بدأت مساء اليوم المحادثات السورية في جنيف في غياب وفد المعارضة، وفي ظل خلافات حادة بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة، وسط تكهنات بصعوبة وتعقيد المفاوضات وسيجري المبعوث الدولي مشاورات مع كل وفد مشارك على حدة. ومن المقرر أن دي ميستورا محادثات أولىة مع وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، يليه لقاء ثان مع مشاركين "آخرين". ووفقا لدي ميستورا، فإن من بين هؤلاء "ممثلين للمجتمع المدني السوري". وكان جورج صبرا نائب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماعات المعارضة بالرياض قد قال - في تصريحات أمس - إن الوفد لن يذهب إلى جنيف قبل وقف قصف المدنيين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي صدر الشهر الماضي. كما قال المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا إن أعضاءها لم يحصلوا بعد على تأشيرات دخول لسويسرا. خلافات دولية علي فصائل معارِضة سورية وتنطلق ثالث جولة محادثات حول الأزمة السورية بعد جولتين سابقتين في جنيف في ظل خلافات دولية تتعلق بتمثيل المعارضة السورية وبمسائل يعتمد عليها نجاح المحادثات مثل وقف إطلاق النار. فقد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، أن من الصعب أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة إلى جنيف بينما روسيا تقصفها. وقال "أردوغان" في تصريحات له في إسطنبول "يمثل قصف روسيا المستمر لمناطق المعارضة على وجه الخصوص مشكلة كبيرة للمعارضة. ستكون مشاركتهم بدون وقف إطلاق النار خيانة لمن يقاتلون". ومن ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن محاولة معارضي النظام السوري وضع شروط للذهاب إلى جنيف خرق للقرار الدولي 2254. وفي موسكو اعترض الخارجية الروسية اليوم مجددا على مشاركة فصيلي "جيش الإسلام" و"حركة أحرار الشام" - من أبرز الفصائل السورية المعارضة المسلحة - في وفد المعارضة. وترفض موسكو مشاركة هذين الفصيلين "الإرهابييْن" كما سمتهما، وتسعى في المقابل إلى فرض مشاركة فصائل قريبة منها على غرار الاتحاد الديمقراطي الكردي. كما ترفض طهران أيضا مشاركة هذين الفصيلين في المحادثات. وقال حسن روحاني "الرئس الايراني" اليوم، في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية إنه ينبغي تجنب الإفراط في التفاؤل حول ما ستفضي إليه محادثات جنيف. وأضاف أن المسألة السورية معقدة، معتبرا أن من الصعب التوصل إلى نتيجة خلال بضعة أسابيع.