قال الدكتور "حازم حسني" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، "لا أعتقدني أخالف غيري من المتابعين للشأن العام في رصدنا لملامح حضور السيسي مؤتمر الشباب بالإسماعيلية ... فبخلاف ما اعتدناه من حديث الرجل الدائم عن صدقه وأمانته وشرفه، دون أن نعرف ما هو تعريفه لهذه الثلاثية التي أسبغها على نفسه، خاصة وأنه حريص على إقحام إرادة الله عز وجل، وعلى إقحام النصوص القرآنية الكريمة في خطابه، لكنه يتجاهل دوماً الآية الكريمة التي تأمرنا بألا نزكي أنفسنا !". وكتب "حسني" عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ، "بخلاف هذه النرجسية السياسية، وبخلاف ما اعتدناه من تصفير الرجل الدائم للعداد (من اصبروا سنتين .. إلي اصبروا ستة أشهر إضافية .. ثم أخيرًا مطالبته للمصريين بالصبر والتحمل لمدة سنة)، دون أن نعرف من الذي سيحاسب على مدد الصبر السابقة ! ... بخلاف هذا وغيره مما اعتدناه ولم يعد غريبًا على مسامعنا، بدا الرجل هذه المرة متوترًا وعصبيًا بشكل زائد، بل ومقرًا بفشله في أن يجعل مصر "قد الدنيا"، مقدمًا حججه الواهية التي لم تقنع حتمًا "العفاريت" التي وعدنا وهو يرشح نفسه بأنها ستنبهر بإنجازاته إذا ما وصل إلى كرسي الرئاسة ! ... الشيء الوحيد الذي صدق فيه الرجل هو أن أيامه - كما وعدنا - قد رأينا فيها "العجب"، وأي "عجب"". وأوضح "لكن أخطر ما عبر عنه السيسي في كلماته هو حديثه الواضح عن إمكانية خروج المصريين لإسقاط نظامه، وهو ما تحدث عنه باعتباره عملاً مدمرًا للدولة التي جعل من تثبيت دعائمها (وفقًا لتعريفه لهذه الدعائم) إنجازه الأساسي، بل والوحيد، بعد أن تراجعت أحوال المصريين في عهده بأكثر مما يجعله قادرًا على الإنكار!". وأردف "هذا الخروج العشوائي للمصريين بهدف إسقاط النظام - الذي صوره الرجل وكأنه إسقاط للدولة - هو أمر يكاد يريده السيسي بكلماته التحذيرية في ظاهرها، التحريضية في سياقها، إذ بمجرد استدعائها في كلمته فإنه يستدرج المصريين للخروج الغاضب، الذي هو طوق نجاة يريده الرجل كي يفرض الأحكام العرفية - لا مجرد حالة الطوارئ - ومن ثم يتنصل من الدستور، ومن ثم من استحقاقات 2018 الانتخابية التي يعلم يقينًا أنه لن يخرج منها رئيسًا إذا ما أجبرته ظروف الضغط الشعبي والدولي على أن تكون انتخابات نزيهة تحت رقابة دولية مشددة!". وتابع "بيد أن الإيجابي فيما طرحه السيسي في هذا المؤتمر هو أنه قد بدأ بنفسه الحديث عن منطق أن تكون هناك مصر ما بعد السيسي، وعن أن الطريق لمصر هذه هو الانتخابات الرئاسية القادمة التي وعد بأن تكون نزيهة وأنها لن تكون عرضة للتزوير .. لكنه يكون ساذجًا من يتصور أن مجرد وعد الرجل بنزاهة الانتخابات يكفي كي نثق به وبكونه لن يعمد إلى تزويرها !". ونوه إلى أن : "المعركة الحقيقية خلال الشهور القادمة ستكون معركة انتزاع ضمانات إجرائية حقيقية لنزاهة الانتخابات، ومن ثم إجبار السيسي ونظامه على الخروج من المشهد السياسي بالطريق الدستورية .. أي تفكير في ثورة جديدة - كما يدعو أصحاب المكايدات السياسية - لن يكون من شأنه إلا تعطيل الخروج من الأزمة لأمد لا يعلمه إلا الله". دولة ما بعد السيسى ... وعقبات الطريق (5) ------------------------------------------------- مين تحت رجلين مين؟... تم نشره بواسطة Hazem A. Hosny في 27 أبريل، 2017