تكتسب القوات المجاهدة في أفغانستان قوة وزخماً، كما نجحت في تجنيد كوادر جديدة في مناطق لم تبرز فيها حركة طالبان من من قبل، وفق ما جاء في تقرير جديد صدر عن منظمة "آنسو ANSO" غير الحكومية في أفغانستان. ورسم تقرير المنظمة المعنية بتقديم استشارات أمنية، صورة قاتمة للوضع الأمني لقوات الاحتلال في أفغانستان حيث تزايدت هجمات المجاهدين بواقع 59 في المائة عن الربع الثالث من العام مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، كما حذر من خطر انزلاق بعض الولايات الشمالية نحو الانفلات وخروجها عن السيطرة.
وأورد التقرير أن طالبان، الحركة المكونة من العرقية البشتونية، بدأت تجتذب دعم عرقيات أخرى في الشمال من تركمان وطاجيك وجنسيات أخرى.
وقال نيك لي المدير التنفيذي منظمة "آنسو"، إن جهود مكافحة المقاومة المسلحة في "قندهار" و"مرجة" في الجنوب قد أخفقت في الحد من قدرة المجاهدين على القتال أو خفض عدد قتلى الاحتلال الذين يسقطون جراء العمليات القتالية.
وأشار التقرير إلى ارتفاع حاد في اختطاف العاملين بالمنظمات غير الحكومية، ومعظمها يقوم بعمليات تجسس لصالح الاحتلال أو بعمليات تنصير بين المسلمين الأفغان، تحديداً في الشمال، ومقتل 25 عاملاً خلال الأشهر التسعة الماضية هذا العام مقارنة ب17 عامل في نفس الفترة العام الماضي.
إلا أنه لفت إلى تراجع في الهجمات المتعمدة ضد موظفي الاغاثة هذا العام، الذي شهد مقتل 10 من موظفي الاغاثة بينهم ثمانية أجانب، قتلوا في هجوم شمال شرقي أفغانستان في أغسطس.
وكانت طالبان قد نفت تبني العملية.
وخلص تقرير المنظمة إلى أن تنامي أنشطة العناصر المسلحة ربما يرتبط جزئياً بتزايد عمليات قوات الاحتلال التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، تحديداً في الجنوب معقل المليشيات المسلحة، غير أنه لفت إلى أن الارتفاع الحاد شهدته مناطق الشمال والشرق.
ويذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كانت قد بدأت إستراتيجية جديدة في أفغانستان تضمنت زيادة عدد قوات الاحتلال الأمريكية هناك بحوالي 30 ألف جندي في سياق تركيز الجهود للقضاء على الحركة المجاهدة وحلفيتها القاعدة.
وتزامن نشر التقرير مع مقتل 15 جندياً من قوات التحالف خلال اليومين الماضيين، وفقاً لما ذكرته قوات الاحتلال الدولية "إيساف" التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" الجمعة.