من ناحية أخرى، قالت الصحيفة ان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي زار الولاياتالمتحدة في الاسابيع الاخيرة لقي ترحيبا حارا من احد النجوم الجمهوريين الصاعدين في الكونجرس وهو ارك كانتور، وهو ترحيب احسن من الزيارات السابقة التي شهدت توترا في العلاقات بين الادارة الامريكية وحكومة اليمين الصهيونية حول التسوية والمستوطنات، وتضع الاوساط السياسية كانتور في قائمة المرشحين لقيادة الاغلبية الجمهورية في الكونجرس. وتقول الصحيفة انه في الوقت الذي يحاول فيه الجمهوريون الذين تعززت مواقعهم في الكونجرس اظهار قدراتهم لاسرائيل ونفعهم لها، فان المشهد السياسي الامريكي الذي اعيد تشكيله صار معقدا بدرجة كبيرة ويصعب بالتالي التكهن به فيما يتعلق بالتسوية السياسية في الشرق الاوسط.
وخلافا لرغبة الجمهوريين باعادة روابطهم مع الدولة الصهيونية ومواصلة خدمتها وخدمة مصالحها عبر الغالبية الآن فان عددا من النواب الذين دخلوا الكونجرس من ممثلي احزاب الشاي يعبرون عن برامج سياسية ذات طبيعة ضيقة، معزولة وتدعو بالتالي الى خفض النفقات الخارجية الامريكية ايا كان الوضع. فمثلا راند بول، المرشح المنتخب عن كينت اكي وممثل حزب الشاي، اخبر وبشكل صريح لجنة الشئون الامريكية الصهيونية العامة "ايباك" ان خلافا حول موضوعات الدعم سينشأ واقترح الحديث عن موضوعات اخرى، حسب شخص حضر الاجتماع مع المجموعة اليهودية المؤثرة والمؤيدة للصهاينة.
ونقلت الصحيفة عن السناتور الديمقراطي عن نيويورك، تشارلز شومير والذي قابل هو الآخر نتنياهو ان احد الاشياء التي سيقوم بها كانتور هو التأكد من ان بقية النواب الجمهوريين سيصوتون لصالح دعم الدولة الصهيونية.
ويخشى شومير ان الدعم لتل أبيب الذي يعتبر من مبادئ عقيدة السياسة داخل الكونغرس قد يتعرض للتسييس بطريقة تؤدي في النهاية الى الاضرار بمصالح الدولة الصهيونية. وتشير الصحيفة الى ان الانتخابات الاخيرة اظهرت ان خلافات الحزبين حول التعامل مع تل أبيب كانت احدى القضايا المهمة حيث اتهم الجمهوريون ادارة الرئيس باراك اوباما باتخاذ مواقف متشددة ضد الدولة الصهيونية.
فمن بين الذين استخدموا هذا الموقف الين ويست، المرشح الاسود في منطقة يتجمع فيها اليهود في فلوريدا، ونجح بالحصول على مقعد في الكونغرس، وكذلك النائب جن بوينر، المرشح الجمهوري عن اوهايو، والذي قام بتوزيع منشورات حول كيفية جمع الدعم المالي مستهدفا فيه الناخبين اليهود، وانتقد في الوقت نفسه سياسة الادارة الامريكية لممارسة الضغط على الدولة الصهيونية والطلب منها تجميد المستوطنات.
ويقول مرشح ديمقراطي عن نيويورك هو جاري اكرمان انه "يلاحظ ان اسرائيل تستخدم ولاول مرة كموضوع رئيسي في برامج الانتخابات. ومع ان المشرعين ليست لديهم صلاحيات حول السياسة والنهج الذي تتبعه الادارة في الشرق الاوسط، الا ان المشرعين قد يقومون بالتأثير على السياسة من خلال وضع قيود على طبيعة الدعم المقدم للسلطة الوطنية مثلا والدفع باتجاه سياسة حصار وعقوبات ضد اعداء اسرائيل في المنطقة، اي ايران او توجيه اسئلة للادارة حول صفقات الاسلحة التي تعقدها مع الدول العربية. وقد ينضمون في تحرك جماعي من اجل تحفيز الرأي العام والتأثير عليه، كما فعلوا في شهر ابريل الماضي عندما وقعوا عريضة موجهة الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يحثونها على تخفيف حدة التوتر بين اسرائيل والادارة حول المستوطنات".
