادة 59 من الإجراءات المتبعة في الأممالمتحدة. يشار إلى أن الولايات عادت إلى عضوية منظمة اليونسكو عام 2003 بعد ان انسحبت منها في عام 1984 بسبب ما وصفته الخارجية الأمريكية بتعارض بين اهداف المنظمة والسياسة الخارجية الأمريكية. ويحظر قانونان أمريكيان اعتمدا في مطلع التسعينيات تمويل وكالة متخصصة في الأممالمتحدة تقبل فلسطين كدولة كاملة العضوية. وتقر مصادر في اليونسكو بانه "ليس هناك اية فرصة أن يقوم كونغرس يسيطر عليه جمهوريون بتعديل هذا القانون. كما أن ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما محرجة لانها تنظ إلى اليونسكو باعتبار أنها تشكل قسما من المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. ولهذه الغاية زارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المنظمة في نهاية مايو الماضي لكي تدعم مبادرة حول تعليم النساء والفتيات. ويقوم مجلس الامن حاليا بدراسة طلب عضوية فلسطين إلى الاممالمتحدة ويمكن ان يصوت على ذلك في 11 نوفمبر