رفضت جماعة "الإخوان المسلمين" وحزب "الحرية والعدالة" المنبثق عنها، الدعوة التي أطلقتها عدد من القوى السياسية والنشطاء المعتصمون بميدان التحرير منذ يوم الجمعة للعصيان المدني، وتنظيم مظاهرات مليونية أخرى، من أجل الضغط على المجلس العسكري والحكومة للاستجابة لجميع المطالب التي يدعو إليها المعتصمون. وأكد الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد، المتحدث باسم "الإخوان"، إن "الجماعة ترفض رفضا قاطعا الدعوات المطالبة بالعصيان المدني"، وأضاف: "إذا كنا لم نقم بعصيان مدني طوال 30 سنة مليئة بالفساد والاستبداد في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك فهل من العقل الدعوة لهذا العصيان في الوقت الحالي لمجرد أننا غاضبون من البطء في الاستجابة لجميع مطالبنا"؟، وفقا لصحيفة "المصريون".
يأتي ذلك بالرغم من إقراره بوجود تباطؤ في الاستجابة لمطالب الثوار، واستدرك: "رغم إقرارنا بأن السلطة الحالية سواء المجلس العسكري أو الحكومة لا يتحركان بالسرعة التي تستجيب لطموحاتنا وتطلعاتنا، إلا أن هذا ليس مبررا للقيام بعصيان مدني يصيب البلاد بالشلل ويعطل مصالح الناس".
وأعرب غزلان عن رفض الجماعة الإخلال باستقرار البلاد، من خلال تنظيم مظاهرات مليونية جديدة أو المشاركة في الاعتصام، مبديا رفضه إغلاق مجمع المصالح الحكومية بميدان التحرير كما فعل المعتصمون ما أدى إلى تعطيل مصالح الكثير من المواطنين الذين يترددون على المجمع. وأردف: "إللي عايز يعتصم فهو حر في قراره، لكن ليس من حقه تعطيل مصالح الناس وإشاعة الفوضى في البلد".
وأكد المتحدث باسم "الإخوان" أن الجماعة- التي شاركت في مظاهرة الجمعة 8 يوليو متراجعة عن قرار بمقاطعتها- لن تشارك في مليونيات جديدة، أو توجه دعوة للعصيان المدني، ولن تشارك في الاعتصامات، بعد أن بدأت تنحو منحى غير حميد، على حد تعبيره.
من جانبه، قلل الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" من الدعوات المطالبة بالعصيان المدني أو تنظيم مظاهرات مليونية جديدة، قائلاً إنها صدرت من عدد محدود من النشطاء.
وقال إن هناك جدلا بميدان التحرير، وإن هذه الدعوات لا تحظى بموافقة وتأييد الجميع، وهناك اختلافات حادة حول القيام بهذه التحركات. وطالب بإخضاع الدعوة للعصيان المدني والمظاهرات المليونية للمناقشة من جميع الأطراف، حتى لا يتم الدعوة لمليونيات جديدة ولا يحضرها أحد، ما سيؤدى إلى نتائج سلبية.
وشدد العريان على أن الدعوة للعصيان المدني وإن كانت من حق الشعب، لكن يجب استخدام هذا الحق في حالات محددة، وقال إن الحالة التي نعيشها حاليا لا تستدعى العصيان المدني. وأكد أن الأحداث الحالية التي تمر بها مصر ستفرض نفسها على الاجتماع المقرر غدا لأحزاب "التحالف من أجل مصر" بمقر حزب "الحرية والعدالة" بالرغم من عدم إدراجها على جدول الأعمال من قبل.
