أكد وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى التزام مصر باتفاقية "السلام" مع الدولة الصهيونية، على أن يتم تطبيقها بشكل سليم من الجانب الصهيونى أيضا، مشيرا الى ان "هناك أمورا تحتاج إلى النظر فيها، مثل البند الخاص بالاتفاق على أن إسرائيل تدخل فى سلام مع جميع الدول التى تقبل الدخول فى سلام معها، وهذا ما لم يحدث، بدليل رغبة الفلسطينيين فى الدخول فى سلام مع إسرائيل وهى ترفض، ولكن لم نقل إن إسرائيل انتهكت أى بند من بنود المعاهدة". وأضاف العربي، فى مقابلة تليفزيونية فى برنامج "العاشرة مساء" على قناة (دريم) مساء الاحد، أن الدولة الصهيونية كانت تعتبر وجود الرئيس المخلوع، حسني مبارك، في السلطة بمثابة "كنز" لها، لأنها كانت تستطيع فعل أشياء كثيرة وتمرير ما تريد.
موضحا أن هذا الكنز "نفد الآن"، ولن يتم فى ظل ثورة "25 يناير".. مشددا على التزام مصر بما جاء بالأوراق والمستندات التى تم التوقيع عليها، وقال "ليس لأى دولة الحق فى الحديث عن أى شيء خارجها.. اننا ملتزمون بكل شىء وسنطالبهم أيضا بالالتزام".
في الوقت ذاته، نفى العربى أن يكون قد دعا إلى إلغاء اتفاقية "السلام" مع الصهاينة، وأضاف أن كل الترتيبات الأمنية فى معاهدة السلام "يمكن مراجعتها لوجود مادة تقول إنه يمكن مراجعتها وذلك بالاتفاق بين الطرفين".. مشيرا إلى أن مصر لم تحاول أن تراجعها ويمكن أن تقوم فى يوم من الأيام بذلك.
ورفض مايتردد عن أن دور مصر قد خرج من إطار الصراع العربي الصهيوني، فالفلسطينيون يرون أن مصر أصبحت تتمتع الآن بروح جديدة واهتمامات جديدة وأصبحت تعرف مسئوليتها وحقوقها وتمارس هذه الحقوق ولا شك أنها سوف تستعيد دورها الاقليمي والدولي .
وحول الانتشار الأمنى فى صحراء سيناء، قال وزير الخارجية الدكتور نبيل العربى إنه لم يشارك فى معاهدة "السلام" وليس له علاقة بالتقسيمات (أ),( ب),(ج), (د) فى سيناء. واستدرك قائلا "لكن لابد من الأخذ فى الاعتبار أنه لدينا مايقرب من 25 ألف عسكري وحوالي 150 دبابة وحوالى 200 سيارة مدرعة وهى قوات كلها فى منطقة (أ)، وفى المنطقة (ب) شرقا هناك قوات حرس الحدود، فى حين المنطقة الملاصقة لإسرائيل بها قوات شرطة، والقول بأن سيناء منزوعة السلاح غير صحيح, إنها (قوات محدودة) ولكنها ليست منزوعة السلاح".
وأشار إلى المادة الثامنة من معاهدة السلام التى لم تفكر مصر حتى الآن فى استخدامها، وهى تنص على أنه تم إنشاء لجنة للمطالبات المالية، موضحا أنه تم سابقا كتابة مذكرتين بهذا الشأن حينما كان فى الخارجية فى العهد السابق وتم وضعهما فى الادراج.
وحول العلاقات المصرية الإيرانية, قال وزير الخارجية نبيل العربي إن إيران بعد ثورة 79 تلعب دورا أكبر مما كانت تلعبه قبل ذلك وهذا حقها.. لافتا إلى أهمية عدم القول أن "إيران عدو", فلدينا تمثيل دبلوماسى متبادل فى طهران والقاهرة يرأسه سفير، مؤكدا أن مصر مفتوحة على جميع الدول بما يحقق المصالح المشتركة وعلى الجميع أن يكون هدفه تحقيق الصالح العام..مشيرا إلى أن مصر ليست لديها تخوف من أى دولة وستكون مفتوحة أمام الجميع.
وفيما يتعلق بملف مياه النيل، أكد وزير الخارجية الدكتور نبيل العربي أن هناك فرصة لإصلاح أخطاء الماضي، لافتا الى اتفاق السودان شماله وجنوبه مع مصر فيما يخص مياه النيل، وإن الحكومة الجديدة وجدت أن أول زيارة تخرج من مصر لابد وأن تكون للسودان الشقيق.
وأكد احترامه الشديد لمؤسسة الخارجية المصرية وحرص العاملين فيها على الاهتمام بشئون بلادهم فى الخارج وحبهم للوطن.. مشددا على حرص الوزارة على إجراء اختبارات صعبة لتحقيق الكفاءة فى اختيار العاملين بها.. ومن لا ينجح فى هذه الاختبارات لا يلتحق بالعمل فى هذه الوزارة.
واعترف وزير الخارجية بأن هناك بعض القنصليات قد تكون أساءت فى المعاملة مع المواطنيين فى الخارج.. وقال "أنا غير مرتاح لهذه المعاملة.. وبدأت فى معرفة أسباب التقصير ويجري العمل من أجل تقديم خدمة أفضل للمصريين فى الخارج".
