كشفت صحيفة بريطانية أن قوات الاحتلال الأمريكي صادرت خلال عملية دهم ضد عناصر من المقاومة العراقية في بغداد مؤخرا بنادق نمساوية الصنع زعمت أنها بيعت أصلا إلى إيران. وقالت مصادر من وزارة الدفاع البريطانية - صحيفة ديلي تلغراف - إن نحو مائة بندقية "أتش أس 50" صودرت وكانت جزءا من 800 بندقية صدرتها شركة إنتاج الأسلحة "شتير مانليشر" النمساوية إلى إيران العام الماضي. وأضافت الصحيفة أنه بعد أقل من 45 يوما من وصول شحنة الأسلحة التي يبلغ سعر القطعة الواحدة منها 19500 دولار إلى إيران قتل أحد المسلحين العراقيين ببندقية من هذا النوع جنديا أميركيا في آلية مدرعة. وأشار المصدر إلى أن القوات الأميركية ضبطت في الأشهر الستة الأخيرة عددا كبيرا من هذه البنادق قبل عملية الدهم التي جرت في الساعات ال24 الأخيرة وصودرت خلالها مائة قطعة سلاح. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية للصحيفة نفسها إن إمكانية وصول هذه الأسلحة إلى المقاومة تحققت على ما يبدو. ويأتي نشر هذا التقرير في وقت صعدت فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا من لهجتهما ضد ما تقولان إنه تدخل إيراني في شؤون العراق. وعرض مسؤولون أميركيون الأحد الماضي في بغداد صورا وقذائف قالوا إنها أدلة على أن الإيرانيين يزودون المسلحين العراقيين بالعبوات الناسفة التي قتلت 170 عسكريا من القوات المتعددة الجنسيات في العراق منذ 2004. واتهم مسئول أمريكي حكومة إيران مباشرة بالوقوف وراء تهريب العبوات الناسفة المتطورة إلى العراق، حيث أدت إلى مصرع عشرات من الجنود الأميركيين وجرح المئات خلال عامين ونصف. وقال المسؤول إنه يعتقد أن "إيران ضالعة في تزويد الجماعات المتطرفة العراقية بالقذائف المتفجرة وبعتاد آخر". وقال إن الجيش الأميركي لاحظ زيادة معتبرة في استعمال هذه الأسلحة التي قتلت منذ يونيو 2004 ما لا يقل عن 160 جنديا أميركيا وجرحت أربعة أضعاف هذا العدد تقريبا. وقال المسؤول الأميركي إن هذه الأسلحة هي من القوة بحيث أنها قادرة على اختراق دبابات أبرامز. وإذا كان الحديث الأميركي عن أسلحة تدخل العراق من إيران قديما, فإن الجديد هو اتهام الحكومة الإيرانية مباشرة. فقد ذكر المسؤول أن واشنطن تعتقد أن أوامر بإرسال الأسلحة عبر الحدود جاءت من "أعلى" المستويات في الحكومة الإيرانية, دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.