تحولت مناطق جنوب اليمن ، خاصةً المناطق الواقعة على الساحل ، إلى ساحة حرب ، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن شن ثلاث هجمات على مواقع للرادارات في السواحل اليمنية، والخاضعة لسيطرة الحوثيين ، وذلك بعد ساعات على تأكيد الوزارة تعرض المدمرة "ميسون" لهجوم ثانٍ بالصواريخ، بعد أربعة أيام على هجوم مشابه استهدفها، لكن الهجومين لم يلحقا أي أضرار بالمدمرة. ولم يتأخر الرد العسكري الأمريكي طويلًا على الحوثيين، الذين أطلقوا الصواريخ على المدمرة الأمريكية "يو إس إس ميسون" للمرة الثانية من دون إصابتها، قبالة شواطئ اليمن، فقد قصفت المدمرة "نيتز"، مواقع رادار في المناطق الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين، بصواريخ "كروز"، طبقا لبيان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". حادثة إطلاق صواريخ من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين على المدمرة الأمريكية، في مرتين متتاليتين خلال ثلاثة أيام ، وما يحمله من دلالات عسكرية وسياسية، يريد الحوثيون توجيهها لواشنطن، وأنصارهم في الداخل، وللقوى الإقليمية التي تدعمهم ماديًا وعسكرًيا في الخارج، هي رسالة من الحوثيين بأنهم قادرون على المواجهة حتى مع أمريكا، لذا ؛دعونا نستعرض معكم خلال هذا التقرير ، أبرز الأحداث التى حدثت بعد قصف المدمرة الأمريكية على السواحل اليمنية. هل يقصف الحوثيون المدمرات الأمريكية بالفعل !؟ الحوثيون، نفوا واقعة إطلاق الصواريخ الأولى على المدمرة "يو آس آس ميسون"، ولكن إطلاق الصواريخ من جديد على نفس المدمرة، جعل دائرة الشك تدور حولهم بصوره أكبر ، بالأخص أن المناطقق الواقعة قبل السفن الأمريكية، هى مناطق خاضعة لهم بشكل تام، ولعل هذا ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية، للرد على مواقع الرادارات الحوثية. ونفذت الولاياتالمتحدة تهديدها، وقصفت ثلاثة مواقع للرادارات في السواحل اليمنية، وذلك رداً على هجومين استهدفا المدمرة "ميسون" بالقرب من مضيق باب المندب، وهددت بالمزيد من الضربات. ومع الساعات الأولى لفجر الخميس 13 أكتوبر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، عن شن ثلاث هجمات على مواقع للرادارات في السواحل اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين ، وذلك بعد ساعات على تأكيد الوزارة تعرض المدمرة "ميسون" لهجوم ثانٍ بالصواريخ، بعد أربعة أيام على هجوم مشابه استهدفها. وبحسب بيان وزارة الدفاع الأمريكية، فإن الضربات قد أجازها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"؛ لكن البنتاجون حاول التشديد على أن هذه الضربات، التي استخدمت فيها صواريخ "توما هوك" كانت دفاعية، وردًا على إطلاق الصواريخ على المدمرة، وقطع بحرية أمريكية أخرى، كانت موجودة على مقربة من مضيق باب المندب. مزاعم أمريكية المتحدث باسم البنتاجون "بيتر كوك"، زعم أن الضربات كانت "محدودة وللدفاع عن النفس"، وبهدف حماية أفراد الجيش الامريكي والسفن، وأيضاً حرية الملاحة في مضيق باب المندب، الذي تمر عبره ملايين من براميل النفط يوميا. فيما ذكر مسؤولون آخرون أن المدمرة "نيتز" أطلقت صواريخ "توما هوك"، على مواقع الرادارات الثلاثة بالقرب من ميناء رأس عيسى النفطي شمال الحديدة، ومنطقة الخوخة جنوبالمدينة، ومنطقة ذباب القريبة من المخا، والمطلة على مضيق باب المندب. وزارة الدفاع الأمريكية، وعقب الضربات