نظمت المعارضة الجزائرية، أمس، مسيرة سلمية وسط العاصمة من أجل الديمقراطية والتغيير السياسى وتنديداً بالغلاء وظروف المعيشة إلا أن قوات الأمن واجهتها بقوة، وسقط العديد من الجرحى، من بينهم نائب معارض، واعتقلت السلطات آخرين خلال المسيرة بعد أن كانت أعلنت حظرها خشية انتقال العدوى التونسية إلى البلاد، فيما انتقلت عدوى الانتحار حرقاً إلى السعودية، إذ انتحر مسن سعودى حرقاً دون معرفة الأسباب، بينما أقدم 3 مغاربة لأول مرة على الانتحار. وأعلن القيادى الجزائرى المعارض، سعيد سعدى، زعيم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذى دعا إلى المظاهرة وشارك فيها "سقط العديد من الجرحى بينهم رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عثمان اماعزوز، وأوقف العديد من الأشخاص". وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية وقوع صدامات فى وسط العاصمة الجزائرية بين نحو 300 متظاهر وعشرات الشرطيين الذين استعملوا الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، جرح خلالها عدة أشخاص واعتقل آخرون عندما منع الشرطيون التظاهرة، ودعا سعدى إلى إطلاق سراح عشرات الجزائريين، الذين اعتقلوا خلال أعمال الشغب التى تزامنت مع الاحتجاجات التونسية. وتجمع المتظاهرون رغم الحظر، أمام مقر التجمع وسط العاصمة فى شارع مراد ديدوش للتوجه إلى ساحة الوفاق، التى كان من المقرر الانطلاق منها نحو مقر مجلس النواب لكن قوات الأمن التى انتشرت بكثافة منعتهم.
وشددت السلطات الأمنية الجزائرية من إجراءاتها الأمنية فى العاصمة، ونشرت الآلاف من رجال الأمن، ودعت فى بيان بثته الإذاعة الجزائرية، قبل ظهر أمس، المواطنين إلى عدم اللتظاهر، مشيرة إلى أن كل تجمهر بالشارع يعتبر إخلالاً ومساساً بالنظام العام.
ورغم رفض وزارة الداخلية الترخيص للحزب المعارض بتنظيم المسيرة، إلا أن الحزب تمسك فى بيان أصدره أمس الأول بتنظيم المسيرة انطلاقا من ساحة أول مايو حتى مقر المجلس الشعبى الوطنى.
ووفقا للتقارير، فإن وزارة الداخلية تتمسك برفض الترخيص لمسيرات فى العاصمة الجزائرية حفاظا على أمن المواطن، حيث إنها تستقبل يوميا أكثر من 4 ملايين شخص، فضلا عن تواجد خمسة ملايين ساكن، حيث تتخوف الوزارة من انزلاقات خطيرة وتجاوزات تستغلها بعض الجهات، فيما تسمح لأى حزب تنظيم مسيرة خارج العاصمة.
وفى اليمن، أصيب 5 جنود من القوات اليمنية و4 من الحراك الجنوبى بجروح فى اشتباكات بين الجانبين فى عدن، وأقام المتظاهرون المطالبون بانفصال الجنوب حواجز فى شوارع المدينة فيما حاولت قوات الأمن تفريق مسيرة رفعت فيها شعارات انفصالية وأخرى مؤيدة للتغيير فى تونس، كما تظاهر العشرات من طلاب جامعة صنعاء أمام مقر الجامعة للأسبوع الثانى على التوالى احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والجامعية والمطالبة بتغيير الرئيس على عبدالله صالح.
وفى الوقت نفسه، أعلن النقيب يحيى القحطانى، الناطق الإعلامى باسم مديرية الدفاع المدنى السعودية بمنطقة جازان أن مواطناً سعودياً فى الستين من العمر توفى منتحراً بعدما أضرم النار فى نفسه فى المنطقة دون الكشف عن الأسباب، ولأول مرة فى المغرب، أقدم رجل فى ال41 من عمره على الانتحار حرقاً فى وسط البلاد، بعد أن كانت السلطات وعدته بمخزن، وأصيب بجروح بسيطة فى يده، كما أقدم رجل على إضرام النار فى جسده، أمس الأول، فى الدارالبيضاء بسبب يأسه من مشاكل تتعلق "بالإرث" مع بعض أقاربه، وتم نقله إلى المستشفى فى حالة ليست خطيرة، كما هدد شخص ثالث بالانتحار حرقاً فى الصحراء الغربية لكن السلطات منعته، وقال شاهد عيان إنه سكب البنزين على الأرض وأشعل النيران لكن تم منعه من الدخول فيها.