بعد أقل من أسبوعين على تأكيد وكالة الأنباء الإثيوبية ، إن حكومتها بدأت حملة تهدف إلى تعزيز التعبئة العامة لاستكمال بناء سد "النهضة" ، قال "أحمد أبو الغيط" ، الأمين العام لجامعة الدول العربية ، ووزير خارجية المخلوع حسني مبارك ، إن مصر ستفقد 35 مليار متر مكعب من حصتها السنوية من مياه النيل، حال قررت إثيوبيا ملء خزان سد النهضة في 3 سنوات، مستبعدًا أن يقدم نظام العسكر بقيادة عبد الفتاح السيسي على عمل عسكري ضد السد. وأثناء إلقائه محاضرة بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" في تونس ، قال "أبو الغيط"، أنه إذا امتدت مدة ملء السد ل10 سنوات فإن مصر ستفقد ملياري متر مكعب من حصتها البالغة 55 مليار متر مكعب سنويًا ، مستبعدًا أي عمل عسكري مصري ضد إثيوبيا ، وقال إن "الدولة لا تفكر بهذه الطريقة". ومن المقرر اكتمال بناء سد النهضة في يونيو المقبل، وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصر، وإن الطاقة الكهربائية التي سيولدها السد ستساعد في القضاء على الفقر وتعزيز النهضة التنموية في إثيوبيا. بينما تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل لسد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، مصدر المياه الوحيد في مصر، بينما يقول الجانب الإثيوبي إن السد سيمثل نفعا له، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يمثل ضررًا على دولتي مصب النيل، السودان ومصر. ووقع النظام والسودان وإثيوبيا على "وثيقة الخرطوم" في ديسمبر 2015 التي تضمنت ضرورة الالتزام الكامل بوثيقة "إعلان المبادئ" التي وقع عليها الدول الثلاث من قبل في مارس 2015، وهي المبادئ التي تحكم التعاون فيما بينها للاستفادة من سد النهضة ومياه النيل الشرقي. وبعد امتناع إثيوبيا عن حضور اجتماع اتفاقية عنتيبي الأخير ، وحالة الصمت الإستراتيجي التي تتبعها أديس أبابا إزاء ملف سد النهضة ، نقلت الوكالة الأثيوبية ،عن رئيس الوزراء الأثيوبي ، "هايلى ماريام ديسالين" ، قوله إن شعلة النهضة تهدف إلى تنشيط دعم الجمهور بروح جديدة ، وتابع "أضيئت شعلة النهضة في أديس أبابا، وستبقى في المدينة لمدة شهر، بعدها ستطوف جميع أرجاء إثيوبيا لمدة 11 شهرًا". وبعد أن أعلنت الحكومة الإثيوبية عن إنشاء سد "النهضة" لتوليد الطاقة في مطلع عام 2011 ، وبحسب ما صدر عن سلطاتها حديثًا ، فإنها أتمت بناء ما يقرب من 60% من أعمال السد حتى الآن ، فيما يتوقع خبراء المياه حدوث حزمة آثار سلبية مدمرة على القطاع الريفي في مصر بسببه ، وكان السيسي اعترف بموجب وثيقة مبادئ في 23 مارس 2015، التي وقعها في الخرطوم بحق إثيوبيا في بناء السد، مقابل تعهداتها بمشاركة القاهرة في إدارته ، لكن خبراء مصريون حذروا من عدم إقرار إثيوبيا في الوثيقة نفسها بحصة مصر من مياه النيل، التي تقدر ب55 مليار ونصف المليار متر مكعب سنويًا، وفقًا لاتفاقية عام 1959.