تعليقًا على هجمات لبنان.. بوريل: لا أحد قادر على إيقاف نتنياهو وأمريكا فشلت    اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    نحو 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال ساعتين    آخر تطورات لبنان.. الاحتلال يشن 21 غارة على بيروت وحزب الله يقصف شمال إسرائيل    «أنا وكيله».. تعليق طريف دونجا على عرض تركي آل الشيخ ل شيكابالا (فيديو)    التحويلات المرورية الجديدة بعد غلق الطريق الدائري من المنيب تجاه وصلة المريوطية    طعنة نافذة تُنهي حياة شاب وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    «مرفق الكهرباء» ينشر نصائحًا لترشيد استهلاك الثلاجة والمكواة.. تعرف عليها    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    الحكومة تستثمر في «رأس بناس» وأخواتها.. وطرح 4 ل 5 مناطق بساحل البحر الأحمر    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    حكايات| «سرج».. قصة حب مروة والخيل    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    بدءاً من اليوم.. غلق كلي للطريق الدائري من المنيب اتجاه المريوطية لمدة شهر    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    أمريكا تستنفر قواتها في الشرق الأوسط وتؤمن سفارتها بدول المنطقة    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    «زى النهارده».. وفاة الزعيم عبدالناصر 28 سبتمبر 1970    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجذور الثقافية لعداوة زعماء الغرب للإسلام (3 3)
نشر في الشعب يوم 24 - 02 - 2007


بقلم: أد : يحيى هاشم حسن فرغل
yehia_hashem@ hotmail .com
[email protected]

وأخيرا فإننا نؤكد أن الغرب وزعماءه على المستوى السياسي كنيكسون وبلير وبوش ، أو على المستوى الديني كالبابا وأذنابه عندما يختارون موقع العداء للإسلام وحضارته ، ويصفونه بوكر الأفعى ، كما فعل نيكسون ، أو يصفونه - كمافعل البابا بنديكت على لسان الامبراطور البيزنطي - بأنه لم يصدر عنه إلا ما هو شرير ولا إنساني، فإن ذلك لا يرجع فى الأعم الأغلب كما يشيع البعض إلى سوء عرض منا ، وإن كنا نفعل ، أو سوء فهم منهم وإن كانوا يفعلون ، ولا يرجع إلى ما عليه حال المسلمين اليوم من تخلف ، أو ما عليه حال بعضهم من تطرف ،وإن كانوا كذلك !! ولكنه يرجع أصلا إلى اختلاف جذرى فى أصول كل من الحضارتين، واذا فإنهم فى الوقت الذى يدركون فيه ذلك يدركون تحرك كل من الحضارتين نحو العالمية ، فيجعلهم ذلك يفزعون إلى خططهم المدروسة فى الإساءة إلى الإسلام ، وتشويه صورته عمداً ، وبكل ما يملكون من وسائل الدفاع عن الذاتية الخاصة .
وشهد شاهد فى جريدة عصرية ، منذ وقت طويل إذ قال :
( لا أعتقد أن الأحداث سبق أن تدافعت وتراكمت على الأمة العربية فى شكل سلسلة من التحديات المعقدة والمرهقة بمثل ما جرى فى الآونة الأخيرة .
حتى يبدو الأمر وكأننا قوم مستهدفون من الشرق والغرب على حد سواء . )(2) .
و منذ وقت طويل نسبيا قال الصحفى الكبير صلاح الدين حافظ بعد رحلة له إلى أمريكا :
( علينا أن نستشرف المستقبل ونستعد له .
والمستقبل الذى أراه بتواضع شديد هو الذى سوف تعود فيه حركة التاريخ إلى الصدام التاريخى القديم .. صدام الغرب الأبيض مع الشرق الملون (1) .
ولكن صراع المستقبل سوف يكون صراع قوميات (2) ، وديانات (3) حيث الاستقطاب سيكون حاداً بين حضارات الغرب البيضاء الحديثة ، وبين حضارات الشرق وديانته القديمة ، بما فيها حضارات اليابان والصين والهند ، والعرب والأفارقة ، مرة أخرى صراع ديانات وقوميات . )
وقد نبه الأستاذ محمد سيد أحمد منذ وقت طويل ايضا إلى أن المؤسسات الأوربية ليست فقط بصدد ضم إسرائيل إليها ، بل إنها فى الوقت نفسه تعمل من أجل حث الأقطار العربية على التسليم بدور متميز لإسرائيل فى المنطقة (1) .

