يشهد تاريخ مقاومة شعبنا للاحتلال الصهيوني على المشاركة الواسعة التي قدمتها المرأة الفلسطينية إلى جانب المقاومين من كافة أبناء الشعب، سواء أكانت هذه المقاومة بشكل مباشر، أو من خلال تقديم الدعم اللازم للمقاومة وحماية ظهرها، أو من خلال دورها في تحريك الشارع وتصعيد الحراك ضد الاحتلال. وقد كان من أبرز أسباب تطور انتفاضة الأقصى الثانية التي بدأت بحراك شعبي كبير ثم تحول لانتفاضة، تلك المشاهد التي امتلأت بها وسائل الإعلام المختلفة لنساء القدس اللاتي دافعن ولا يزلن، عن شرف الأمة وكرامتها بأجسادهن، وتصدين بمفردهن لكافة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في ظل الصمت الدولي والعربي والإسلامي المخيب للآمال. عروس الشهادة وقد استشهد خلال انتفاضة القدس الحالية حتى الآن 6 شهيدات، كانت أبرزهن دانيا ارشيد، والتي أُطلق عليها عروس شهيدات الانتفاضة، حيث تقدمت لزواجها عائلة الشاب الشهيد رائد جرادات أثناء جنازته بطلب يدها من والدها، وذلك بعد أن كتب جرادات على صفحته على الفيس بوك قبل استشهاده بساعة عبارة "اتخيلها أختك" على صورة الشهيدة، ثم انطلق بعدها منفذًا عملية طعن لجندي صهيوني، أصابته إصابة بليغة، واستشهد هو على الفور. هذا المشهد والذي يعدّ الأول في تاريخ القضية الفلسطينية، يدلل على غيرة الشباب المنتفض على نساء هذا الشعب، كما يعزز من دور المرأة الفلسطينية من حيث التأثير الذي تقدمه لشحن المنتفضين وضمان استمرارية الانتفاضة. يذكر أن الشهيدة دانيا جهاد ارشيد استشهدت برصاص قوات الاحتلال بالقرب من المسجد الإبراهيمي، حيث أطلق عليها جنود الاحتلال النار بدم بارد، بتهمة محاولة طعنها مجندة صهيونية. كما استشهدت خلال انتفاضة القدس أيضا الطفلة بيان أيمن العسيلي (16 عامًا) من مدينة الخليل، وذلك على حاجز لقوات الاحتلال حيث أعدمتها بدم بارد، كما استشهدت الحاجة هدى محمد درويش (65 عاماً) من بلدة العيسوية في القدس بعد استنشاقها الغاز السام وعرقلة خروجها إلى المستشفى بسبب الحاجز المنصوب على مدخل القرية. كما استشهدت المسنة ثروت إبراهيم الشعراوي (73 عامًا) من الخليل حيث اتهمها الاحتلال بمحاولة تنفيذ عملية دهس، فيما استشهدت رشا محمد عويصي (23 عامًا) من قلقيلية بعد محاولة تنفيذها عملية طعن على حاجز إلياهو جنوب قلقيلية، فيما استشهدت الطفلة رهف يحي حسان (عامان) من قطاع غزة في قصف للاحتلال.