دعت جيهان السادات، أرملة الرئيس السابق أنور السادات، تل أبيب إلى عدم الخوف على مستقبل السلام بين مصر والدولة الصهيونية، معربة عن ثقتها بأن المصريين سيحافظون على اتفاقية "السلام" المعروفة ب "كامب ديفيد"، وبعد أن أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون الحكم في مصر التزامه بكافة الاتفاقات والمعاهدات الدولية. وقالت في مقابلة مع القناة العاشرة الصهيونية "على حكومة تل أبيب وشعبها الاطمئنان، فأنا أعرف شعورهم بالقلق لكني أقول لهم أن كل شيء سيسير على ما يرام"، في إشارة إلى الحفاظ على اتفاقية السلام التي أبرمها زوجها مع الصهاينة في عام 1979 والتي كانت سببا في اغتياله بعدها بعامين.
وأوضحت جيهان، أن الشعب المصرى "بجميع طوائفه سيحافظ على السلام بين مصر واسرائيل، ولن يسمح بأي تغييرات في معاهدة كامب ديفيد، لأن المصريين متفائلون بشدة تجاه مستقبلهم ومستقبل مصر"، وفق تعبيرها!.
واستبعدت أن يؤدي التغيير الحاصل في مصر بعد الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك إلى أية انعكاسات سلبية على الدولة الصهيونية، مشددة على أن المعارضة المصرية تحترم اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب، على حد قولها.
وقالت إنه "بعد 30 عاما من حكم مبارك يرغب الشباب المصري في الحصول على حريته وعلى الديمقراطية كي تتحول مصر إلى بلد مثل البلدان المتقدمة الأخرى".
وأضافت إنه "لا يمكن إلغاء معاهدة السلام التي وقعت بين القاهرة وتل أبيب ولا يوجد أى خطر يهدد العلاقات الإستراتيجية بين مصر وإسرائيل".
وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد منذ تنحي الرئيس حسني مبارك في 11 فبراير الماضي، أعلن في بيانين صدرا عنه، أن مصر ستلتزم بكافة المعاهدات الإقليمية والدولية، في تعهد قوبل خصوصا بترحيب تل أبيب التي تراقب التطورات في مصر بقلق، والتي كانت تتخوف من إمكانية إلغاء معاهدة السلام.
ورحب رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بهذا التعهد، وقال في بيان "لقد عادت معاهدة السلام القائمة منذ وقت طويل بين إسرائيل ومصر بنفع كبير على البلدين وهي حجر الزاوية للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط كله".
في غضون ذلك، حذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية من احتمال قيام حكومة في مصر "معادية" للدولة الصهيونية مع إجراء الانتخابات بعد شهور، حتى مع استبعاد خبراء صهاينة احتمال أن يسيطر الإسلاميون على الحكم في مصر.
وتحت عنوان "بعد مبارك سلام مع وقف التنفيذ"، قالت الصحيفة إنه "لا يمكن للمرء أن يعرف ماذا ستكون عليه طبيعة النظام الذي سيقوم في مصر بعد شهور وبالرغم من رغبة الإدارة الأمريكية ومطالبتها لمصر بانتخابات حرة في أقرب وقت ممكن، لكنها في أعماقها تتمنى أن يحكم الجيش هناك إلى الأبد".
وعزت ذلك إلى الاعتقاد بأن "الجيش سيسير على نفس خطى مبارك، والتي تعتمد بالأساس على صراع لا هوادة فيه ضد الجماعات الإسلامية، غير أن هذا لن يحصل فالحكم العسكري سيضطر في نهاية الأمر للخضوع لضغوط الشارع والحركات الإسلامية وسيجري انتخابات".
ونقلت الصحيفة عن صهاينة خبراء بالشأن المصري قولهم إنه "لا يوجد احتمال في أن تسيطر الحركات الإسلامية في الانتخابات المرتقبة على الحكم في مصر، لكن برغم ذلك فإنه من المؤكد أن تلك الحركات وعلى رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" ستحظى بنصيب من السلطة وعلى نحو نشط ومؤثر، على عكس الوضع في عهد الرئيس السابق".
لكن هنا تكمن المشكلة، بحسب الخبراء، لأن "أحد مواضيع الخلاف المرتقبة بين الأقلية الإسلامية والأغلبية السائدة إذا ما كانت هذه بالفعل نتيجة الانتخابات سيكون حول مسألة استمرار علاقات السلام مع تل أبيب".
وأضافت الصحيفة إنه "منذ زمن بعيد طالبت المعارضة الإسلامية بتعليق بل وبإلغاء اتفاق السلام بسبب المأزق في علاقات إسرائيل والفلسطينيين".
وأكدت أن القاهرة لن تلغي بالضرورة اتفاق السلام، فلديها أسباب أكثر وجاهة في ألا تفعل ذلك، لكن الخوف هو ابتعادها عن محور المفاوضات الصهيونية الفلسطينية، وإذا حدث هذا ستجد تل أبيب نفسها في وضع خطير، لأن قدرتها على إدارة مفاوضات مع الفلسطينيين ستتضرر وتنهار.
ودعت الصحيفة الحكومة الصهيونية إلى التوقف عن سياسة الانتظار لما سيحدث في الجارة الجنوبية، في إشارة إلى مصر، بعد شهور وإجراء الانتخابات والتوجه الآن إلى الشريط الفلسطيني.
وأوضحت أن خطوة مثل تلك ستستبق ظهور "جبهة معادية محتملة" ضد تل أبيب تظهر بمصر بعد الانتخابات، مضيفة أن "مبارك لم يعد موجودا.. وعلى إسرائيل أن تفهم شيئا واحدا وهو أن الزمن كف عن العمل في صالح إسرائيل".
