عارضت الولاياتالمتحدة بقوة مقترحات بمضاعفة حجم صندوق النقد الدولي إلى ضعفي حجمه الحالي في اطار تحرك دولي شامل لحل أزمة الديون، مما وأد الفكرة في الوقت الراهن، وألقى على أوروبا مجددا عبء حل أزمتها وحيدة. وحظيت المقترحات المذكورة بدعم العديد من الاقتصادات النامية في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين في باريس لمناقشة حالة الاقتصاد العالمي الذي يواجه تهديدا من الدول الاوروبية الغارقة في الديون. وكانت الخطة تقضي بضخ نحو 350 مليار دولار في صندوق النقد الدولي، إضافة إلى خيارات اخرى مثل القروض وأدوات استثمارية محددة الغرض واتفاقات لشراء السندات. لكن وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر شدد على أن صندوق النقد الدولي يملك موارد هائلة جداً، لكنها غير موزعة. وأثنى وزير الخزانة الاسترالي وين سوان على نظيره الأمريكي واعتبر أن الاولوية الاولى تتمثل في أن يرتب الأوروبيون شؤونهم الداخلية. وتعهد وزيرا المال في فرنسا وألمانيا اللتين تواجهان ضغوطا من بقية دول العالم بتنسيق جهودهما لاعداد خطة لحل الازمة في منطقة اليورو قبل قمة قادة مجموعة العشرين في مدينة كان في الثالث والرابع من نوفمبر المقبل. ودعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اليوم الدول التي تعطي دروسا لاوروبا في كيفية حل ازمة مديونيتها، دعتها الى التوقف عن فرض الرسم على التعاملات المالية الذي تقترحه، في تلميح الى الولاياتالمتحدة خصوصا. وكان غايتنر رحب في وقت سابق من اليوم بالتقدم الذي احرزه الاتحاد الاوروبي لجهة حل ازمة الديون وبالدور المساعد الذي قام به صندوق النقد الدولي في هذه القضية، وقال في مقابلة مع تلفزيون "سي ان بي سي" مباشرة من باريس حيث يتواجد لحضور اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين الذي سيختتم السبت "ان اوروبا تتقدم بوضوح نحو حل". واعلن غايتنر ايضا ان الولاياتالمتحدة تعتزم مواصلة دعم اوروبا بواسطة صندوق النقد الدولي الذي حظي عمله بالترحيب، لكنه المح الى ان الولاياتالمتحدة لا تنوي الاسهام اكثر في تمويل الصندوق.