تتابع تركيا عن كثب أنشطة عسكرية روسية في مدينة القامشلي السورية التي يتقاسم السيطرة عليها الجيش السوري النظامي وقوات كردية تصفها أنقرة بالإرهابية. وتقع القامشلي على الحدود بين سورياوتركيا وهي المدينة التي تقابلها من الجنب التركي مدينة نصيبين التي تقع جنوب الشرق. وقال مصدر تركي "استطيع ان اقول لكم ان تركيا تتابع عن كثب كل نشاط عسكري على حدودها، ولاسيما الحدود مع سوريا". وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان العشرات من الجنود والمهندسين الروس قد شوهدوا في الايام الاخيرة في مطار القامشلي المواجهة لمدينة نصيبين التركية واضاف المرصد ان هذه الكتيبة تفقدت المطار الذي ما زال تحت سيطرة الجيش السوري، الذي عمد على الارجح الى توسيعه وتعزيز أمنه لاستقبال طائرات عسكرية روسية. وتتقاسم السلطات الكردية المحلية والنظام السوري، السيطرة على مدينة القامشلي التي تقطنها اكثرية كردية في محافظة الحسكة. وردا على سؤال الخميس عن هذا الانتشار الروسي، قال نائب رئيس الوزراء التركي تورغوت توركيس إنه لا يرى فيه "تهديدا" لتركيا. وقال خلال جلسة في البرلمان "نحن على علم بالتحركات الروسية. ولا تستطيع الوحدات الروسية في القامشلي تشكيل تهديد لتركيا العضو في حلف شمال الاطلسي". وتواجه تركياوروسيا أزمة دبلوماسية خطيرة منذ اسقط الطيران التركي في نوفمبر 2015 قاذفة روسية على الحدود السورية. واستقبلت روسيا في 2015 زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرتاش الموالي للأكراد ووعدت بالنظر في طلبه فتح مكتب لهم في موسكو، بينما كثّفت الأخيرة ايضا من دعم القوات الكردية التي اقامت ادارة للحكم الذاتي في المناطق التي تسيطر عليها والمحاذية لتركيا. وتخشى أنقرة من أن ينشأ الأكراد في سوريا كيانا بحكم ذاتي، ما يحفز أكراد تركيا على التمرد وقد طالبوا بالفعل بحكم ذاتي في جنوب شرق تركيا التي تشهد منذ فترة مواجهات عنيفة بين الجيش التركي وموالين لحزب العمال الكردستاني الذي يصنه الأتراك "منظمة ارهابية'. ويعتقد المحللون أن موسكو اختارت بالفعل نهجا تصعيديا في اطار ردها على اسقاط تركيا احدى مقاتلاتها في سوريا. ويبدو أن الروس عازمون على الذهاب أبعد من مجرد الاجراءات الاقتصادية العقابية بدعم ألد خصوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أي الأكراد ما يمكنهم من تحقيق مكاسب على الارض في قتالهم لتنظيم الدولة الاسلامية وترسيخ وجودهم كقوة لا يستهان بها وما يعزز ادارتهم للحكم الذاتي في المناطق التي يسيطرون عليها. وهذا الدعم الروسي للأكراد ليس حرصا على دحر الدولة الاسلامية من تلك المناطق بقدر ما هو عقاب للأتراك على اسقاطهم الطائرة الروسية في نوفمبر 2015. وتخشى تركيا من تقدم الأكراد في قتالهم لتنظيم الدولة الاسلامية، كما تنظر للدعم الروسي لهم بريبة شديدة وتعتقد أنه محاولة لتقوية أكراد سوريا وتأجيجا للنزعات الكردية الانفصالية. والخميس اتهم رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو موسكو بعرقلة جهود التسوية السلمية للأزمة، مشيرا إلى أن غاراتها تستهدف المعارضة المعتدلة والمدنيين. وتأتي الاتهامات التركية بينما تواجه أنقرة في المقابل اتهامات غربية بدعم جماعات متطرفة وهي نفس الاتهامات التي وجهتها لها روسيا إلا أن أخطرها هي تلك المتعلقة بتورط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعائلته مع تنظيم الدولة الاسلامية في تجارة النفط الذي يهربه التنظيم المتطرف من المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.