قالت صحيفة مصرية، موالية للانقلاب العسكرى، أن هناك ضغوط قد مارسها الجانب السعودى على شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، من أجل نفى علاقة الأزهر بالبيان الختامى الذى تم التصريح به فى "الشيشان". وسجل مؤتمر الشيشان للتصوف لهذا العام والذي حمل عنوان "من هم أهل السنة والجماعة؟", حالة من السجال والخلاف بين الأزهر والسعودية، بعد أن خلا البيان الختامي للمؤتمر من ذكر "السلفية " ضمن فئات أهل السنة والجماعة، والتي جاءت مقتصرة على الأشاعرة والماتردية والصوفية, الأمر الذي أحدث غضاضة كبرى لدى الهيئات والمؤسسات الدينية بالسعودية. وأكد الدكتور أحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف، خلال حديثه الأسبوعي, أن الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بالمؤتمر "لا تحتوي على أي إشارة من قريب أو من بعيد إلى إقصاء طائفة دون أخرى، والكلمة موثقة ومذاعة حيث ركَّزت على وضع الأمة الحالي، وهو بالطبع وضع لا علاج له ولا دواء له إلا وحدة المسلمين". وشدد الطيب، على أن هدفه من الزيارة هو جمع المسلمين ولم شملهم وليس إبعاد فريق وإبقاء فريق، ومما جاء في الكلمة: "وما أشبه اللَّيلةَ بالبارِحة- أيُّهَا الأخوة الفُضَلاء- في احتياج الأُمَّة الإسلامية الآن لأن تعرف من جديد مَنْ هُم أهل السُّنَّة والجماعة؟ وما هي معالمُ مذهبهم؟ وهل لغياب هذا المذهب الآن تأثير في حياة المسلمين؟ وما هي العلَّةُ الحَقِيقيَّةُ في تشرذُم الأُمَّة الإسلاميَّة؟ وهل من سبيل إلى إحياء هذا المذهب ليكون طوق نجاة للأمة، تتماسك حوله في مِحَنها المُتتابعة، وتفوِّت على المتربِّصين ما يبيتونه لها بليلٍ؟...". وتابع: "أمَّا إجابتي عن سؤال: مَن هم (أهل السُّنَّة والجماعة) فإنِّي أستدعيها من منهج التعليم بالأزهر، الذي تربَّيت عليه، ورافقني منذ طفولتي وحتى يومنا هذا.. دارِسًا لمتون هذا المنهج وشروحه عبر ربع قرن من الزمان، ومتأملاً في منهجه الحِوَارِيِّ بين المتن والشرح والحاشية والتقرير، في تدريسي لعلوم أصول الدين، قرابة 40 عامًا من الزمان، وقد تعلَّمت من كتاب (شرح الخريدة) لأبي البركات الدردير في المرحلة الابتدائية أن (أهل السُّنَّة والجماعة) هم الأشاعرة والماتريدية، تمييزًا لهم عن الفِرَق الإسلامية الأخرى، ثم تعلَّمت في المرحلة الثانوية أن أهل الحق هم (أهل السُّنَّة والجماعة)، وأن هذا المصطلح إنما يُطلق على أتباعِ إمامِ أهل السُّنَّة أبي الحسن الأشعري، وأتباع إمام الهدى أبي منصور الماتريدي". وأردف: "إذًا الأزهر على لسان شيخ الأزهر في القرن الواحد والعشرين يقول: يا أهل السلف أنتم من جملة أهل السنة والجماعة". وتابع قائلاً: "وأنا لا أجامل السلفيين حين أقول ذلك، ولكن لأن مذهبي الأشعري هو الذي علمني هذا، وهو الذي سأستدل بنصوصه على أن أهل الأثر أو الحديث أو السلفية من أهل السنة والجماعة، حيث جاء في (طبقات الشافعية الكبرى) لتاج الدين السبكي: (وأعلم أن أبا الحسن الأشعري لم يبدع رأيا ولم ينشأ مذهبا وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقا وتمسك به، وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريا). وكشفت مصادر داخل الأزهر, أن خروج شيخ الأزهر والتأكيد على عدم علاقته بالبيان الختامي الذي تضمن استبعاد أهل الحديث من تعريف أهل السنة والجماعة تم بناء على تعليمات مشددة من قبل السعودية, مشيرين إلى أن الهيئات والمؤسسات الدينية في المملكة رفضت بشكل نهائي التصريحات التي صدرت من الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر وآخرين والتى أكدت على أن أهل الحديث ضمن تعريف أهل السنة. وأضافت المصادر التى فضلت عدم ذكر أسمائها حسب ما نشره الموقع الإلكترونى لصحيفة "التحرير" أن السعودية طالبت أن يخرج شيخ الأزهر بنفسه ويؤكد على عدم علاقته بالبيان الختامى وأن أهل الحديث ضمن فئات تعريف أهل السنة والجماعة وليس وكيل الأزهر أو غيره, موضحين أن الإعداد لخروج شيخ الأزهر حاملا لواء الاعتراف بعدم علاقته بالبيان الختامى كان مرتبا له أن يؤكد على ذلك فى لقاء تلفزيونى, الأمر الذى رفضه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب, وفضل الحديث عن نفي علاقته بالبيان الختامى عبر حديثه الأسبوعي.