فليقولها صريحة : صراع ديانات أو حضارات !!
إنها دماء تسفح فى قدس الذاتية ؟ !!
هكذا قلنا منذ مطلع هذا القرن ! !!
وهكذا ندفع اليوم فاتورة الحساب !
آسف : لم نقلها نحن منذ مطلع هذا القرن ، ولكن قالها قوادهم ومخططوهم ، وسياسيوهم ، ومؤتمراتهم التبشيرية ... !!
قالها القس زويمر ، والقس جيمس كانتين ، والقس ينغ ، والقس اكسنفلد ، والقس سيمون (1) .
قالها اللورد هانوتو ( إن الدين الإسلامى يبعث فى الإنسان الخمول والكسل ولا يوقظه منهما ، وإن تقدم المسلمين مستحيل ونجاحهم بعيد لأن الإسلام معتقدهم يحول دون ذلك ، وأن كل حكومة انفصلت عن الشرق وسارت على منهاج أوربا علماً ومدنية نجحت . ) .
وقالها ويليام جيفورد ويلجراف فى المؤتمر التبشيرى بلكنو ( متى توارى القرآن ومكة عن بلاد العرب ، يمكننا أن نرى العربى يتدرج فى سبيل الحضارة (!!!) التى لم يبعدها عنه إلا محمد وكتابه . ) .
ألم تصبح حضارتهم مجمع القيم في أحاديثنا العادية عندما نصف تصرفاتنا بأنها حضارية أو غيرحضارية بدلا من كونها صحيحة أو غير صحيحة ، بدلا من كونها ترضي الله أو أنها تسخطه !!
قالوها ثم جاءت سلسلة الأحداث لتصدق ما قالوا عن حتمية الصراع :
فى تركيا ، وإيران ومصر ، وسوريا وفلسطين ، ولبنان ، والعراق والسودان والصومال وقبرص ، وفى شرق أوربا فى بلغاريا ، ويوغوسلافيا والشيشان..
وفى الجمهوريات الإسلامية فى الاتحاد السوفيتى السابق، وفى الفلبين ، وكشمير ، وأندونيسيا ، وفى نيجيريا وأريتيريا وتنزانيا وجنوب السودان.. إلخ
وفيما يحدث للمتحجبات فى فرنسا ، وبريطانيا وهولندا والبقية تأتي
وفيما يحدث من الإساءات الفجة لرسول الله في الدانمرك والنرويج وأخيرا فيما كان يظن أنه أكثر تأدبا في مقر الفاتيكان (!!)
ما هذا ؟ أليست حربا عالمية على مستوى الجغرافيا والتاريخ والضمير ؟
لكن هل وصلنا بهذا إلى القاع الذى لا قاع بعده ، وعندئذ لم يبق إلا الصعود كما يقول أصحاب التغيير المادى الميكانيكى للأحداث ؟ !
كلا ، فهناك فى اتجاه القاع ما هو أسفل منه ، إلى باطن الأرض .
إلى عملية استئصال أندلسية .
واقرءوا مراسيم الملكة جوليانا " 1479-1555 م عن الموريسكيين في بحث الدكتور محمد عبده حتاملة بمجلة " دراسات " التي تصدر عن الجامعة الأردنية عدد كانون 1981م !!.
إلا أن نعود إلى الإسلام " وسيعود غريبا كما بدأ "
غريبا نقيا صافيا وهاجا كتوهج الشمس في يوم صاف جديد !!
لا تستغربوا .
وإنه لمن الغريب حقا أن نتهم ونحن في هذا الحضيض أننا على أهبة امتشاق السيوف استئنافا لدورة جديدة من الحضارة الإسلامية
والحقيقة أن بداية التهريج على الإسلام في قضية الانتشار بالسيف ليست قادمة من بابا روما " بنديكت " أو مبشر البروتستانت القسيس جورج بوش الذي وصف الإسلام بالفاشية في احتفاليته بالحادي عشر من سبتمبر 2001... وإنما هي ترجع إلى حالة نفسية في تركيب الشخصية الأوروأمريكية.
