انتقد مئات الصحفيين من خلال توقيعهم على مذكرة لحث مجلس النقابة على الانتفاض دفاعا عن الصحفيين المسجونين بعد أن وصل الحال إلى العجز عن مجرد زيارتهم وتفقد أوضاعم وتناقل الأخبار السيئة عنهم. وجاء فى المذكرة أن أقل ما يجب أن نقوم به لزملائنا الصحفيين المسجونين توفير رعاية صحية للمرضى منهن وتوصيل الدواء لهم.. ومعاملة إنسانية للجميع.. والنقيب ومجلس النقابة ملزمون بالعمل من أجل ذلك وأن عجزوا فهم مطالبين بالدعوة لاعتصام من أجل زملائنا الذين يتعرضون للموت البطئ المتعمد فى السجون ونحن سنبادر بالاعتصام من أجل إنقاذ حياة زملائنا الصحفيين. وأشارت المذكرة إلى رسالة زوجة الزميل الصحفي يوسف شعبان المسجون في برج العرب منذ شهر مايو الماضي لتطرح من جديد أوضاع المحبوسين والمحتجزين والمعتقلين في السجون .. ايقظتنا صرخة زوجة يوسف والتي اكدت فيها على رفض إدارة السجن السماح بدخول الأدوية لزوجها المريض بفيروس (سي) رغم تدهور حالته الصحية، على استمرار الواقع المرير لزملائنا القابعبن في السجون، واستمرار ممارسات القتل البطيء بحقهم. جاءت رسالة زوجة يوسف لتؤكد على ما سبق أن أكدته العديد من الشكاوى السابقة للزملاء وكيف انهم يواجهون ظروفا بالغة الصعوبة وغير إنسانية فيمنع عنهم الدواء والمأكل والأغطية، ورغم كل ذلك ورغم مرور أكثر من عامين على حبس بعضهم في أقبية السجون، لم تتمكن النقابة أن تزورهم في محبسهم، او توفر لهم الرعاية الصحية اللازمة، والدليل تكرار شكاوى أسر الزملاء مع كل زيارة. وبكلمات زوجة يوسف المتهم بالتظاهر ضد محمد مرسي في الإسكندرية في القضية الشهيرة بأحداث الرمل عام 2013 ، تقول " النهاردة كانت زيارة يوسف، النهاردة أنا أتوسلت فعليا للضابط إنه يدخل دواء يوسف المصاب بفيروس سي فرفض، وكمان رفض، إنه يدخل جزء من الأكل اللي جيباه، والنهاردة كانت أول مرة أعيط قدام يوسف من يوم 11 مايو.. والله العظيم ما كانت سهلة عليا ولا عليه " وهي نفس الشكوى التي كررها زوجات وأسر الزملاء أحمد سبيع وهاني صلاح الدين، ومحسن راضي، وشوكان.. والذين يعانون جميعا من امراض مزمنة تهدد حياتهم .. ويشكل منع الدواء والعلاج اللازم عنهم جريمة قتل بطيء بحقهم جميعا لم تكشف رسالة زوجة يوسف إلينا، عن هذه الجريمة ولكنها كشفت ومعها شكاوى متكررة من أهالي وزوجات الزملاء جميعا، عن ظروف ماساوية يعاني منها المحبوسون في السجون جميعا، والصحفيون على وجه الخصوص، حيث قالت بلسان حالهم وحالهن جميعا:" جوزي محبوس إنفرادي، ومريض، ولا يدخل له أكل ولا كتب ولا جوابات ولا أي حاجة، فلو أنتم تريدوا ان تحولوه لمريض نفسي قولوا، ولو انتم متحملين مسئولية مرضه اللي منعتوا العلاج عنه قولوا، ولو انتم شايفين إن كميات الأكل اللي بتدخله كتيير قولوا ". وهذا الوضع يعد جريمة متكاملة الإركان من الأهمال الطبي المتعمد، لا يعاني منه يوسف شعبان فقط ، ولكنه يمتد إلى عدد كبير من الزملاء الصحفيين المحبوسين على ذمة قضايا رأي ومتهمين بتهم سياسية، مثل هاني صلاح الدين والمهدد بفقد نظره، ومجدي أحمد حسين ومحسن راضي وشوكان وحسن القبانى وغيرهم والذي يعانون من العديد من الامراض المزمنة تم توثيقها جميعا في شكاوى قدمت للنقابة، وللجهات المختصة. والموقعون أدناه يدينون جريمة الإهمال الطبي المرتكبة في حق الزملاء، ويطالبون مجلس نقابة الصحفيين بالضغط الفوري، على وزارة الداخلية، من أجل توفير الرعاية الطبية للزملاء، وإصدار تصاريح زيارة لهم، ولذويهم، وتوفير الرعاية والمعاملة الإنسانية اللائقة لهم، في محبسهم، بالإضافة للعمل الجاد من أجل سرعة الإفراج عنهم. ويطالب الموقعون نقيب ومجلس نقابة الصحفيين بإعلان إعتصام خلال اسبوع، في حال عدم الإستجابة لمطالبنا، رفضا لجريمة الإهمال الطبي، وحفاظا على كرامة زملائنا، وللمطالبة بسرعة الإفراج عنهم. فلن نكون شركاء في جريمة القتل البطيء لزملائنا في السجون.