أكد كارم يحيى -الكاتب اليساري بصحيفة الأهرام الحكومية- أنه تم منع الصحفيين من طرح الأسئلة في لقاء قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. ويفسر يحيى منع الصحفيين من الأسئلة بهاجس الخوف من الإعلام والصحافة لدى النظامين، خصوصا بعد إحراج محلب خلال زيارته مؤخرا إلى تونس قبل إقالته من الحكومة. ويشير الكاتب إلى أن الرئيس التونسي ارتجل في كلامه، وأن السيسي أخطأ أو تجاهل الإشارة إلى زيارة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى مصر، مخمنا أن يكون السيسي قد طلب من الرئيس التونسي الإعلان عن أن تونس لا علاقة لها بالشأن الدولى كرد على مناصرة المنصف المرزوقي للثورة المصرية. ويضيف يحيى -في تدوينة له على صفحته ب فيس بوك، تحت عنوان "ملاحظات على كلمة الرئيس التونسي السبسي في القاهرة"- على خلاف السيسي ارتجل الرئيس التونسي كلمته دون الاعتماد على نص مكتوب. ويشير إلى أن السبسي أخطأ عندما قال إنها أول زيارة لرئيس تونسي للقاهرة منذ 50 عاما.. فقد تجاهل أو تناسى أو نسي على الأقل زيارة الرئيس المنصف المرزوقي إلى القاهرة في يوليو 2012، وكانت زيارة رئاسية رسمية إلى العاصمة المصرية، لكن بالتأكيد هذه هي أول زيارة رسمية للسبسي إلى القاهرة العاصمة منذ أن رافق الرئيس الراحل بورقيبة عام 1965. ويلفت إلى أن السبسي تحدث بالعامية التونسية، واستخدم كلمات غير معروفة أو مألوفة للمصريين، مثل "نخمم" أي "نتوقع أو نخمن".
ويرى أن المباحثات وكلمة السبسي كانت مسكونة بالغائب الحاضر "المرزوقي"، فقد شدد الرئيس التونسي على عدم التدخل في الشئون الداخلية كمبدأ في العلاقات الدولية. ويرجح الكاتب أن السيسي اشتكى للسبسي من مواقف وتصريحات المرزوقي ضده و3 يوليو 2013 في أثناء المباحثات، وفق ما ورد على لسان السبسي، وأن الرئيس السابق المرزوقي "جاءت سيرته" في مباحثاتهما. وبحسب الكاتب فقد وصف السبسي "السيسي" بأنه "صديقه"، لافتا إلى أنه باستثناء هذا، لا شيء لافت يرشح من كلمتي السيسي والسبسي، وهو أمر لا يعلن عن نقلة نوعية في علاقات البلدين، وحتى بروتوكولات اللجنة العليا بين البلدين ظلت وربما تظل دون تفعيل. ويكفي الإشارة إلى أن مواطني البلدين يحتاجان إلى إجراءات فيزا ليست بالسهلة للدخول. ويمضي يحيى في ملاحظاته «وفيما ألغت تونس قبل أشهر معدودة تأشيرة الدخول للعديد من حاملي جوازات السفر الأجنبية تسهيلا للسياحة، وهذا حتى لمواطني دول كأمريكا اللاتينية، ناهيك عن الأردنيين. أما المصريون فلا.. تماما كما هي معاملة أشقائهم المواطنين التونسيين، بل زاد الطين بلة كما يقولون أن تفرض السلطات المصرية، الشهر الماضي، موافقة أمنية إلى جانب التأشيرة للسماح بدخول التونسيين إلى مصر». وفي ختام تدوينته يصرح الكاتب بالأهرام «بالطبع لا أنسى في نهاية هذه الملاحظات الأولية أن أشير إلى منع الزملاء الصحفيين من توجيه الأسئلة، يعني أن هذا ليس بمؤتمر صحفي على الإطلاق، وربما كان هناك هاجس الخوف من الصحافة وأسئلة الصحفيين، على ضوء سؤال الفساد إياه الذي واجه محلب في تونس الشهر الماضي». مرجحا «يبدو أن هناك من نصح بأن الصحفيين التونسيين لم يعودوا كلهم تحت سيطرة السلطة».