لا يزال الجدل حول ترشيح النظام المصري أحمد أبو الغيط لمنصب الأمين العام للجامعة العربية يتفاعل في مصر، إذ ينتقد عدد من الدبلوماسيين المصريين، أخيراً، اختيار هذه الشخصية المعروفة بمواقفها المدافعة عن الاحتلال الإسرائيلي، وعدم الاكتراث في توجيه البوصلة للدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكدين أنه لا توجد لديه المؤهلات الكافية لقيادة العمل في الجامعة، على الرغم من السنوات التي قضاها سفيراً لمصر في عدد من دول العالم. ويؤكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير إبراهيم يسري، أنّ "أبو الغيط ليس الشخص المناسب في المكان المناسب. مُنيت مصر بكثير من الأزمات السياسية في عهده عندما كان وزيراً للخارجية المصرية. ولا يخفى على أحد موقف أبو الغيط من حركة المقاومة الإسلامية حماس؛ فهو صاحب التصريح الشهير الخاص بقيام مصر بقطع رجل أي أحد يحاول اقتحام الحدود". ويشير يسري في حديث ل"العربي الجديد"، إلى أن الجامعة العربية في المرحلة المقبلة "تحتاج إلى من يعيد صياغة نظامها، وبناء مؤسساتها، وتطوير أدوات ووسائل العمل فيها، واسترداد ثقة الشعوب بها بعدما فُقد الأمل بنتائجها". ويرجح السفير المصري، حسب "العربي الجديد"، أن يواجه أبو الغيط الكثير من النقد واللوم من قبل الدول العربية بعد توليه المنصب. "كما أن الجامعة ستشهد كثيراً من الأزمات في عهده"، مؤكداً أن "هناك رفضاً عربياً مكتوماً لتوليه المنصب ربما ينفجر خلال الأيام المقبلة". ويلفت إلى أنّ "أبو الغيط الذي تجاوز ال77 عاماً لا يمكنه أن يكون الأمين العام للجامعة التي تعمل لمدة أكثر من 20 ساعة يومياً"، على حدّ تعبيره. ويؤكد يسري أنّ "هناك غضباً شعبياً في مصر من احتمال عودة أبو الغيط إلى الحياة السياسية مرة أخرى بعد إبعاده من وزارة الخارجية في مارس/ آذار 2011 بعد قيام ثورة 25 يناير"، موضحاً أن "تصريحاته التي يشيد فيها بإنجازات عبد الفتاح السيسي، غير المنطقية، التي قال فيها إنّه منقذ مصر، تؤكد أنه لا يصلح للمنصب". من جانبه، يرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أحمد أبو الخير، أن "احتكار مصر لمنصب الأمين العام للجامعة العربية ليس حقاً إنما هو "عُرْف" غير مثبت أو مكتوب في ميثاق الجامعة. ويضيف أبو الخير ل"العربي الجديد"، أنّه "إذا كان هناك عرف بأن يكون مصرياً لكون الجامعة توجد في القاهرة فلا بد أن يكون من يتولى هذا المنصب صاحب فكر، وشخصية مستقلة، ومتوازنة، وله حضوره في الأوساط الإقليمية والدولية، وقدرات خاصة في ضبط إيقاع العمل العربي الشائك بحيادية وقوة".