سقط عشرون شهيدا وأصيب عشرات آخرون في قصف ومواجهات تصاعدت حدتها بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح والثوار في ساحات التغيير, وذلك بعد ساعات من دعوة الأممالمتحدة علي صالح إلى التنحي. وقد بدأت السلسلة الأخيرة من الاشتباكات إثر قصف استهدف حي الحصبة الذي يعد معقل الشيخ صادق الأحمر, حيث سمع دوي انفجارات خلال الساعات الماضية. كما وقعت مواجهات في الشوارع بين القوات الموالية لصالح ومعارضيه في أنحاء متفرقة من صنعاء. ومن بين القتلى, طبقا للفرق الطبية سبعة من عناصر قبائل الأحمر بالإضافة إلى مدنيين وموظف بإحدى الفضائيات اليمنية, وخمسة من القوات الموالية لصالح. وذكرت الأنباء أن خمسة متظاهرين أصيبوا أحدهم حالته حرجة في إطلاق نار لقوات موالية لصالح على مسيرة ضخمة جابت بعض شوارع صنعاء للمطالبة بتقديم ملف الرئيس إلى محكمة الجنايات الدولية. وفي تعز قصفت قوات موالية لصالح بالمدفعية عددا من الأحياء السكنية في المدينة. يأتي ذلك في وقت يثار فيه جدل بشأن مكالمة هاتفية مزعومة بين الرئيس صالح ونجله أحمد قائد الحرس الجمهوري وأخيه غير الشقيق علي صالح الأحمر قائد العمليات القتالية بالحرس، قالت الفرقة الأولى المدرعة المؤيدة للثورة في بيان رسمي إنها التقطتها. ووفق البيان فإن علي صالح في هذه المكالمة أمر بضرب منطقة الحصبة وصوفان التي تتمركز فيها القوات المنشقة. وقال صالح في المحادثة الهاتفية المزعومة "دمروا كل شيء، لا أريد أن أرى هؤلاء الناس"، وذكر أنه لا يأبه بمجلس الأمن الدولي وقال "خليه ينفعهم"، ولا يخاف من الولاياتالمتحدة ولا من أوروبا. ووصف بيان من الرئاسة اليمنية في ردها على هذه الاتهامات أنها "ادعاءات سخيفة". ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية, أن هذه الادعاءات "السخيفة تثير السخرية والإشفاق على أصحابها لما وصلوا إليه من حالة هستيرية ونفسية متأزمة جعلتهم في حالة من الهذيان والهلوسة والترويج لمثل تلك الأكاذيب التي لا تنطلي على أحد". وأضاف أن "هذه المزاعم وغيرها من المزاعم التي سبقتها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن علي محسن الأحمر ومن معه من مليشيات اللقاء المشترك وفي مقدمتهم حزب الإصلاح وأذنابهم من الخارجين عن النظام والقانون، إنما يروّجون لتلك الافتراءات الكاذبة للتغطية على نزوعهم المبيّت نحو تفجير الوضع عسكريا، وإدخال البلاد في أتون حرب أهلية شاملة". وأشار المصدر إلى أن "ما يحدث على الأرض -سواء في العاصمة صنعاء أو بقية المدن- من قصف موجّه للأحياء السكنية الآهلة وسقوط عدد من الشهداء والجرحى من المواطنين وبينهم نساء وأطفال وأفراد الجيش والأمن، يؤكد حقيقة ذلك التوجه الشرير لدى تلك العناصر". واتهم المصدر الرئاسي الأحمر والقوى المتحالفة معه بأنها أعدت العدة لتفجير الموقف عسكريا بعدما "أفشل أبناء شعبنا الشرفاء مخططهم الإجرامي للانقلاب على الشرعية الدستورية والاستيلاء على السلطة بالقوة". وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان الجمعة الحملة الأمنية العنيفة التي تشنها الحكومة اليمنية على المحتجين، لكنه حث على التوقيع على اتفاق يمنح الرئيس صالح حصانة من الملاحقة القضائية. وفي جبهة أخرى, قتل عنصران من تنظيم قاعدة الجهاد بجزيرة العرب في كمين نصبه مسلحون قبليون يساندون الجيش في محاربة التنظيم بمحافظة أبين بجنوب اليمن.
وقال مصدر أمني يمني ليونايتد برس إنترناشونال إن عنصرين من القاعدة كانا يستقلان دراجة نارية في منطقة باجدار شمال شرق مدينة زنجبار بمحافظة أبين, عندما سقطا في الكمين. وكان الجيش اليمني قد بدأ عملية بالجنوب منذ مايو الماضي بعدما سيطر عناصر التنظيم على ثلاث مدن على الأقل في محافظة أبين من بينها العاصمة زنجبار. وقد أكد مصدر يمني أن عدد قتلى تنظيم القاعدة الذين قتلوا على يد مسلحين يساندون الجيش في تعقب عناصر القاعدة وصل خلال الشهر الجاري إلى 15 وأن هناك ثلاثة جرحى. ويقول الجيش اليمني إنه يحقق مكاسب أمام مسلحي القاعدة لكنه لم يستعد بعد الكثير من الأراضي التي سيطر عليها عناصر التنظيم في أبين ومن بينها المدن الثلاث.