أكد عميد مسجد باريس، دليل بوبكر، أن فرنسا ''مستاءة من عدم استشارتها ومشاركتها في عملية الهجوم على أسامة بن لادن وقتله''، خاصة أنها شريك في حرب أفغانستان وهي طرف في جميع المبادرات الأمريكية أو تلك التي يتبناها الحلفاء. واضاف ان الولاياتالمتحدة تصرفت بمفردها دون إشراك أحد، واليوم الشكوك تراود الجميع .
وقال عميد مسجد باريس إن الجالية المسلمة بفرنسا ''تطرح أسئلة كثيرة''، في غياب صور لجثمان بن لادن، وهناك''جزء كبير لا يصدق الأخبار'' التي سربتها أمريكا، بينما تقول أقلية منهم إنها ''تخلصت من شخص أساء للإسلام''.
الجدير بالذكر أن مسجد باريس أصدر بيانا شرح فيه التقاليد الإسلامية في دفن الميت.
نصف الفرنسيين مرتعبين وفى الأثناء، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم الخميس صحيفة (20 دقيقة) الفرنسية أن 55% من الفرنسيين يؤيدون انسحاب قوات بلادهم من أفغانستان بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان على يد كوماندو من القوات الأمريكية.
وفى المقابل، أيد 43% من الفرنسيين المشاركين في الاستطلاع بقاء القوات الفرنسية العاملة في أفغانستان منذ عام 2001 ، بينما لم يرغب 2% من المشاركين في الاستطلاع في إبداء رأيهم في هذه القضية.
ويشير الاستطلاع إلى أن مقتل بن لادن لم يغير في أراء الفرنسيين فيما يتعلق ببقاء القوات الفرنسية في أفغانستان من عدمه، بالمقارنة باستطلاعات الرأي السابقة.
دير شبيجل وبن لادن وأمريكا وفى سياق متصل، نشرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية مقالاً اليوم، إنتقد تركيز وسائل الإعلام الأمريكية المتواصل عقب مقتل بن لادن على قوة الولاياتالمتحدة رغم أن تهديد ابن لادن كان قد انحصر.
وأشارت المجلة إلى أن أمريكا فازت في الحرب على الإرهاب حسب قول أوباما والمحتفلين أمام الأبيض الملوحين بالعلم الأمريكي لكن الحقيقة أن هذا الفوز جاء متأخرا عشر سنوات.
وقالت المجلة إن صورة أوباما المتبسم وهو يعلن مقتل ابن لادن ستأخذ مكانها بجانب الصور الأيقونية لهذا العقد مثل صورة العلم الأمريكي في منطقة هجمات 11 سبتمبر، وصورة كسر تمثال صدام حسين بعد غزو العراق، وصورة صدام منكمشا داخل حفرة، ووجوه النسوة الأفغان بعدما تم السماح لهن بالتصويت لأول مرة، وبين هذه وتلك صورة القائد العسكري جورج دبليو بوش وهو يرتدي سترة واقية أمام يافطة مكتوب عليها "المهمة اكتملت" لكن الحقيقة أن هذه الصور للمشاهدة فقط لأن المهمة لم تكن قد اكتملت حينئذ بل إن مقتل ابن لادن نفسه لن ينهي هواجس أمريكا.
وتعلل الصحيفة ذلك بأن أمريكا بعد 11 سبتمبر ليست هي أمريكا ما قبل 11 سبتمبر، وأن ابن لادن لم يعد أكبر أيقونة في الحرب ضد الإرهاب سيما بعد أن اختفى ولم تعد تظهر الفيديوهات له إلا وهو فيها عجوز هرم.
وقالت المجلة إن أمريكا لم تفعل سوى أن قامت بأكبر عملية انتقامية في التاريخ فقتلت فردا عوضا عن مقتل ستة آلاف جندي أمريكي وإنفاق 1.3 تريليون دولار في الحرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق فضلا عن الثلاثة آلاف الذين قتلهم بن لادن في تفجيراته.
وذكر المقال "لقد وصلت مديونية أمريكا إلى 14 تريليون دولار مما يهددها بالإفلاس في حين يصل نمو الصين الاقتصادي إلى 10 بالمائة، ويتوقع لها صندوق النقد الدولي أن تكون أكبر اقتصاد في العالم بحلول 2016 فمن إذن الخاسر هي أم القاعدة وبن لادن؟".