أخيرا دخلت جامعة الدول العربية على خط الأزمة المتصاعدة بين حركتي فتح وحماس في الأراضي الفلسطينية، حيث أعرب أمينها العام عمرو موسى عن صدمته بسبب تطورات الأوضاع الداخلية بفلسطين واصفا إياها ب"الكارثة". موسى تمنى على العقلاء من أبناء الشعب الفلسطيني أن ينجحوا في وقف التدهور لمصلحة القضية الفلسطينية، في حين قال محمد صبيح مساعد موسى إن الدول العربية قلقة من هذه الأوضاع وهي تبحث أفكارا لإنهاء الصراع الداخلي الفلسطيني!! في هذه الأثناء تواصلت في غزة عمليات الاختطاف حيث قام مسلحون من فتح باختطاف خمسة من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس قبل أن يفرجوا عن ثلاثة منهم بعد ساعة، حسبما ذكره متحدث باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وذكر متحدث باسم حماس أن الخمسة كانوا يستقلون سيارة منتصف ليل الاثنين مرت قرب منزل مسؤول محلي من فتح، حيث أوقفهم مسلحون واقتادوهم في سيارة إلى مكان مجهول. وحذر المتحدث باسم حماس في بيت لاهيا من أن لصبر أعضاء الحركة حدودا، مشيرا إلى أن حماس ترغب في الحفاظ على الهدوء "لكن ليس على حساب أمن عناصرها". عمليات تخريب في محلات في رام الله وقال عضو المجلس التشريعي عن حماس مشير المصري إن التوتر والتصعيد يخدم فقط مصالح الاحتلال "والباحثين عن الانقلابات".
التيار الانقلابي مستمر فى أجندته وكان الناطق باسم حماس فوزي برهوم قد جدد في مؤتمر صحفي أمس انتقاده لما وصفه ب"التيار الانقلابي" في فتح، مؤكدا أنه يسعى "بالتعاون مع إسرائيل لسحق المقاومة والحركة الإسلامية". وقال برهوم في مؤتمر صحفي "إن مصالح إسرائيل باتت تتقاطع مع تيار انقلابي داخلي يشكله من فقدوا مواقعهم كسماسرة للاحتلال بعد عقد من الزمن سعوا فيه لبناء مجدهم وثرواتهم بتأمين العدو". وأضاف أن هذا التيار حارب نتائج الانتخابات, ويشجع الدول التي تمارس الحصار على الشعب الفلسطيني على تشديده, كما يدير ظهره لأي حوار لا يشمل الاعتراف بإسرائيل, وهو حوار قال إنه تزامن مع حملة تحريض وعصيان مدني وانقلاب على الشرعية. وجاءت تصريحات المتحدث باسم حماس بعد خطاب لعضو المجلس التشريعي عن فتح محمد دحلان المتهم بالعمالة للكيان الصهيونى والذى طالبت العديد من الفصائل بطرده من ( فتح ) في الذكرى ال42 لتأسيسها في غزة، هدد فيه برد الصاع صاعين لمن يعتدي على أعضاء فتح واصفا حركة حماس ب"العصابة". ووصف عبد الحكيم عوض الناطق باسم فتح في لقاء مع الجزيرة ما ذكره برهوم بأنه "أكاذيب يسوقها تيار في حماس يراهن على أن فتح قد انتهت", قائلا إن كل ما أقدمت عليه فتح كان من باب رد الفعل, بدليل أن أغلب الضحايا 370 في سبعة أشهر هم من صفوفها بشهادة لجنة المتابعة العليا. وتجددت اشتباكات فتح وحماس بعد إعلان الرئيس الفلسطيني أن القوة التنفيذية التابعة للداخلية غير شرعية, وردت ستة أذرع عسكرية بعضها من فتح بالتحذير بأنها "لن تسمح لأحد بالتطاول أو الاعتداء على القوة التنفيذية".