تلاشت عبارة "انتو عنينا"، التى أطلقها عبدالفتاح السيسى، فى العديد من خطاباته للمصريين، فقد تعالت أصوات الاستغاثات من أهالى قرى البحيرة التى قطعت المياه عنها لأيام متواصلة، ووصلت احتجاجاتهم إلى ذروتها بقطع الطرق والتظاهر أمام ديوان عام المحافظة وافتراش الطرق. وتظاهر أهالى قرية العفيرة بزاوية غزال أمام المحافظة لعدم وجود مياه شرب منذ أربع سنوات، وافترشوا الأرض فى انتظار مقابلة المحافظ الذى وعدهم فى لقاء سابق أن المشكلة ستنتهى لكن دون جدوى. ويقول مدحت الشبراوى، أحد الأهالى ومرشح سابق للبرلمان، "المياه تنقطع فى القرية منذ أربع سنوات، وشركة المياه لم تتخذ أى قرار لحل هذه الأزمة والمسؤولين نيام، والأهالى تشترى المياه من القرى المجاورة، وتستخدم مياه الترع حتى أصيب عدد كبير جدًا منهم بالأمراض المختلفة". ولم يختلف الأمر كثيرًا مع أهالى قرى مركز دمنهور والمحمودية الذين أحضروا زجاجات لمياه الشرب التي يشربونها وهي عبارة عن مياه صفراء مالحة لكي يذوقها الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة، وافترشوا الأرض أمام مبنى الديوان العام لليوم الثالث على التوالي في محاولة منهم لمقابلته، قائلين "نفسنا المحافظ يذوق المياه اللي بنشربها" حتى تدخل الأمن وفض إضرابهم بعد وعدهم بحل مشكلتهم، فى حين احتج أهالى قريتى المحامدة وحسين عمرو، التابعتين لمركز دمنهور بقطع طريق "دسوق - دمنهور" على انقطاع مياة الشرب بالقريتين منذ شهر. وأكد الأهالى المحتجون، أن المياه انقطعت عن القريتين منذ شهر وأصبح اعتمادهم الكلى للشرب على مياه الطلمبات الحبشية وشراء المياه المعدنية للقادرين، مضيفين أنهم قاموا بإرسال شكاوى كثيرة لشركة مياه الشرب ومجلس المدينة والمحافظة ولكن دون جدوى وفائدة لحل المشكلة. وتقدم أهالى القرى التابعة لمركز شبراخيت (لطفي، والقباطين، والعسكري وعلي حافظ القبلية، وعلي حافظ البحرية، وفيكتوريا، وكفر السابي، والأنصارية، والغفارة، وعزبة غزال، والشرمة، وسيف الدين، والإصلاح الزراعي) وغيرهم من القرى والعزب باستغاثة إلى محافظ البحيرة ثم إلى رئاسة الانقلاب أكدوا فيها على انقطاع المياه عنهم منذ عام تقريبا. وقال أهالى القرى، "يا ريس فينك هنموت من العطش أحنا وعيالنا، وطرقنا كل الأبواب وقدمنا كل الحلول ولم نجد أحد يسمعنا، ولا نطلب من الحكومة إلا أبسط ما يمكن طلبه كوب ماء نظيف للشرب، تحملنا غلاء الأسعار والجوع ولكن من يتحمل العطش ولادنا هتموت مننا، شركة المياه تقوم بتحصيل فواتير المياه منا إجباري دون أن يكون لدينا نقطه مياه واحدة، وأرسلوا لنا لجان لترى حقيقة ما نعيشه من ماساة لا تحتمل في شهر صيام وحر شديد".