كتب المحلل البريطاني البارز بصحيفة "الإندبندنت"، روبرت فيسك، اليوم عن الوثائق الخاصة بحرب العراق، والتى سربها موقع ويكيليكس، وأكد أنها تؤكد "عار أمريكا". وقال فيسك في مقاله الجديد "العرب يعرفون كالعادة كل ما يتعلق بالتعذيب الجماعي، وإطلاق النار على المدنيين، واستخدام القوة الجوية بإسراف ضد منازل العائلات، والاستعانة بالمرتزقة الأمريكيين والبريطانيين ومقابر القتلى الأبرياء، وكل من في العراق يعلم لأنهم كانوا الضحايا".
وأضاف "أما نحن في الغرب فلا يسعنا سوى أن نواجه أي زعم أو أي قول ضد الأمريكيين أو البريطانيين بإنشاء سياج من الأكاذيب من خلال ما يقوله الجنرالات".
وأردف فيسك "إذا وجدنا رجلاً يتعرض للتعذيب، سيقال لك إنه يروج للإرهابيين، وإذا وجدت منزلاً مليئًَا بالأطفال القتلى بسبب ضربة جوية أمريكية، فإنه هذا سيفسر على أنه مواجهة الدعاية للإرهاب أو سيكون الرد جملة بسيطة وهي "ليس لدينا معلومات بشأن ذلك".
وشدد المحلل البريطاني على أن الشعوب الغربية باتت تدرك أن القادة يعرفون ما يتعلق بهذه الحوادث، وهذا هو ما أثبتته آلاف الوثائق السرية التي تم الكشف عنها.
على صعيد آخر، أعلن الجيش الدنماركي اليوم الأحد نيته درس الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس حول الحرب في العراق والتي تتحدث عن تقصير ارتكبه جنود دنماركيون في هذا البلد.
وقال المتحدث باسم القيادة العسكرية الدنماركية توربن يدسن "نريد الاطلاع على هذه الوثائق بأنفسنا ومقارنتها مع المعلومات التي في حوزتنا".
وبحسب موقع إخباري دنماركي، فإن بعض الوثائق تظهر أن القوات الدنماركية التي انتشرت في العراق بين العامين 2003 و2007، سلّمت أكثر من 62 سجينا للسلطات العراقية، وذلك رغم تحذير هؤلاء المعتقلين من خطر تعرضهم لسوء معاملة وتعذيب في حال تم تسليمهم للشرطة العراقية.
التسريبات خطيرة جدًا وفى لندن، رأى نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليج اليوم الأحد، أن ما ورد عن حصول تجاوزات خلال حرب العراق في حوالي 400 ألف وثيقة سرية نشرها الجمعة موقع ويكيليكس "أمر خطير جدًا".
وقال كليج خلال حديث مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "يمكننا التنديد بالطريقة التي حصلت بها هذه التسريبات لكنني أعتقد أن مضمونها خطير جدًا".
وأضاف نائب رئيس الوزراء الذي ينتمي للتيار الليبرالي- الديمقراطي "قراءة الوثائق مؤلمة وهي خطيرة جدًا، وأعتقد أن الإدارة الأمريكية تود أن تعطي ردها، ولن نقول لها نحن ما عليها القيام به".
ومن المعروف أن كليج اشتهر بمعارضته لمشاركة لندن في الحرب على العراق التي وصفها بأنها "غير مشروعة".
وأكد كليج أن كل ما يوحي بأن القواعد الرئيسة للحرب والنزاعات والمعارك قد تكون خرقت أو أنه قد يكون سمح بممارسة التعذيب فإنه يعتبر خطيرًا جدًا ويجب دراسته.
وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني "يود الناس أن يحصلوا على رد لما يعد مزاعم خطيرة جدًا يصفها الجميع بأنها تثير الصدمة".
وثائق جديدة عن العدوان على أفغانستان وتعهد مؤسسو موقع ويكيليكس بنشر 15 ألف وثيقة سرية جديدة حول الحرب في أفغانستان.
وقال كريستيان هرافنسون أحد القائمين على "ويكيليكس": "إن التأخر في نشر هذه الوثائق يعود إلى أعمال الفحص والتدقيق التي تكفل عدم تعريض حياة أي شخص للخطر".
وأكد المتحدثون في المؤتمر الصحفي بلندن أن هناك عراقيين قُتلوا وهم في قبضة القوات البريطانية، وأن هناك أشخاصا لقوْا مصرعهم من دون أن تُثبت هذه الوقائع في سجلات رسمية.
وقال هرافنسون "فيما يتعلق بالملفات الأفغانية احتفظ "ويلكيليكس" بتقرير من كل 6 تقارير أي ما مجموعه 15 ألف وثيقة تمت مراجعتها وتحريرها سطرا بسطر.. وقد انتهى العمل بشأنها وسوف تنشر التقارير حولها في أسرع وقت. وقد اتبع "ويكيليكس" هذه المرة أسلوب تحرير مختلف واعتمد تحريرا إلكترونيا مدعوما باختبارات قامت بها مجموعات من الأشخاص.. ".