يتساءل السفير الألماني المسلم مراد هوفمان وهو يرد على فرية انتشار الإسلامي بالسيف بقوله : كيف يمكن لأحد إذن أن يبرر التوسع الهائل للإسلام من الحجاز إلى القسطنطينية (668 م )، إلى وسط فرنسا (733 م )، والهند (710 م ) ؟؟
وللإجابة على هذا السؤال فإن الغرب المسيحيي – كما يقول هوفمان – يجد حائلا يحول بينه وبين ( أن يعترف ببساطة أن الإسلام انتشر لأنه حرر الشعوب التي كابدت الحكم القيصري والبابوي والكسروي ، وأن كثيراً من المسيحيين الذين زندقهم مجمع نيقية رحبوا بالإسلام الذي قال عن عيسى ما كانوا يعتقدون ، فهو رسول وليس ابن الله . من اجل هذا هجر الناس الكنائس أفواجاً ودخلوا في الإسلام .
إذ بأي طريقة أخرى استطاع حفنة من العرب " المتخلفين " أن يقهروا الامبراطوريات في مدة قياسية ؟
ولكن حتى اليوم، لحفظ ماء الوجه، يصر العالم الغربي على الأسطورة التي اخترعها، أن الإسلام انتشر بالسيف والنار.)
هنا نلمس الحائل الصلد في تجذر موقف الغرب العنصري المضاد للإسلام في موقعه ضمن السامية باعتباره بديلا عن اليهودية بعد أن تكسرت وسائله في استهدافها .

لكنها كما قلنا أكاذيب وظيفية وتعلات ثانوية، باطلة في أصلها ، لم تكن لتجوز على البابا بل على المواطن الغربي وبخاصة الغربي المعاصر المثقف الذي يختار حزبه وحكومته بوعي نسبي ، ويختار مذهبه السياسي ما بين النازية والشيوعية والرأسمالية والقومية والفاشية والديموقراطية ويضحي ويقاتل في سبيله ، لولا أن المسألة في أصلها ترجع إلى عنصرية ضد السامية بمحتواها الإسلامي .
ومن هنا نضيف مرة ثالثة أن مقاومة الغرب للمسيحية الأولى كانت في جوهرها جزءا من مقاومته الذاتية للإسلام كما حدده قوله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) وقول الحواريين ( واشهد بأنا مسلمون )

وقد يتساءل بعضهم ولم لم ينسحب ذلك الحقد الأبدي على اليهودية الصهيوينة ؟
لذا فإنا نقول : القضية مازالت هناك في مستنقع العنصرية عنصرية الرجل البيض
يجدها من يريد ، ، يجدها في مباءة العنصرية ضد السامية بمحتواها الإسلامي : إسلام جاء به موسى ، وجاء به عيسى ، وجاء به محمد نبيا مبشرا به في الكتاب المقدس ، خاتما في القرآن الكريم
وهو موقف شديد الوضوح في أنه لا يقبل التفسير بغير العنصرية اللاسامية وهي مرض قد يفلت منه الأفراد لكن لا يفلت منه المجموع ومنهم البابا بنديكيت
ويقول مكسيموس رئيس مجمع الأرثوذكس بمصر بتاريخ 2892006 – جريدة المصريون - : (...تصريحات بنديكت ضد الإسلام تنم عن عنصرية واضحة ) وأكد مكسيموس : ( أن بنديكت ألماني الأصل والمعروف أن بلده تأصلت فيها العنصرية ونمت بصورة لا تقبل الآخر .!)
