سلطت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الضوء على الزيارة المرتقبة هذا الأسبوع لنائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى تركيا؛ وذلك في إطار سعي الولاياتالمتحدةالأمريكية لإقناع أنقرة بأنها وقفت منذ اللحظة الأولى ضد الانقلاب وأدانته بشدة، بخلاف ما تشيعه بعض وسائل الإعلام التركية من أن واشنطن ربما كانت ضالعة بالتخطيط لهذا الانقلاب. وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادر أمريكية، تأكيدها بأن واشنطن تدرس كل الأدلة التي قدمتها أنقرة حول التهم والجرائم المنسوبة لفتح الله غولن، المعارض التركي المقيم في ولاية بنسلفانيا بأمريكا، الذي تؤكد أنقرة أنه متورط بالمحاولة الانقلابية. ووفقاً للمسؤول الذي وصفته الصحيفة ب"الكبير"، فإن الأدلة التي قدمتها أنقرة لا تشير إلى تورط غولن بشكل مباشر بالانقلاب، وإنما هي أدلة على أنشطة "إجرامية" سبقت المحاولة الانقلابية، مبيناً أن فريقاً متخصصاً من وزارة العدل الأمريكية يقوم حالياً بفحص باقي الوثائق التي قدمتها أنقرة. وأشار إلى أن زيارة بايدن إلى أنقرة هذا الأسبوع لتأكيد أن واشنطن تعمل جنباً إلى جنب مع شركائهم الأتراك حول المعلومات التي قدمت بشأن غولن، حيث من المؤمل أن يزور فريق من وزارة العدل الأمريكيةأنقرة في الأيام المقبلة؛ للتباحث بشأن الأدلة. وحول إمكانية تسليم المعارض التركي غولن إلى أنقرة قال المسؤول الأمريكي إن ذلك وارد إذا ما قررت وزارة العدل ذلك، أو أن الأدلة غير كافية، وفي كل الأحوال فإن الطريق ما زال طويلاً وصولاً إلى هذه النقطة، فحتى لو قررت وزارة العدل تسليمه فإن هناك إمكانية لرفع دعاوى طعون، ويمكن أن يستغرق الأمر سنوات. وحول طبيعة الرسالة التي سيحملها بايدن إلى تركيا، قال المسؤول الأمريكي إنها ستكون تذكيراً للشعب التركي بأن الولاياتالمتحدة خرجت بأشد عبارات التنديد ضد المحاولة الانقلابية فور وقوعها. وأضاف: "هناك بعض الادعاءات ونظريات المؤامرة في تركيا حول الموقف الأمريكي، وأعتقد أن هذا الكلام غير مفيد، وهو ما سيؤكده نائب الرئيس خلال زيارته إلى أنقرة". وكانت تركيا قد اتهمت المعارض فتح الله غولن بتدبير المحاولة الانقلابية، وطالبت الولاياتالمتحدة بتسليمه، حيث قامت أنقرة برفع أدلتها إلى واشنطن. تركيا التي اتخذت تدابير واسعة النطاق ضد كل المؤسسات التابعة لغولن، وأيضاً ضد أتباعه، اعتبرت أن علاقتها مع أمريكا قد تتأثر في حال رفضت واشنطن تسليم غولن. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في مقابلة تلفزيونية عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/تموز الماضي، إن على الولاياتالمتحدة أن تتخذ عاجلاً أم آجلاً قرارها بشأن غولن، مع اعتقاده بأن أمريكا ستعيد غولن لتركيا. وسادت نظرية في تركيا عقب المحاولة الفاشلة للانقلاب الشهر الماضي، بأن واشنطن دعمت محاولة الانقلاب، وهو ما نفته إدارة البيت الأبيض بشدة.