وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية " سي آي إيه" كانت على علم مسبق بتفجيرات باريس الدموية التي وقعت في نوفمبر الماضي وأسفرت عن مقتل 130 شخصًا. هذا ما أكده جون برينان مدير " سي آي إيه" في حواره لبرنامج " 60 دقيقة" التحقيقي المذاع على قناة "سي بي إس" الأمريكية والذي قال فيه إنّه قد توافر لديهم بالفعل معلومات قبل فترة وجيزة من الهجمات التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على أهداف في العاصمة الفرنسية. وأضاف برينان إن ال " سي آي إيه"، حسب مصر العربية، كانت على دراية بهجوم وشيك لكنها لم تقدر على اعتراض رسائل مشفرة كان يستخدمها إرهابيو التنظيم أثناء استعداداتهم لتنفيذ المذبحة، بحسب صحيفة " ديلي ميل" البريطانية. وأوضح:" علمنا أن نظام الإنذار كان يصدر وميضًا باللون الأحمر "مردفا " عرفنا ذلك قبل أيام من تنفيذ تنظيم الدولة هجمات باريس." وتابع:" لكن أشخاصا ضالعين في الهجوم نجحوا في استغلال وسائل اتصال حديثة لم نتمكن من اعتراضها." وأشار مدير " سي آي إيه" إلى أن الدرس الأساسي الذي تعلمه من تفجيرات باريس هو أن " داعش" يمتلك خططا كثيرة يعجز المجتمع الاستخباراتي عن الإلمام الكامل بها. وأكد برينان على أن " سي آي إيه" قد نجحت في عرقلة هجمات عديدة، عبر اعتقال مسلحين تابعين لتنظيم الدولة أثناء سفرهم من سورياوالعراق إلى أوروبا. واستطرد بقوله:" تم توقيفهم واحتجازهم واعتقالهم والتحقيق معهم بفضل معلومات استخباراتية جيدة." ولفت إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي لديه رغبة أكيدة في شن هجوم على الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا على أنه لن ينجح في ذلك. وأوضح برينان:" أتوقع منهم أن يحاولوا مهاجمتنا أو حتى تحريض أشخاص آخرين على تنفيذ تلك الهجمات." وأردف:" ولذا أعتقد أن هجماتهم حتمية. ولا أعتقد أنها ستنجح بالضرورة." ومع ذلك، لفت إلى أنه إذا ما حدث ونجح "داعش" في مهاجمة الولاياتالمتحدةالامريكية، فهذا " سيمنحنا مزيدا من القوة." كان 130 شخصا قد لقوا حتفهم في تفجيرات التي تعد الأسوأ في عموم أوروبا منذ تفجيرات مدريد في العام 2004. كان قادة في أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد حذروا مؤخرا من أن واشنطن تواجه تهديدات خطيرة من جانب التنظيم الإرهابي في أعقاب نجاح مسلحيه في اختراق صفوف المهاجرين وأيضًا نجاح تفجيرات باريس الدموية الأخيرة. وحذر جيمس كلابر مدير جهاز الاستخبارات القومية الأمريكي من أن تصاعد خطر الجماعات الإرهابية واتساع نفوذها في بلدان مثل ليبيا، سوف يجعل من الصعب الحيلولة دون وقوع تلك الهجمات. بحسب صحيفة " إكسبريس" البريطانية. وكشفت جلسة الاستماع التي عُقدت مؤخرا في الكونجرس حول مكافحة الإرهاب عن أن أكثر من 36.500 مقاتل أجنبي، من بينهم ما لا يقل عن 6600 من بلدان غربية، قد سافروا إلى سوريا من أكثر من 100 دولة منذ العام 2012، حسب مصر العربية. وأضاف كلابر أن "داعش" سيصعد من " وتيرة وقوة تدمير" هجماته في الشهور المقبلة، موضحًا أن التنظيم المسلح يتطلع إلى توسيع نفوذه إلى ما هو أبعد من العراقوسوريا.