وهي العنصرية التي تفسر كراهية الغرب للمسلمين واليهود جميعا تحت سقف " اللاسامية " وإن بدا على السطح - أخيرا ومؤقتا - ظاهر مغشوش من التحالف الصهيوني بفرعيه اليهودي والمسيحي ضد الإسلام
ولما كان من الواضح أن تصريح بلير كما كانت محاضرة البابا بنديكت قد جاءت في سياق التحالف الصهيوني بفرعيه اليهودي والمسيحي القائم حاليا بينهما ضد المسلمين فقد كان لزاما أن نبين أن هذا التحالف ليس ألبتة صورة من صور التعاطف " الإنساني "أو " الديني " بين اليهودية والحضارة الغربية المسيحية .إن الحقائق التي نسوقها تاليا تثبت عكس ذلك [1]
ذلك أن تآمر اليهود على السيد المسيح عليه السلام ومحاربتهم له لا يحتاج منا إلى بيان طويل ، ويكفي أن نذكر هنا أن تآمرهم ضده وضد أتباعه كان على مر الزمن منذ اشتراكهم في محاولة صلبه ، ولقد لقي المسيحيون الأوائل من جراء دسائس اليهود ومؤامراتهم أهوالا من الإرهاب والتعذيب والإبادة . وفي العصر الحديث يوجد في نيويورك عدد كبير من دور النشر اليهودية التي تتعرض لشخص المسيح عليه السلام تعرضا هو في منتهى الشناعة وسوء الأدب ، ومن ذلك كتاب "التجربة الأخيرة للمسيح " نشر دار "سيمون وشوستر " ، لا يليق بنا أن نذكر شيئا مما ورد فيه في هذا المقام . [2]
وإذا أردنا أن نتعرف على شعور المسيحيين الحقيقي تجاه اليهود يكفي أن نبين الطقوس الوحشية التي يدين بها اليهود في معاملتهم لغيرهم من أرباب الديانات الأخرى وفي مقدمتها المسيحيون ، والتي نصت عليها تعاليم التلمود ومارسوها كتقاليد دينية في كثير من الأحيان ، ومنها " القرابين البشرية " و " الفطائر " التي تعجن وفقا لطقوس يهودية بدماء أبناء الديانة المسيحية ، كما حدث للقس إبراهيم توما في دمشق في الثمانينيات من القرن التاسع عشر ، وغير ذلك مما كان له أكبر الأثر في أن اتخذ الغرب منهم موقفا عدائيا عميقا ، ولم يفعل الغرب ذلك إلا بعد أن تأكد من نواياهم ، مما عرض اليهود لعمليات انتقام وحشية متوالية من الغرب المسيحي .
وعلى سبيل المثال نذكر ما وقع في بريطانيا في عهد كل من الملك جون ، وهنري الثالث ، وإداورد الأول عام 1272 م ، حتى إن الأخير حكم بطردهم جميعا من بريطانيا عام 1290 م ، وقد اتخذ هذا الإجراء إنقاذا لهم من ثورة الشعب ضدهم وحرقه لهم بالمئات ، ولم يبق في بريطانيا يهودي واحد طوال ثلاثة قرون متتالية ، ولم يتغير الحال إلا بعد أن أعلن كرومويل حمايته لهم عام 1656 م ، ومن ذلك اليوم أخذ مركزهم يقوى في بريطانيا إلى أن وصل إلى الحال الذي نعرفه اليوم ضمن الكيد للمسلمين .
وفي فرنسا حيث اختنق الشعب الفرنسي بمؤامرات اليهود كان رد الفعل أن تعرضوا لعمليات انتقامية في عهود لويس أغسطس ، ولويس الأول ، وفيليب الجدي ، ولم تأت سنة 1394 م إلا كانت فرنسا قد خلت من كل أثر لليهود ، ثم تسللوا إلى فرنسا بعد ذلك إثر طردهم من أسبانيا ، ولم يؤذن لهم بالسكنى إلا في أواسط القرن السادس عشر ، ثم أخذ وضعهم يتحسن بعد ذلك ويتقوى منذ الثورة الفرنسية التي أسهموا في إشعالها وعلمانيتها حتى الآن .
وفي ألمانيا انتشر اليهود في القرن الثامن ، ومنحهم الشعب الجرماني فرصة العيش الكريم ، ولكن نتيجة لبعض تصرفاتهم تحول الحال فأخذ كيل العذاب ينصب فوق رءوسهم ، وطردوا من جميع المناطق الألمانية في أزمنة مختلفة ، وكان آخر أمرهم ما اتخذه هتلر في شأنهم ، نتيجة اعتقاده بأنهم كانوا سبب خسارة ألمانيا للحرب العالمية الأولى وأنهم سيكونون كذلك في الحرب العالمية الثانية التي كان يستعد لها .
وفي أسبانيا انقضى عصر اليهود المطمئن الهادئ بخر وج المسلمين منها ، وبدأ اليهود يلاقون الويلات إلى أن صدر المرسوم الملكي في عهد فرديناند وزوجته إيزابلا عام 1492 بنفيهم خارج البلاد وبذا تم طرد نصف مليون يهودي من أسبانيا .
