أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا لرعاياها في مصر تطلب منهم مغادرتها في الحال. وجاء التحذير بعد أن بدأت الاحتجاجات التي انطلقت في مصر يوم 25 يناير الماضي تأخذ منحى عنيفا مع اندلاع اشتباكات في ميدان التحرير بين مؤيدي الرئيس المصري حسني مبارك والمتظاهرين المعارضين له ما أسفر عن سقوط قتلى ومئات الجرحى.
وجاء في التحذير الذي وجهته وزارة الخارجية لرعاياها "لا تنتظروا مكالمة من السفارة، غادروا فورا، لا ينصح بالتأخير فليس هناك احتمال لتسيير رحلات حكومية أمريكية بعد يوم الخميس"، وطلبت السفارة منهم التوجه الى صالة رقم 4 في البناية رقم 1 بمطار لاستقلال الطائرة. وقد تم إجلاء 1900 مواطن أمريكي وأفراد عائلاتهم عن مصر منذ يوم الإثنين، وفقا لمسئولين.
ومارست إدارة أوباما الأربعاء ضغوطا على مبارك لتسريع عملية انتقال السلطة، بينما شن أنصاره هجمات دموية على المتظاهرين.
وقد أجرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مكالمة مع نائب الرئيس المعين عمر سليمان، وطلبت منه إجراء تحقيق في الصدامات التي أودت بحياة شخصين على الأقل وخلفت 600 جريحا.
وأدت أحداث العنف الى شعور المسئولين الأمريكيين بالقلق من استمرار حالة الجمود الحالية، ودفعت الكثيرين من أعضاء الكونجرس لأن يطالبوا بتنحي مبارك عن السلطة في أسرع وقت.
وبينما لم يعد مبارك الحليف الذي كان على مدى ثلاثة عقود، عمدت الإدارة الأمريكية إلى الحفاظ على علاقتها مع المؤسسة العسكرية التي تحظى بنفوذ سياسي. بريطانيا أيضا
وتقول الحكومة البريطانية إن 200 مواطن بريطاني حجزوا مقاعد لهم على الرحلة التي نظمتها وزارة الخارجية بين القاهرةولندن.
وستغادر الرحلة مطار القاهرة بعد ظهر الخميس إلا أن الموعد لم يحدد بسبب الظروف السائدة في مطار القاهرة.
وقالت الخارجية البريطانية إنها تدرس إمكانية توفير المزيد من رحلات الطائرات المستأجرة في ضوء تطورات الموقف.
كما نصحت الخارجية المواطنين بعدم إلغاء حجوزاتهم على رحلات شركات الطيران التي يمكنها الإقلاع من مطار القاهرة.
وحددت لندن التحذير من السفر غير الضروري إلى القاهرة والإسكندرية والسويس والأقصر.
48 ساعة وفى سياق ذى صلة، توقع مسئول أمريكي مطلع على تطور الأحداث الدائرة حالياً في مصر أن تصبح الأوضاع "سيئة جداً" في الشارع المصري خلال الفترة المقبلة، وقال إن اليوم أو اليومين المقبلين سيكون لهما "الدور الحاسم" في تحديد مسار الأوضاع في البلاد.
وقال المسئول، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "هل سيواصل الجيش التصرف بشكل مسؤول أم أنه سينقسم؟ هل سيدرك مبارك أن المطالب الحقيقية للناس هي أن يقوم بنقل سريع للسلطة؟ لست أدرك ما إذا كان لدى أحد إجابة واضحة".
من جهة أخرى، أكد مسئول عسكري أمريكى لشبكة (CNN) الإخبارية أن الاتصالات الأمريكية تزايدت مع الحكومة المصرية خلال الساعات الماضية، وأعرب عن أمله في أن يحافظ الجيش على حياده في الفترة المقبلة، ولكنه أبدى قلقه من أن تكون المواجهات الجارية في ميدان التحرير هي "خيار جديد" اتخذه النظام.
وأمل المسئول أن يقوم الجيش بالضغط على مبارك لدفعه لمغادرة السلطة، وأضاف أنه مع مرور الوقت سيتضح الموقف الحقيقي للجيش بشكل أفضل.
وكان محمد مرسي، الناطق الرسمي باسم الإخوان المسلمين قد قال إن تنظيمه "يرفض تأجيل مبارك لتسليم السلطة ويطالب بالتغيير حالاً"، وأضاف "نحن بحاجة لحقبة جديدة ولنظام جديد".
ولكن بعض المحللين السياسيين في القاهرة، قالوا إن الصدامات الجارية حالياً في ميدان التحرير قد تكون مناورة يقوم بها الجيش لزيادة أهميته على الساحة، ما يمهد له اكتساب المزيد من الشرعية في خطوات مقبلة قد يقوم بها.
وقال جوشوا ستاشر، الاستاذ المساعد لمادة العلوم السياسية والخبير في الشرق الأوسط بجامعة "كنت" الأمريكية "امتناع الجيش عن التدخل في الأحداث يؤشر لأمرين، الأول رغبتهم في امتثال الناس لأوامر الشرطة من جهة، ودفعهم إلى طلب عدم قوات الأمن واسترداد الهدوء من جهة أخرى".
ولكنه أضاف أن هذه التطورات حتى الساعة لم تنعكس إلا بزيادة الفوضى في الشارع.