“بايدن قوبل بازدراء خلال سعيه لتهدئة الغاضب أردوغان" جاء ذلك عنوانا لتقرير أوردته شبكة بلومبرج حول زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لتركيا ولقائه مع الرئيس أردوغان الأربعاء.
“منذ اللحظة التي نزل جو بايدن من الطائرة الأربعاء، بدت زيارته إلى تركيا منحوسة.
الزيارة التي استهدفت تخفيف التوتر في العلاقات مع تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي أظهرت بدلا من ذلك حالة الجفاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والولاياتالمتحدة.
وأرسلت تركيا مسؤولين منخفضي المستوى لاستقبال بايدن في المطار مثل نائب عمدة أنقرة.
وحتى قبل النهاية الرسمية للزيارة، قالت صحيفة ديلي صباح الموالية لأردوغان أن بايدن "أهدر زيارة"، وأن تركيا اضاعت وقتها في استقباله.
بايدن، أعلى مسؤول أمريكي يزور الولاياتالمتحدة منذ الانقلاب، ظهر معتذرا وتصالحيا خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع أردوغان. وبينما كان يتحدث نائب الرئيس الأمريكي، جلس أردوغان على كرسيه متحجر الوجه.
العداوة التركية تجاه الولاياتالمتحدة تكثفت في أعقاب الانقلاب الفاشل في 15 يوليو، والذي أعقبه حملة تطهير طالت آلاف الجنود والموظفين الحكوميين، وامتدت حتى للمدرسين.
وتلقي أنقرة باللوم على الداعية الهارب فتح الله كولن الذي يعيش في بنسلفينيا، وتتتهمه بالتحريض على الانقلاب، وطالبت الولاياتالمتحدة بتسليمه.
وقدم بايدن مواساته بشكل متكرر فيما يتعلق بالانقلاب، متحدثا بنبرة مختلفة عن رئيسه أوباما الذي وبخ المسؤولين الأتراك في يوليو الماضي لنشر شائعات بمسؤولية الولاياتالمتحدة عن الانقلاب.
ووصف بايدن الضالعين في الانقلاب ب "الإرهابيين"، وهي اللغة التي يستخدمها أردوغان، وتابع: “كنت أتمنى أن تكون الزيارة في وقت مبكر عن هذا، أريد أن أوضح بشكل جازم أن الولاياتالمتحدة تقف مع حليفتها تركيا، دعمنا مطلق لا يتزعزع".
وبعد تصريحات بايدن، وصف أدوغان العلاقة مع الولاياتالمتحدة بأنها "شراكة نموذجية"، لكنه بعد ذلك اتهم كولن بإدارة شبكة إرهاب عالمية من بنسلفينيا مطالبا الولاياتالمتحدة باعتقاله فورا، ومنعه من إجراء أي مقابلات إعلامية.
وظهر إحباط أردوغان عندما أخذ بايدن يشرح النظام القضاء الأمريكي والفصل الدستوري بين السلطات.
وقال بايدن: “الدستور والقوانين الأمريكية تشترط لتسليم أي شخص إصدار محكمة أمريكية قرارا على أن هذا الشخص اقترف ما يستوجب ذلك.. حتى أمس لم يكن هناك دليلا حول هوية المتسبيين محاولة الانقلاب".
وأضاف بايدن لاحقا: “إن شاء الله ستكون هناك المعلومات والأدلة تتوافق مع المعايير التي تؤمنون جميعا بوجودها".
جوش إرنست المتحدث باسم البيض الأبيض سئل خلال مؤتمره الصحفي اليومي حول تصريح بايدن، وما إذا كان يشير إلى إيمان واشنطن بضلوع كولن في الانقلاب، أجاب إرنست: “أعتقد أن بايدن يقصد أن تسليم كولن لن يكون قرارا تتخذه السلطة التنفيذية".
وحقق بايدن نصرا دبلوماسيا ثانويا عندما بدا رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم معززا تصريح نائب الرئيس الأمريكي بعدم الضلوع الأمريكي في محاولة الانقلاب.