تصعيد جديد شهدته الأراضي الفلسطينية المحتلة الليلة الماضية، حيث انتقلت المواجهات من الأرض إلى الجو، فبعد أن كانت عمليات المقاومة تتم بشكل فردي وتتمثل في طعن أو دهس أو إلقاء حجارة، تطورت لتصبح إطلاق صواريخ على مستوطنات صهيونية، الأمر الذي يدفع للقول بأنه إذا استمر الحال كذلك فإنه قد ينذر بارتقاء الهبّة الشعبية المستمرة منذ أكثر من شهر إلى انتفاضة تشترك فيها فصائل المقاومة المنظمة، لتتحول العمليات من فردية إلى جماعية، ومن أرضية إلى جوية. شنت الطائرات الإسرائيلية غارة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وقالت وسائل الإعلام الصهيونية إنه بعد منتصف ليل الأحد شن الطيران الإسرائيلي غارة على موقع تدريب عسكري يقع بين مدينتي خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة، وأوضحت أن الغارة، التي استهدفت "موقع الشهداء" التابع لكتائب "عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، لم تسفر عن وقوع إصابات. تأتي هذه الغارة بعد ساعات قليلة من سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة بمستوطنة "شاعر هنيغف" الصهيونية القريبة من قطاع غزة، حيث دوت صفارات الانذار في مستوطنات غلاف غزة في إشارة إلى إطلاق صواريخ من القطاع، وأكدت وسائل إعلام العدو، أنه سقط صاروخ مساء الأحد في منطقة مفتوحة بمستوطنة "شاعر هنيغف" الصهيونية القريبة من قطاع غزة من دون وقوع إصابات أو أضرار. نجح فلسطينيان صباح أمس الأحد، بطعن مستوطن في قرية "النبي الياس" بقضاء قلقيلية، وأصيب بجراح خطرة، في نفس الوقت استشهد شاب فلسطيني بعد تنفيذه عملية دهس في الضفة الغربية، حيث تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن إصابة أربعة مستوطنين وصفت جراح اثنين منهم بالخطيرة، وفي جنوبالقدسالمحتلة أصيبت فلسطينية برصاص قوات الاحتلال بعد طعنها جنديًا في مستوطنة "بيتار عليت" جنوبيالقدس. وصباح اليوم الاثنين، استشهدت فتاة فلسطينية برصاص الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز "الياهو" القريب من قلقيلية في الضفة الغربيةالمحتلة، بزعم محاولة تنفيذها عملية طعن، وقد أغلقت قوات الاحتلال حاجز إلياهو العسكري وطريق النفق الواصل لبلديات جنوب قلقيلية، وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر تجاه فتاة فلسطينية ما أدى لاستشهادها على الفور، فيما تلاحق قوات الاحتلال فلسطينيًا آخر على الحاجز نفسه. باستشهاد الفتاة قرب قلقيلية اليوم الاثنين، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين استشدوا منذ بداية الهبّة الشعبية الفلسطينية مطلع أكتوبر الماضي إلى 80 شخص، حيث قالت وزارة الصحة الفلسطينية أن إجمالي عدد القتلى من الفلسطينيين منذ بداية الأحداث في الثالث من أكتوبر الماضي، وحتى مساء الأحد، ارتفعت إلى 79 مواطنًا فلسطينيًا، وأكثر من 3 آلاف إصابة بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وأوضحت الوزارة، أن من بين الضحايا 17 طفلا و3 نساء، وأن 60 منهم قتلوا في الضفة الغربية، و18 في قطاع غزة، وواحد من النقب، وأشار بيان وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن 1248 فلسطينيًا أصيبوا بالرصاص الحي في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية الأحداث، إضافة إلى 1008 آخرين أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وتابعت أن من بين المصابين في الضفة الغربية 370 طفلا، منهم 180 بالرصاص الحي، و120 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بينما أسفرت الهجمات الفلسطينية الفردية عن مقتل 10 إسرائيليين وإصابة العشرات.