ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية اليوم السبت، أن أربعة أشخاص قتلوا، اثنان منهم في حمص، فيما قُتل آخر بمحافظة إدلب شمال سوريا، وآخر توفي متأثراً بجراحه في محافظة درعا برصاص الأمن السوري. وشهد حي القصور بحمص حملة مداهمات واعتقالات منذ ساعات الصباح الباكر، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلطات السورية سلّمت اليوم جثمان قتيل إلى ذويه في مدينة القصير بمحافظة حمص، التي كان قد اعتُقل فيها وهو جريح قبل أيام. وأفادت الهيئة العامة للثورة أن مناطق عدة بريف دمشق تشهد اليوم حملة عسكرية، بحثاً عن جنود انشقوا عن الجيش السوري وأعلنوا انضمامهم للثوار، ففي مدينة الزبداني يستمر انقطاع الكهرباء ووسائل الاتصال الأرضية والخليوية والإنترنت عن المدينة منذ أربع وعشرين ساعة، تزامناً مع دخول الجيش منذ صباح الأمس الباكر إلى المدينة، فيما سُمعت أصوات إطلاق نار مكثف في المدينة من القرى المجاورة خلال الأمس واليوم.
وفي منطقة الغوطة شرق دمشق، اقتحم ما يزيد عن 15 ألف عنصر من الجيش والأمن مدعومين بالشبيحة فجر اليوم، بلدات زملكا وسقبا وعربين وحرستا من كافة الجهات، أعقبها حملة مداهمات واعتقالات عشوائية.
وتهدف الحملة العسكرية على تلك المناطق، إلى البحث عن جنود أعلنوا انشقاقهم عن الجيش، لرفضهم أوامر بإطلاق النار على المحتجين السلميين حسب زعمهم. وكان الجيش السوري شنّ الثلاثاء الماضي حملة عسكرية قوامها 40 ألف جندي على تلك المناطق بحثاُ عن جنود منشقين تمركزوا في تلك المناطق.
وبلغت حصيلة القتلى في سوريا خلال يوم أمس الجمعة 30 قتيلاً، معظمهم في مدينة حمص، التي اتهم ناشطون الحكومة السورية بارتكاب "مجازر" في بعض مناطقها. في وقت سُجل فيه خروج أكثر من 185 مظاهرة في عموم المدن السورية.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية، أن أغلب القتلى قضوا في محافظة حمص ومدينتها التي سجلت 23 قتيلاً، فيما توزع الباقون على مدينة حماة التي قتل فيها ثلاثة أشخاص، واثنين في إدلب واثنين بريف دمشق خلال يوم أمس الجمعة التي أطلق عليها المحتجون اسم جمعة "شهداء مهلة الجامعة العربية"، وذلك في إشارة إلى المهلة التي أعطتها الجامعة العربية لبدء حوار بين النظام والمعارضة في مقر الجامعة العربية، معتبرين أن هذه المهلة ستزيد من عدد القتلى على أيدي الحكومة السورية المتهمة بارتكاب أعمال عنف وحشية ضد المحتجين.
وتعيش محافظة حمص (وسط)، حملة عسكرية متواصلة هي الأعنف بين المدن السورية، ما خلّف عدداً من القتلى زاد عن 1225 قتيلاً منذ بدء الاحتجاجات بسوريا في 15 مارس/آذار الماضي، حسب مواقع إلكترونية مختصة في إحصاء قتلى الاحتجاجات.
ورغم الحصار الشديد الذي تتعرض له المدينة، تشهد أحياء عدة فيها مظاهرات يومية، يقابلها اعتقالات وأعمال عنف وحشية من قبل السلطات السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تسعة عشر شخصاً أصيبوا بجراح، إثر إصابة منزلهم في حي بابا عمرو بقصف من الرشاشات الثقيلة يوم أمس الجمعة. وأضاف المرصد السوري في بيان، أن القوات العسكرية السورية، نفذت حملة مداهمات واعتقالات أمس، في مدينة القصير وأسفرت الحملة عن مقتل مواطن وإصابة أربعة بجراح واعتقال أكثر من 150 شخصاً.
وترافقت الحملة حسب المرصد السوري، مع تحطيم أثاث بعض منازل النشطاء المتوارين عن الأنظار، فيما لا تزال الكهرباء والاتصالات الأرضية والخليوية مقطوعة عن المدينة، مع نقص حاد في مادة الخبز.
ويأتي ذلك في وقت اتهم فيه ناشطون السلطات السورية بارتكاب "مجازر" في مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص، خلال حملة عسكرية هي الرابعة على المدينة.