قال جريدة الحياة اللندنية إن الرئيس السوري بشار الأسد قد حذر اليوم (الخميس) من أن أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي إلى "مزيد من زعزعة الاستقرار" في المنطقة، و"تهديد السلم والأمن الدوليين"، على خلفية التهديدات الأمريكية. وقال الأسد، خلال استقباله المستشار علي أكبر ولايتي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا): "مع كل انتصار يتحقق في الميدان، تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات، في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث. وهذه الأصوات وأي تحركات محتملة لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين". من جهته، قال ولايتي إن "صمود سورية في واحدة من أعتى الحروب الإرهابية، وتصميم شعبها على النصر على رغم كل الدعم والتمويل والتسليح الخارجي لهذه الحرب، هو نموذج يحتذى به لكل شعب من الممكن أن يتعرض لمثل هذا النوع من الحروب"، مؤكدا أن إيران كانت وستبقى دائمًا إلى جانب سورية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ناشد أمس، الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن "تجنب خروج الوضع في سورية عن السيطرة"، معربا عن "قلقه العميق في شأن المأزق الراهن"، مع تزايد احتمالات توجيه ضربة عسكرية غربية إلى النظام السوري. وقال غوتيريش في بيان: "اليوم، اتصلت بسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا)، لأكرر قلقي العميق في شأن مخاطر المأزق الحالي، وأشدد على ضرورة تجنب خروج الوضع عن السيطرة". وأضاف "أتابع من كثب التطورات في مجلس الأمن، وآسف لأن المجلس لم يتمكن حتى الآن من التوصل إلى اتفاق في شأن هذه المسألة"، متابعا "دعونا لا ننسى أنه، في نهاية المطاف، يجب أن تنصبّ جهودنا على إنهاء المعاناة الرهيبة للشعب السوري". ودعت بوليفيا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن اليوم في شأن التهديد بعمل عسكري ضد سورية، وفق ما أفاد دبلوماسيون أمس. وأوضحت بوليفيا، العضو غير الدائم في مجلس الأمن والمعروفة بتأييدها الموقف الروسي، أن هذا الاجتماع المغلق سيتناول "التصعيد الأخير في الخطاب حول سوريا والتهديد باللجوء إلى خطوات أحادية الجانب". وأوضح الدبلوماسيون أن الاجتماع المذكور سيعقد فور انتهاء اجتماع مخصص لمناقشة جهود منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومقرر في الساعة العاشرة بتوقيت غرينيتش. ورفضت الناطقة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز ما أعلنته روسيا من أن الهجوم في دوما قد يكون تم اختلاقه، مشيرة إلى أن "ترامب لا يزال يدرس الخيارات العسكرية للرد على الهجوم". وقالت إن "المعلومات الاستخبارية تعطي بالتأكيد صورة مغايرة"، وأضافت أن "الرئيس يحمّل الأسد والروس مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيماوية". وتفيد تقارير بأن ترامب يدرس خيار شن ضربات بواسطة صواريخ ضد منشآت مرتبطة بإنتاج وتسليم غازي الكلور والسارين أو مركّبات تشبه غاز السارين. إلا أن عددا كبيرا من المنشآت العسكرية السورية الحساسة محمية بواسطة منظومات دفاع صاروخي روسية، أو موجودة داخل قواعد يوجد فيها عسكريون روس وإيرانيون وسوريون. ولم تستبعد ساندرز احتمال حصول اشتباك عسكري مباشر مع روسيا، ما يعنيه ذلك من مواجهة بين القوتين النوويتين العظميين. واستخدمت روسيا الثلاثاء الماضي "حق النقض" (فيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي يقضي بإنشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، بينما أفشلت واشنطن وحلفاؤها مشروعي قرارين بديلين طرحتهما موسكو، لتتعمق الانقسامات بين أعضاء المجلس حول النزاع السوري، وترتسم أكثر فأكثر معالم ضربة عسكرية غربية وشيكة لدمشق. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر روسيا من المضي في دعم النظام السوري، مؤكدا أن "صواريخ جديدة وذكية" ستضرب قريبا سوريا، ما يدفع باتجاه تصعيد خطر بين القوتين على خلفية اتهام واشنطن وحلفائها النظام السوري بشن هجوم كيماوي على مدينة دوما، آخر معقل للمعارضة في الغوطة الشرقية للعاصمة ونفي دمشق وحليفتيها موسكو وطهران هذا الاتهام.