وصلت اليوم في زيارة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً "هيلاري كلينتون"، وزيرة الخارجية الأمريكية، إلى العاصمة الليبية طرابلس ، تُعد الأولى لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، بعد إسقاط نظام العقيد "المخلوع"، معمر القذافي. وهبطت طائرة أقلت الوزيرة الأمريكية، قادمة من مالطا، في مطار طرابلس وسط إجراءات أمنية مشددة، من قبل قوات المجلس الوطني الانتقالي، التي ما زالت تخوض معارك طاحنة ضد كتائب موالية للزعيم "الهارب"، في مدينتي بني وليد وسرت. وذكر مسؤول أمريكي رفيع، يرافق كلينتون في زيارتها للدولة العربية، أنها ستلتقي عدداً من المسؤولين في الحكومة الليبية الجديدة، كما ستعرض مساعدة واشنطن في تقديم خدمات طبية لعدد من الجرحى الذين سقطوا خلال المعارك ضد أنصار القذافي. واستبقت الوزيرة الأمريكية وصولها إلى طرابلس بتقديم الشكر إلى مالطا، على مساعدتها للحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ضد قوات القذافي، والتي مهدت الطريق أمام "الثوار" لإسقاط نظام القذافي بعد 42 عاماً في الحكم. تأتي زيارة كلينتون لليبيا بعد قليل من إعلان المجلس الانتقالي أن قواته أحكمت سيطرتها على كامل مدينة "بني وليد"، التي تعتبر واحدة من آخر معاقل الزعيم المخلوع، وذلك بعد قتال شرس استمر لأسابيع مع الكتائب الأمنية التابعة للنظام السابق. يشار إلى أن قوات المجلس الانتقالي كانت قد سيطرت على العاصمة طرابلس في 21 أغسطس الماضي، غير أن مدينتي بني وليد وسرت ظلتا في قبضة قوات القذافي، وسط شائعات عن لجوء عدد من الشخصيات الرفيعة في النظام السابق إليهما. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، وصل فريق مدني أمريكي يضم عدداً من الخبراء التقنيين إلى ليبيا، لبدء العمل على ملاحقة وتدمير الترسانة المحلية من الصواريخ الحرارية المحمولة على الكتف، والتي تخشى واشنطن أن تنتشر خارج نطاق السيطرة، وتصل إلى جماعات مسلحة، يمكن أن تستخدمها لتهديد حركة الملاحة المدنية وإسقاط الطائرات. وتقدر الولاياتالمتحدة وجود أكثر من 20 ألف صاروخ أرض - جو في ليبيا، ويثير هذا الأمر قلق قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، الجنرال كارتر هام، الذي أعرب عن قلقه حيال وجود مؤشرات تدل على أن بعض تلك الصواريخ بات خارج ليبيا بالفعل.