الثلاثة، حذرت من أي هجمات أخرى في المستقبل ، وقالت إنها سترد على أي تهديد آخر لسفنها، وحركة السفن التجارية. الولاياتالمتحدة تبحث عن ذريعة.. أم هى تغطية على جرائم أكبر ! نقلت وكالة "سبأ" للأنباء، عن متحدث باسم الحوثيين نفيه لاستهداف أي سفن حربية، ونقلت عن مصدر عسكري مسؤول لم تسمه، نفيه استهداف قوات المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين، لأي بارجة قبالة السواحل اليمنية. وأشار المصدر العسكري، إلى أن ما تداول من أخبار "لا أساس له من الصحة، وهو يأتي في إطار الحرب الإعلامية والتغطية على الجرائم، التي ترتكب في صنعاء"، في إشارة إلى القصف، الذي استهدف مجلس عزاء في العاصمة صنعاء، حضره مسؤولون كبار موالون للحوثيين، وخلف (140 ) قتيلاً، و (566 ) جريحاً. من جهته ، نفى مصدر عسكري في صنعاء ما وصفها ب"الادعاءات الأمريكية "، "باستهداف مدمرة قبالة السواحل اليمنية، من أماكن تخضع لسيطرة مقاتلي الجيش، وقال إن هذه المزاعم عارية عن الصحة" وإن الجيش واللجان الشعبية "لا علاقة لهما بهذا العمل". المدمرة الأمريكية "ماسون" وتعد المدمرة الأمريكية "USS Mason DDG-87"،الثالثة من نوع "ماسون"، حيث دخلت الميسون الأولى (DD 191) الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1920 حتى عام 1941، وسميت على اسم وزير البحرية الأمريكي "جون يونج ميسون"، أما ماسون الثانية فحملت اسم DE 529 ) )، ونسب اسمها للطيار الأمريكي "نيوتن هنري ميسون" تخليدًا لذكراه. وشاركت ماسون ( DDG-87 ) أواخر عام 2004 ، في حرب العراق في عملية استغرقت 6 أشهر، كما غادرت محطة نورفولك البحرية في أكتوبر عام 2006، متجهة إلى الخليج العربي، وعادت في مايو 2007، كما أبحرت ( DDG-87) في مارس 2011، عبر قناة السويس، متجهة للبحر الأبيض المتوسط، للمشاركة في العمل العسكري في ليبيا، وشاركت في بضع مهام أخرى، ويبلغ طول المدمرة الأمريكية 155 مترًا وعرضها 9 أمتار، وتتجاوز سرعتها 56 كم/ساعة، وتستطيع حمل 380 ضابطًاً ومجندًا. رادارات الحوثيين أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، علق على الضربات الصاروخية لرادارات الحوثيين، قائلا: "كانت هذه الرادارات نشطة خلال الهجمات السابقة، ومحاولات الهجوم على سفن في البحر الأحمر"، من بينها المدمرة ماسون، مشيرًا إلى أن مواقع الرادارات في مناطق نائية حيث خطر وقوع خسائر بين المدنيين محدوداَ، وقال المسؤول إن المناطق الثلاث في اليمن، التي استهدفت فيها الرادارات، هي قرب رأس عيسى، وإلى الشمال من المخا، وقرب الخوخة. النزاع على مضيق باب المندب مصادر بحرية قالت:" إن مواقع ضربت في منطقة الضباب بمحافظة تعز"، وهي منطقة نائية مطلة على مضيق باب المندب، مشهورة بالصيد والتهريب، وتحدث مسؤولون أمريكيون عن وجود مؤشرات متصاعدة على أن مقاتلين حوثيين، أو موالين لهم، مسؤولون عن الهجمات الصاروخية، التي فشل فيها صاروخان كروز، مصممان لاستهداف السفن، في الوصول إلى المدمرة. وتثير حوادث إطلاق الصواريخ، إضافة إلى ضرب سفينة إماراتية - في الأول من أكتوبرالجارى- تساؤلات عن مدى أمان مرور السفن العسكرية في مضيق باب المندب، أحد أكثر الممرات البحرية في العالم ازدحاماً بالسفن، وعبرت الإمارات، عن استنكارها وقلقها الشديدين، من الاعتداء المتكرر للحوثيين على السفن في المياه الدولية، في محاولة واضحة لاستهداف حرية الملاحة، وتأجيج الوضع في المنطقة، واليمن بشكل خاص.