شرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تغريدة للبرلمانية الفرنسية ماريون ماريشال لوبان دعت فيها المسيحيين في جميع أنحاء العالم للتوحد وشن حرب صليبية جديدة ضد من سمتهم "الجهاديين الإسلاميين". وأضافت المجلة في تقرير لها في 27 يوليو أن أصواتا في فرنسا ومنها لوبان رأت أن هجمات تنظيم الدولة المتواصلة في الغرب, وآخرها هجوم على كنيسة كاثوليكية شمالي فرنسا كفيلة بأن تحرك مشاعر الأوروبيين للخروج مما هم فيه من شلل، ونقلت عن لوبان, قولها, مخاطبة الأوروبيين :" استيقظوا, إنهم يقتلون أطفالنا ويغتالون ضباط شرطتنا ويذبحون كهنتنا". وتابعت لوبان " يجب على المسيحيين في جميع أنحاء العالم التوحد ضد الجهاديين الإسلاميين، وشن حرب صليبة دفاعية بناء على التحديات التي يشكلها الإرهابيون الإسلاميون للدول الغربية ", حسب تعبيرها. وتعتبر تغريدة النائبة الفرنسية هي الأخطر في حملة العداء المتصاعدة في أوروبا ضد المسلمين, لأنهم لايفرقون بين الإسلام والأعمال الإرهابية التي لا دين لها, كما أنها تعيد للأذهان ويلات الحروب الصليبية ضد المسلمين. وكان تنظيم الدولة تبنى هجوما في 26 يوليو استهدف كنيسة سانت إتيان دو روفريه بالقرب من بلدة روان بإقليم نورماندي شمال غربي فرنسا, وأسفر عن مقتل القس جاك آميل (85 عاما) ذبحا بالسكين. وحسب "الجزيرة", أعلنت النيابة العامة في فرنسا في 28 يوليو أنها تعرفت رسميا على المنفذ الثاني للهجوم على كنيسة روان، وقالت إن اسمه عبد المالك نبيل بوتيجان (19 عاما)، وإنه أدرج على قائمة التطرف مؤخرا. ومن جانبها، أكدت وكالة الصحافة الفرنسية أن بوتيجان كانت السلطات تبحث عنه منذ 22 يوليو، أي قبل ثلاثة أيام من الاعتداء الذي وقع في كنيسة سانت إتيان دو روفريه. وتابعت " جهاز استخبارات أجنبي أبلغ هيئة تنسيق مكافحة الإرهاب الفرنسية بوجود رجل لم تعرف هويته مستعد للمشاركة في اعتداء على الأراضي الفرنسية، وأرفقت بالبلاغ صورة لشخص يشبه كثيرا عبد المالك بوتيجان, لكن أجهزة الاستخبارات الفرنسية لم تكن تعرف من المعني بالأمر، إذ لم تتوفر لديها هويته أو هدفه أو موعد لمخطط الاعتداء أو طريقة تنفيذه". وحسب وسائل الإعلام الفرنسية, قام بوتيجان وشخص آخر يدعى عادل كرميش باحتجاز عدد من الرهائن في كنيسة في نورماندي الثلاثاء 26 يوليو ثم ذبحا قسا مسنا عند مذبح الكنيسة قبل أن ترديهما الشرطة الفرنسية قتيلين. وبثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة تسجيلا مصورا قالت إنه لمنفذي الهجوم على كنيسة روان, ويظهر في التسجيل شخصان يعرف أحدهما نفسه بأنه "أبو جليل الحنفي"، ويعرف زميله بأنه "ابن عمر"، ثم يؤديان البيعة لزعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي. يذكر أن الحروب الصليبية هي حروب طويلة شنها المسيحيون فى أوروبا على المسلمين فى شرق وجنوب البحر المتوسط بين القرنين 11 و 14 . وكان هدف الحروب الصليبية هو الاستيلاء على القدس والأراضي المقدسة والثروات التي كانت تحت سيطرة المسلمين في شرق وجنوب البحر المتوسط.