وهكذا كان الحال في بقية أوربا : في البرتغال ، وروسيا ، وإيطاليا ، ورومانيا ، وبلغاريا ، وسويسرا .[3]
أما عن الفاتيكان فيذكر بعض الباحثين حوارا جرى بين البابا بيوس العاشر في 25121904 وتيودور هرتزل مؤسس إسرائيل المعاصرة ظهر فيه أن البابا لا يرغب في أن يمد يد المساعدة للصهيونية في محاولتها إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، وذلك لأن اليهود – في تقديره – إما أن يظلوا محتفظين بمعتقداتهم في انتظار المسيح وفي هذه الحالة يعتبر اليهود منكرين للاهوت المسيح .. أو أن يذهبوا إلى هنالك بغير دين .. وفي هذه الحالة فيما يقوله البابا " نجد أنفسنا في مجال ضيق وغير مستعدين لمؤازرتكم "
وفضلا عن ذلك فإنه ليس من المنطق أن يتدين المسيحيون برجوع بني إسرائيل إلى فلسطين واستيلائهم عليها طالما تمسكوا بقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية وهي من الرسائل المقدسة في العهد الجديد ، " إنه ليس بالناموس كان الوعد لإبراهيم ونسله أن يكون وارثا للعالم ، بل ببر الإيمان ،لأنه إن كان الذين في الناموس هم ورثة فقد تعطل الإيمان وبطل الوعد الأول" [4]
نجد تأكيدا لذلك المنطق في تحذير الرئيس بنيامين فرانكلين لسكان االولايات المتحدة من اليهود وضرورة ترحيلهم إلى فلسطين
يقول بنيامين فرانكلين في خطاب له عام 1789 م " هناك خطر جسيم تتعرض له الولايات المتحدة ، أينما حل اليهود هبط المستوى الأخلاقي والشرف التجاري ، إنهم دائمو الشكوى من مصيرهم القاسي ، ولكن إذا هيأ لهم العالم المتمدن سبل العودة إلى فلسطين ( هكذا ) خلقوا أسبابا حاسمة للرفض ( هكذا ) إنني أحذركم أيها السادة أنكم إذا لم تقصوا اليهود فلن تمضي مائة عام حتى يذوق أحفادنا الشقاء الأليم .. إن اليهود خطر على هذه البلاد فإذا دخلوها حاق الخطر بدستورها . يجب إذن إقصاؤهم عنا )
إلى أين ؟ إلى حيث الكيد للإسلام في حلقة جديدة من حلقات الحروب المسيحية الغربية ضد الإسلام والمسلمين
وبالرغم من كل ذلك فإن مسيرة التحالف المسيحي الصهيوني ضد الإسلام تسير مسيرتها – في تقدير الدكتور رفيق حبيب - بالرغم من امتلائها بالمتناقضات ( فالأصولي يؤيد اليهود ويساعدهم ، ولكن عقيدته تقول : إن تجمع اليهود يمهد لحرب سوف يموت فيها ثمانون في المائة من اليهود ، أي أن هذه الحرب ، هي عقاب لليهود ..) و لا ثواب لهم فيها إلا إن تقبلوا المسيح بعد نزوله ( واليهود يخشون من سيطرة الأصولية على حكم أمريكا لأن ذلك سوف يتبعه نمو الهوية المسيحية الأمريكية ، وبالتالي يهدد بتجدد الاتجاهات المعادية لليهود ) [5]
إن الأصولية المسيحية الصهيونية وإن كانت تكيد للإسلام أصلا لكنها لا تخلو من الكيد الخفي لليهود بامتحان لهم يحدث بعد ظهور المسيح يخيرهم بين الدخول في المسيحية أو القتل .
إن سر التحالف الصهيوني اليهودي الغربي المسيحي المعاصر وإن اكتسى بالصهيونية المشتركة بينهما لكنه يرجع في أعماقه إلى عاطفة الكراهية التي يكنها الغرب لليهود ولاشك أنه يسهم في هذا الكيد وهذه الكراهية كيد قديم من عداء أوربا للسامية ، ذلك العداء الذي لا يستغرب أن يجر معه عداء للعرب المسلمين باعتبارهم ساميين ايضا .
