قال مسئولون عسكريون وسياسيون امريكيون انه رغم ما قاله الرئيس باراك أوباما عن بحث خيارات عسكرية للضغط على الزعيم الليبي معمر القذافي، إلاّ أن هذه الخيارات تطرح مخاطر كثيرة منها تكتيكي ومنها سياسي. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية انه بعد ثلاثة أسابيع من الاضطرابات في ليبيا التي قد تتحول اليوم إلى حرب أهلية، تزداد سياسة التدخل العسكري لتعجيل الإطاحة بالقذافي تعقيداً بالنسبة للبيت الأبيض والجمهوريين.
وحاول أوباما في لقائه أمس مع رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد زيادة الضغط على العقيد القذافي من خلال الحديث عن عدد من الخيارات العسكرية ضد الزعيم الليبي.
ورغم تصريحات أوباما، أشار مسئولون في الجيش والإدارة الامريكيتين إلى عدد من المخاطر بعضها تكتيكي وأخرى سياسية أمام التدخل الامريكي في ليبيا.
وقال مسئول امريكي رفيع المستوى ان أكثر ما يثير القلق للرئيس نفسه، هو أن الولاياتالمتحدة ستعتبر مجدداً تتدخل في شؤون الشرق الأوسط حيث أطاحت برؤساء بينهم العراقي صدام حسين.
وما يزيد الأمر سوءً ان بعض منتقدي الولاياتالمتحدة بينهم بعض القادة سبق أن أشاروا إلى مؤامرة غربية لتشجيع الثورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وقال المسئول ان أوباما "لا ينفك يذكرنا أن أفضل الثورات هي عضوية بالكامل"، أي مثل الطعام العضوية الذي لا يدخل فيه أي مواد كيميائية أو خارجية.
ولكن في المقابل، تعلو أصوات في الكونجرس وحتى في الإدارة يقودها السيناتوران جون ماكين وجوزيف ليبرمان، تعتبر ان أوباما يتقدم ببطء شديد، وانه يأبه كثيراً للمواقف من امريكا وذلك بسبب الحرب على العراق.
وترى هذه الأصوات ان الجيش الامريكي، العالق في حربين صعبتين في العراق وأفغانستان، بالغ في تصوير المخاطر التي قد تنتج عن فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وأشارت الصحيفة الامريكية إلى ان الجيش يخشى حتى من أية خطوات إنسانية من شأنها أن تضع حياة الجنود في خطر.
وقال ليبرمان في مقابلة مع الصحيفة ان التبرير الأساسي لفرض حظر جوي فوق ليبيا هو ان قادة التمرد في ليبيا يبحثون عن مساعدة عسكرية لإنهاء عقود من الديكتاتورية، مؤكداً ان هذه الخطوة ليست لفرض إرادة امريكية على العالم الإسلامي.
وأضاف "علينا أن نحاول ونساعد الذين يطرحون مستقبلاً بديلاً لليبيا. لا يمكننا أن نسمح بأن تخنقهم وتوقفهم أعمال وحشية من قبل الحكومة الليبية".
ويعطي بعض المنتقدين رأياً وسطياً يدعو لتدخل دولي تشارك فيه الولاياتالمتحدة إلى جانب حلف شمال الأطلسي "الناتو" والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.
ويحذر ليبرمان ودعاة التدخل العسكري في ليبيا من الانتظار أكثر لأنه أخطر من التدخل العسكري المبكر والحاسم.
ويقف وزير الحرب روبرت جيتس في وجه كل هذه الأصوات، ويرى ان فرض حظر جوي يتطلب قصف الدفاعات الجوية للقذافي وان هذه الخطوة يمكن أن تتخذها الولاياتالمتحدة فقط في حال أرادت خوض عملية عسكرية طويلة الأمد تغطي ليبيا وهو أمر سيستنفد موارد الولاياتالمتحدة لأن ليبيا بلد كبير.
ووصف مسئولون عسكريون موقف غيتس بأنه متطرف لأن فرض حظر جوي لا يتطلب تغطية المجال الجوي لكل ليبيا بل يكفي تغطية الساحل، واعتبروا ان موقف جيتس يأتي من خوفه من تداعيات مهاجمة الولاياتالمتحدة دولة مسلمة.