وتحت عنوان "أين اختفى مبارك"، تساءلت القناة الثانية بالتليفزيون الصهيوني وصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية في تقريرين لهما عن المكان الذي يتواجد به الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وقالت التقارير إن المصريين الراغبين في محاكمة مبارك ما زالوا يشغل بالهم ب "الاختفاء المفاجئ" له في الوقت الذي تظهر فيه تقارير إعلامية تتحدث عن تدهور وضعه الصحي وكان أبرزها ما أوردته صحيفة "الأخبار" القاهرية الأربعاء عن عدم وجود مبارك في مصر وتلقيه علاجا كيمائيا بإحدى القواعد العسكرية بالسعودية ومرافقة عائلته له.
وأضافت أن الأنباء الأخيرة عن تواجد مبارك وعائلته في السعودية تعد دليلا ونفيا للمزاعم المصرية التي ترددت مؤخرا بعدم السماح للرئيس السابق وأفراد أسرته بالسفر خارج البلاد.
ولفتت إلى أن وسائل إعلام عربية تحدثت في الأسبوع الماضي عن اتصال تليفوني أجراه مبارك مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز هنأه فيه بعودته للبلاد بعد رحلة علاجية قام بها للولايات المتحدة.
وذكرت التقارير أن أنباء أخرى تخالف ما سبق وكشفت عنها قناة "الحرة" الأمريكية نقلا عن مصدر مصري، لم تسمه، تؤكد تلك الأنباء ان الرئيس السابق غادر مصر بعد فترة قصيرة من قيام الثورة الشعبية ببلاده.
وأضافت أنه في ظل تلك الأنباء المختلفة والمتعارضة ما زال السؤال "أين اختفي مبارك" يشعل المصريين خلال الأسابيع الماضية وحتى الآن.
دعوة لتعاون مسيحي يهودى وعلى صعيد متصل، دعا حاخام صهيوني متطرف، المسيحيين بالعالم إلى التعاون مع الدولة الصهيونية ضد ما رأى أنها "صحوة إسلامية" تشهدها مصر وليبيا والدول العربية الأخرى، بدعوى أن الثورات الشعبية التي تموج بها بدول المنطقة لن تشكل خطرا شديدا على الدولة الصهيونية و"الشعب اليهودي" فحسب بل وعلى المجتمع الدولي أيضًا، على حد زعمه.
وقال يسرائيل روزن الذي يرأس معهد "تسوميت"، أحد أكبر المعاهد الدينية المتطرفة الصهيونية "أدعو العالم المسيحي إلى الوقوف ضد صحوة (الإسلام الراديكالي) الذي يهدد العالم كله، إننا نشهد وبشكل يومي أحداث خطيرة تهدد اليهود والمسيحيين تهدد عالمنا وترسم خريطة الكون من جديد ومسار الإنسانية، إنها تلك الثورات التي جرت وتجرى في دول إسلامية مثل مصر وليبيا وتونس والبحرين واليمن وقد تمتد لدول أخرى، ولا نعرف مداها حتى كتابة هذه السطور"، وفق ما أورد موقع "لادعات" الصهيوني.
ومضى قائلاً في تحريضه ضد الانتفاضات الشعبية بالدول العربية "لا أحد يعلم أي فصل تاريخي يكتبه المسلمون الآن أمام أعيننا كل شيء غامض، ولا أحد يعلم كيف سيكون مستقبل مصر وليبيا وتونس وغيرها من الدول هل سيكون توجهه للإسلام والعروبة أم للديمقراطية؟ أو بمعنى آخر هل ستتبع هذه الدول منحى سياسيًا عربيًا أم غربيًا؟، لا أحد يعرف هنا بتل أبيب على وجه التحديد".
وأضاف إنه "من النظرة الأولى يمكننا القول إن الثورة الشعبية في الدول العربية تطالب بإرساء قيم الديمقراطية وإسقاط الفساد والديكتاتورية من أنظمة الحكم، كل هذا يتسم بالنزعة الغربية في التفكير، فلو قامت دولة غربية على أكتاف شباب ال "فيسبوك" أصحاب تلك الثورات لكان أمرا جيدا لتل أبيب واستطاعت التعامل معه".
لكن المشكلة برأي الحاخام أن تؤول الأوضاع في النهاية إلى ما دعاه ب "الإسلام المتشدد"، ويزيد المد العروبي في أنظمة حكم الدول العربية، وعلى رأسها مصر، وهنا تلتف حربة الإسلام وسيفه حول إسرائيل بدءًا من أفغانستان مرورا بالسعودية وحتى سواحل شمال إفريقيا".
وأعرب عن اعتقاده بأنه في أجواء مثل هذه لن يكون هناك خلافات بين الشيعة والسنة في العالم، الاثنان سيتحدن ضد العدو اليهودي المشترك وهو الدولة الصهيونية.
ودعا في النهاية إلى تعاون مسيحي يهودي ضد المسلمين في الدول العربية، وعلى رأسها مصر وتونس وليبيا، مضيفا "التوراة تعلمنا أن الإنسان التقي هو من يقوم بالاستعداد للحرب ضد عدوه، وأنا من ناحيتي أتوقع ان يسيطر كل من الإسلام والعروبة قريبا جدا على الدول العربية".
وتابع "لهذا فأنني اقترح وأدعو العالم المسيحي إلى مواجهة الإسلام المتطرف المهدد لعالمنا، كما أطالب رجال الدين اليهودي في أنحاء القارة الأوروبية وفي إسرائيل إلى عقد مؤتمرات وإطلاق دعوات ضد (الإسلام الانتحاري واللا إنساني)"، بحسب تعبيره