حذرت صحيفة "جارديان" البريطانية العريقة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي من مغبة التهديدات الإيطالية على خلفية حالة الغموض المسيطرة على حادث تصفية وتعذيب الشاب جوليو ريجيني على يد مليشيات العسكر، مشددة على أنه يتوجب على مصر التعامل مع الأزمة المتصاعدة على نحو أكثر مصداقية وإلا ستكون العواقب وخيمة والقادم أسود. وأوضحت "جارديان" -فى تقرير لها- أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة وخطيرة حول مصير العلاقات بين القاهرةوروما خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، التي تضمنت للمرة الأولى تهديدات واضحة فيما يتعلق بمقتل ريجيني، مضيفة أن الجميع بات يترقب نتائج اجتماعات الوفد المصري الذي سيصل إيطاليا لعقد اجتماعات مهمة يومي ختام الأسبوع الجاري، حسب "الحرية والعدالة". واعتبر التقرير أن تلك الاجتماعات المرتقبة ستحدد إذا كان سيتم استئناف التعاون الكامل بين القاهرةوروما في قضية مقتل ريجيني أو تنفيذ إيطاليا لتهديداتها باتخاذ إجراءات صادمة ضد مصر، مشيرة إلى جنتيلوني زادت من أجواء التشاؤم عشية هذه الاجتماعات ليجسد التدهور الكبير في العلاقات مع دولة السيسي. وشدد على أن الاعتقاد السائد بين كثيرين في إيطاليا أن ريجيني تعرض قبل مقتله بمصر لتعذيب وحشي على يد أجهزة أمنية رغم نفى القاهرة بشدة مثل هذا الأمر، وهو ما دفع روما للتهديد في 5 إبريل باتخاذ إجراءات "فورية وملائمة" ضد مصر إذا لم تتعاون سلطاتها بشكل كامل في الكشف عن الحقيقة بشأن مقتل الطالب الإيطالي. وكانت "رويترز" قد نقلت عن وزير الخارجية الإيطالي أثناء حديثه لبرلمان بلاده: "إذا لم يطرأ تغير في المسار -الذي تتخذه السلطات المصرية- فإن الحكومة مستعدة للتصرف واتخاذ إجراءات ستكون فورية وملائمة"، قبل أن يعقب عبر صفحته الرسمية على "تويتر": "إيطاليا تصر، نريد الحقيقة كاملة".
وفي المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية المصرية أن التصريحات الإيطالية تعقد الموقف، حيث قال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد إن الجانب المصري شدد من قبل على التزامه بالتعاون الكامل مع الجانب الإيطالي، مشيرا إلى أن دولة العسكر تتفهم الظرف التي يمر بها الجانب الإيطالي فيما يتعلق بقضية مقتل ريجيني، لا سيما أنها قضية رأي عام، وهناك ضغوط كبيرة تمارس ضد الحكومة الإيطالية من قبل المعارضة والبرلمان. وحسب أبوزيد، فإن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيطالي أمام مجلس الشيوخ "غير موثقة"، و"كان يجب أن يقول يجب أن ننتظر نتائج التحقيقات دون القفز لأي استنتاجات أو افتراضات، لا سيما أن هذه التصريحات تأتي قبل يوم واحد من سفر فريق المحققين المصريين إلي إيطاليا، الذي سيتحدث بشفافية كاملة وسيطلعهم على مسار التحقيقات"، حسب "الحرية والعدالة". وكان ريجيني اختفى من شوارع القاهرة في ال25 من يناير الماضي وعثر على جثته وعليها آثار تعذيب على إحدى الطرق الصحراوية في الثالث من فبراير الماضي، وطالب البرلمان الأوروبي في العاشر من مارس الماضي مصر بكشف "الحقيقة" بشأن مقتل ريجيني، وأدان ما سماه الاختفاء القسري والأحكام الجماعية بالإعدام في البلاد.