يقول أوري أفتيري الكاتب الإسرائيلي والناشط مع مجموعة كتلة السلام (Gush Shalom) : ( ..... لا مناص من النظر إلى الأمور على خلفية الحملة الصليبية الجديدة التي يخوضها بوش ومؤيدوه الإنجيليون، وحديثه عن "الفاشية الإسلامية" و"الحرب العالمية ضد الإرهاب"، بينما يتم توجيه كلمة "الإرهاب" إلى المسلمين. إن هذا الأمر بالنسبة لمن يوجه بوش هو محاولة ساخرة لتبرير الاستيلاء على مصادر النفط . هذه ليست المرة الأولى التي تلبس فيها المصالح الاقتصادية الجرداء قناعا دينيا، وهذه ليست المرة الأولى التي تتحول فيه حملة نهب إلى حملة صليبية..) المصدر : موقع اللجنة العالمية لنصرة خاتم الانبياء صلى الله عليه وسلم) نقلا عن جريدة المصريون بتاريخ 2992006
وقد يعزو البعض عدائية البابا البانديكت إلى محاولة تغطية الفضائح الأخلاقية التي تئن تحتها الكنيسة الكاثوليكية بالولايات الأمريكية فيقول : ( ويكفي القارئ أن يعلم أن نحو 65 أبرشية تابعة أمريكية أشهرت إفلاسها نظرا للأزمة المالية الحادة التي تمر بها نتيجة دفعها تعويضات كبيرة لضحايا اعتداءات القساوسة، من بينها أسقفية 'بوسطن' التي تعد هي الأكثر غرما من بين الأسقفيات الكاثوليكية في الولايات المتحدة حيث اضطرت لدفع مبلغ 85 مليون دولار لما يزيد عن 550 ضحية اعتداء جنسي وشذوذ قام بها القساوسة ! ) كتبه للمفكرة: نجاح شوشة
وقد نجد جواب تساؤلاتنا في مقال سابق للأستاذ : محمد جمال عرفة 7/4/1423 الكاتب والمحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين 18/06/2002 إذ يقول ( والغريب أن تصدر التصريحات ضد الإسلام ونبيه في الوقت الذي تثار فيه ضجة كبيرة في أمريكا تحديدًا وبقية دول اوروبا حول شذوذ رجال الكنيسة الذي لم يمس فقط النساء والفتيات ، ولكنه امتد إلى الأطفال الأبرياء ، مما دعا بعض العقلاء في الغرب للقول إن التهجم على رسول الإسلام ما هو إلا وسيلة للتغطية على فضائح الكنيسة المدوية والتي أدت لطرد المئات من الكنيسة.
حيث تم هذا الأسبوع اعتماد ما سمي "النص النهائي "للميثاق من أجل حماية الأطفال والأحداث" بالتصويت السري من جانب مجلس القساوسة الأمريكان ب 239 صوتا مقابل 39 . وقال رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين ، الأسقف بيلفيل ويلتون غريغوري "لقد اعتمدنا اليوم وثيقة مهمة في تاريخ مؤتمرنا الاسقفي". واضاف "اعتبارا من اليوم.. كل من يعرف عنه ( من القساوسة) أنه تعاطى الدعارة مع طفل يمنع من العمل في كنيسة الولايات المتحدة الكاثوليكية". ؟! .... وكانت صحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" قد ذكرت أن ثلثي الأساقفة الأميركيين (111) في 178 ابرشية قاموا على مدى سنوات بالتغطية على تصرفات الكهنة الذين يستغلون الأطفال جنسيًا واكتفوا بنقلهم من ابرشية إلى أخرى أو إخضاعهم لعلاج نفسي.
ورغم هذا فقد اثار هذا التعديل أيضا غضب الضحايا الذين طالبوا بعقوبات تأديبية بحق أولئك الأساقفة. وقال بيتر ايسلي المسؤول عن شبكة الناجين من الاستغلال الجنسي الذي يقوم به الكهنة "انه "أمر فاضح أخلاقيًا بكل بساطة". .... .
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن عدد القساوسة الذين سلمت أوراقهم إلى الشرطة قد ارتفع إلى 260 قسا منذ تكشف أبعاد الفضيحة التي يقوم بها القساوسة منذ أكثر من ستة أشهر .
ويشير المسح الذي أجرته الوكالة إلى أن 550 شخصا قد رفعوا قضايا ضد رجال دين مسيحيين في ولايتي ماسوشيستس ومين فقط بسبب سلوكياتهم الأخلاقية الفاضحة !.
... ولا يقتصر الشذوذ والسقوط من جانب القساوسة على أمريكا فقط ، ولكنه يمتد إلى كل كنائس أوروبا التي اصبحت تعاني فراغا واعراض الجمهور عنها .
