أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، مساء أمس الاثنين ، الأول من مايو 2017 ، وثيقتها السياسية الجديدة ، التى تضمنت فروقًا جوهرية مع ميثاق "حماس" المعلن عام 1988. فالوثيقة الأولى صدرت لتحديد مبادئ حركة مقاومة تحارب الكيان الصهيوني ، ولا تتخذ عن المقاومة أى بديل ، أما الثانية فقد سعت لرسم المبادئ والسياسات العامة التي تسير عليها الحركة لتجعلها قابلة إلى أن تكون حركة حاكمة مثل حركة فتح ، ولكنها لا ولن تنسق مع الاحتلال ولم توقف مقاومتها له. بطبيعة الحال كانت ردود أفعال الكيان الصهيوني الرفض القاطع ؛ لأن الوثيقة الوليدة أعلنت بوضوح عدم اعترافها بالكيان الصهيوني ولا اتفاقيات "أوسلو" ولا أي اتفاقيات مع الاحتلال ، وأصرت على استرجاع كل أرض فلسطين ، ولهذا أعلنت حكومة الاحتلال ، عن رفضها الوثيقة السياسية الجديدة ل"حماس"، وقال مكتب رئاسة الحكومة في بيان: أن "حماس تحاول مخادعة العالم وتضليله". وزعم البيان الصهادر عن مكتب "بنيامين نتنياهو" ، أن "قادة حماس يدعون يومياً إلى إبادة جميع اليهود وإلى تدمير إسرائيل ، ويحفرون الأنفاق الإرهابية وأطلقوا آلاف الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين ، كما أن المدارس والمساجد التي تديرها "حماس" تعلم الأطفال بأن اليهود هم قردة وخنازير". الوثيقة الجديدة التى أصدرتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، جعلت هناك عدة أسلئة محورية تدور بين أذهان المتابعين ، فلمن سعت "حماس" في توجيه رسالتها ؟ ، و7 ، وهل سيرضي من ينتظرون وثيقة "حماس" بما قدمته ؟ ، هذا ما سنكشفه خلال السطور التالية. تعديلات جوهرية ! أدخلت الحرطة في وثيقتها الجديدة تعديلين جوهريين ، بقبولها دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف ، كما فكت ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين. الشيخ المجاهد "أحمد ياسين" -رحمه الله- مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، وزعيمها حتى وفاته ، سبق أن أعلن قبل 14 عام ، وتحديدًا في يوليه 2003، لمراسل وكالة الأنباء الألمانية في مدينة غزة وكذلك في برنامج مع الإعلامي أحمد منصور على قناة الجزيرة ، أن حركة المقاومة الاسلامية "مستعدة لقبول سلام مؤقت على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع ، أي في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967. كما أن الحركة لم تعد تحتاج إلى تعريف نفسها على أنها فرع من الإخوان المسلمين كما جاء في ميثاق إعلان مبادئ الحركة عام 1988 ؛ لأن هذا بات معروفاً، فضلاً عن أن قادتها لا يزالون يؤكدونه، وهي لم تنكره في الوثيقة الجديدة، ولكنها لم تتطرق لعلاقتها مع جماعة الإخوان ، وبالطبع هذا لا يعني تبرؤها من الاخوان ، ولكنه أشبه بتعامل عملي مع الواقع ؛ لتفادي الخلافات مع أنظمة عربية والدول الكبري التى تعادي الجماعة ، ولكنها ذكرته بطريقة غير مباشرة بعبارة: "مرجعتيها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها". الصراع مع الصهيونية الوثيقة الجديدة فرقت بين "المشروع الصهيوني" و"اليهود" بقولها: إن "الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعًا مع اليهود بسبب ديانتهم، و"حماس" لا تخُوض صراعًا ضد اليهود لكونهم يهوداً، وإنما صراعها ضد الصهاينة المحتلين المعتدين". وتأكيدها أن "المشكلة اليهودية والعداء للسامية واضطهاد اليهود، ظواهر ارتبطت أساساً بالتاريخ الأوروبي، وليس بتاريخ العرب والمسلمين ولا مواريثهم". وأن احتلال الحركة الصهيونية لفلسطين برعاية القوى الغربية، "هو النموذج الأخطر للاحتلال الاستيطاني، الذي زال عن معظم أرجاء العالم، والذي يجب أن يزول عن فلسطين". العلاقة مع الانظمة العربية بطبيعة الحال ، فأن حكم الفلسطينيين للضفة أو غزة لم يكن متاحًا عند إصدار الميثاق الأول للحركة عام 1988، كما أن الحاضر يشهد محاولات من الأنظمة العربية لفرض تسوية بها تنازلات وتطبيع مع الاحتلال ، لذا فقد كان من المهم للحركة أن توضح علاقتها مع الأنظمة العربية ، وهو ما لخصته في ضرورة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ، وعدم ارتهانه لجهات خارجية، ومسؤولية العرب والمسلمين وواجبهم ودورهم في تحرير فلسطين من الاحتلال. كما أعلنت الوثيقة رفض جميع الاتفاقات والمبادرات، ومشروعات التسوية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني ، وإن مقاومة الاحتلال، بالوسائل والأساليب كافة، حقّ مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، وفي القلب منها المقاومة المسلحة.