ومع ان البيت الابيض لم يتراجع عن موقفه، كما قالت الصحيفة، الا ان كلينتون قدمت لاحقا خطاب ترضية لجماعات يهودية، مؤكدة التزام امريكا تجاه الدولة الصهيونية ومصالحها الامنية. وترى الصحيفة ان غالبية جمهورية في الكونغرس تعني دفاعا عن نتنياهو وسياساته وحتى ضد رئيس الدولة اوباما.
ونقلت عن مسئول لجنة مكافحة التشهير اليهودية ابراهام فوكسمان قوله ان الادارة عليها الاخذ بعين الاعتبار ان لديها في الكونجرس "منبرا صديقا" وعليه ستفكر الادارة "مليا" قبل اتخاذ اي قرار حسب قوله.
وعكست زيارة نتنياهو لامريكا فيما بعد الانتخابات النصفية هذا المزاج الانتصاري، حيث طالب في خطاب له الادارة باتخاذ خطوات قاسية ضد ايران. وفي ليلة لقائه مع كلينتون لمناقشة محادثات السلام التقى في جناحه في الفندق ارك كانتور حيث ناقشا النصر الجمهوري وكذلك "التهديد الوجودي" لايران على الدولة الصهيونية.
ونقلت "نيويورك تايمز" عنه اعتقاده المؤكد ان امن امريكا والدولة الصهيونية هما شيء واحد وسواء اخذت هذه الادارة الامر بعين الاعتبار ام لا. ومقابل الحزب الجمهوري الواضح في دعمه للدولة الصهيونية فان حزب "الشاي" يظل لغزا، فأشهر نجومه النائب ماركو روبيو الذي زار بنفسه الدولة الصهيونية بعد فوزه في فلوريدا.
ويظل موقف حزب "الشاي" متقلبا، ويتوقع المحللون ان تدفع رئيسة لجنة العلاقات الخارجية القادمة، وهي الينا روس - ليهتنين باتجاه عقوبات قاسية ضد الدولة الصهيونية اكثر من سلفها هوارد بيرمان.
ونشرت الصحيفة على صدر صفحتها الرئيسية تقريراً عن اختلاف مواقف الحزب الجمهورى عن حركة حزب "الشاى" فيما يتعلق بدعم الدولة الصهيونية. حيث تقول إن الجمهوريين يريدون تقديم مزيد من الدعم والتأييد للدولة الصهيونية فى الوقت الذى يؤيد فيه أنصار حزب الشاى السياسات الانعزالية ويسعون لإنهاء المساعدات الأمريكية الخارجية.
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتانياهو عندما زار واشنطن مؤخراً لإجراء محادثات مع إدارة الرئيس باراك أوباما، استُقبل بترحاب أكبر من قبل أحد نجوم الجمهوريين الصاعدين فى الكونجرس، وهو النائب إيرك كانتور، الذى سيصبح زعيم الأغلبية فى مجلس النواب.
وبينما يتشوق كانتور وغيره من الجمهوريين الذين تم تمكينهم فى الكونجرس لتقديم أنفسهم فى صورة المدافع الأكبر عن الدولة الصهيونية فى واشنطن، إلا أن المشهد السياسى الأمريكى حالياً أصبح أكثر تعقيداً ولا يمكن التنبؤ بموقفه حيال عملية السلام فى الشرق الأوسط.
فعشرات من المرشحين المدعومين من حركة حزب الشاى يدخلون الكونجرس، وكثير منهم يفضل السياسات الانعزالية، وعازمون على إنهاء المساعدات الأمريكية الخارجية بغض النظر عن وجهتها. والدليل على ذلك أن راند بول، السيناتور المنتخب حديثاً والمدعوم من حزب الشاى، أخبر "إيباك" أقوى جماعات اللوبى الصهيونى فى الولاياتالمتحدة "أنهم لن يوافقوا على الحاجة إلى المساعدات الخارجية، وأنهم سينتقلون لإثارة موضوعات أخرى".
وأعرب عدد من أعضاء الكونجرس عن قلقهم من أن يتم تسييس دعم الدولة الصهيونية، الذى طالما كان قاسماً مشتركاً بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى، بطريقة تنتهى بالإضرار بمصالح الدولة الصهيونية.
وفى انتخابات الكونجرس الأخيرة كانت سياسة أوباما فى الشرق الأوسط أحد القضايا الهامة التى استغلها الجمهوريون فى توجيه الانتقادات للبيت الأبيض واتهام أوباما بتبنى مسلك متشدد تجاه الدولة الصهيونية.