......) ثم يقول ( لم يجد القساوسة إذًا – بعد انصراف الأمريكيين والأوروبيين عنهم – سوى مهاجمة الإسلام كي تعود لهم اضواء الشهرة (!) .وهو نفس ما فعله من قبل حلف الأطلنطي عندما لم يجد له عدوا يواجهه بعد انهيار الشيوعية فاختار الإسلام عدوًا بديلاً خشية انفراط عقد الحلف كما انفرط عقد حلف وارسو الشيوعي )
ونختم بما ختمنا به مقالنا الأسبق
لنرد على ما قد يصرخ به كاتب من هؤلاء المستغربين في نوبة من جلد الذات : لماذا لم يعرض المسلمون إسلامهم على الوجه الذي يزعمون ؟
ونضيف على ما رددنا به سابقا على أمثال هؤلاء : بالإحالة إلى ما كتبه كثيرون على مدار التاريخ منذ ظهور الإسلام مما تضج به المراجع ، ويجهله هؤلاء الأميون ، وإلى ما كتبناه بتواضع من سلسلة مقالات نشرتها الشعب كا نشرناها في بعض كتبنا مما يبين أن العرض الإسلامي الصحيح تحقق في جهود المفكرين والفلاسفة والعلماء ، والدعاة ، كما تحقق في جهود بعض المنصفين من رجال الغرب على قلتهم ، ممن أسلم منهم أو لم يسلم ، وربما كان هذا العرض هو الذي أثار الصحوة وكانت الصحوة هي التي أوصلت الإسلام إلى عواصم العدو ، ثم كانت هي ما أثارت كوابيسهم وأطلقت من بين مراقدهم جحور الثعابين ، هنا وهناك ، المسألة ليست من سوء العرض ، وإنما ترجع إلى إساءة الفهم وشهوة السلطان وسوء الغرض ، كماترجع إلى تجذر العداوة في مؤسسات عاتية لا يقضى على شرها بغير ما قضي به على أسلافهم من عتاة المفسدين في الأرض : بدءا من الكنيسة الغربية التي استولت على الاستشراق ، بعد أن اختطفت الدين ، والدين الذي تحول إلى ثقافة ، والثقافة الني تحولت إلى وثن مقدس !! فهل يصلح لهم غيرما حصل لكهنة الأوثان وأوثان الكهنة في ثقافة سومر وحضارة فرعون وحماقة نيرون ؟! أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ 6 إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ 7 الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ 8 وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ 9 وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ 10 الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ 11 فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ 12 فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ 13 إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
وهل ينتظرهم محق أشد من حرب ذرية أطلت ولوثة بيئية اقتحمت ، وأرض لم تعد صالحة للسكنى ، وسماء لم تكن هي السماء ، وصحراء لم تكن هي الصحراء وبحار لم تكن هي البحار ، تهيئ الأرض لآدم جديد ، لقوم جدد يبدءون العمل في الكهوف مع الزلازل والبراكين والفيضانات ، والأنهار والصخور ، والغابات ، يمرضون ولكن بغير الإيدز ، ويتضورون ولكن بغير الجوع ، ويموتون ولكن بغير الفشل ، ولكنهم قوم يحسنون صلتهم بالله ويفهمون دورهم مع الأرض ، ويستعدون لليوم الآخر ، وما ذلك على الله ببعيد!! ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ 8 ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ 9 أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا 10 ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ 11 إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) سورة محمد
والله أعلم





------------------------------------------------------------------------
(2) مقال بالأهرام 5/4/1990 ص 8 .
(1) عفواً ليست معركة ألوان فى جرعة تزييف أخرى .
(2) محشورة حشراً .
(3) صح النوم !
(1) أنظر جريدة الوفد 5/8/1991 ، والأهالى 13/7/1991 .
(1) أنظر سعيد حارب فى كتابه ( الخليج العربى أمام التحدى العقدى . ) والغارة على العالم الإسلامى ، والصفحات السابقة من هذا الكتاب .
[1] قدمنا هذه الدراسة عن أسباب التحالف بين المسيحية الغربية والصهيونية في تقرير إلى مكتب الإمام الأكبر الدكتور محمد الفحام في أواخر الستينات أثناء اشتغالنا كمدير للسكرتارية الفنية لمجمع البحوث الإسلامية
[2] أنظر كتاب " خطر الصهيونية " لعبد الله التل .
[3] أنظر كتاب خطر الصهيونية لعبد اله التل ص 106 وما بعدها .
[4] أنظر كتاب " أورشليم قاتلة الأنبياء " لمحمود شرقاوي ص 7 ، 117 ، 126
[5] المسيحية والحرب ص 110-113


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.