اعترف شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية أمس الاربعاء ان قوات أمريكية تشارك القوات الاثيوبية في الحرب على المحاكم الاسلامية؛ مؤكدا أن القوات نشرت قرب الصومال لمنع هرب زعماء المحاكم الاسلامية. وزعم مكورماك "سنهتم بعدم السماح لاي زعماء كانوا اعضاء بالمحاكم الاسلامية والذين تربطهم علاقات مع منظمات ارهابية منها القاعدة بالهروب ومغادرة الصومال." وقال: "لدينا بالطبع تواجد قبالة ساحل الصومال والقرن الافريقي للتأكد من أنه لا توجد طرق للهروب بحرا يمكن لهؤلاء أن يسلكوها." ورفض الكشف عن تفاصيل بخصوص القوات الامريكية.
وأكد مكورماك الأنباء الرائجة بأن الحملة الاثيوبية التي استمرت اسبوعين للإطاحة بالمحاكم الاسلامية حظيت بمباركة أمريكية حيثة قال مكورماك ان واشنطن كانت تفضل تسوية عبر المفاوضات.. غير أنه بدا واضحا مع مرور الوقت أن ذلك لن يحدث وأن المحاكم الاسلامية كانت عازمة على محاولة فرض السيطرة على جميع أنحاء الصومال بواسطة السلاح.. وهناك مخاوف حقيقة بشأن تشكيلة قيادة تلك المحاكم الاسلامية."
وتعهد زعماء المحاكم الاسلامية الذين انسحبوا من اخر معقل لهم يوم الاثنين بعد أسبوعين من الحرب مع قوات الحكومة الصومالية المدعومة بقوات اثيوبية بمواصلة القتال بعد أن اختفوا وسط التلال الواقعة بين ميناء كيسمايو المطل على المحيط الهندي وكينيا.
ومن الجدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة شكلت في عام 2002 قوة المهام المشتركة الموحدة-القرن الافريقي ومقرها جيبوتي حيث تستخدم قاعدة فرنسية سابقة كمركز رئيسي للتدريبات والعمليات الامريكية بخصوص مكافحة ما يسمى ب "الارهاب" الى جانب الجهود الانسانية، وتقول وثائق لوزارة الدفاع الامريكية ان أعضاء قوة المهام تلك البالغ عددهم 1800 فرد تدربوا مع قوات في اثيوبيا كما تجوب سفن أمريكية خليج عدن القريب.
وعلى صعيد المقاومة الصومالية للغزو الاثيوبي فقد لقي جنديان مصرعهما وأصيب 3 آخرون وأحد الضباط من قوات الاحتلال الإثيوبية في الصومال بعدما أطلق عليهم أحد عناصر اتحاد المحاكم الإسلامية النارَ في كمين أعدَّه لهم قرب موقع عسكري تابع لقوات الاحتلال الإثيوبية بمدينة جيليب القريبة من كيسمايو التي تقع على بُعد 500 كيلو متر جنوب العاصمة مقديشو.
ونقلت وكالات الأنباء عن أحد المواطنين قوله: "كمن رجل للإثيوبيين في جيليب مرتين أمس وهاجمهم في المرة الأولى عند الفجر وجرح 3 جنود منهم، ثم هاجمهم في وقت لاحق خلال اليوم وقتل اثنين"، وذكر المواطن- الذي اشترط عدم ذكر اسمه- أن المقاتل قد لقي مصرعه بعدما أطلق عليه الجنود الإثيوبيون النارَ؛ مما أسفر أيضًا عن مصرع اثنين من المواطنين الصوماليين.
وقد تبنَّت المحاكم الهجوم، وقال المتحدث باسم المحاكم عبد الرحيم علي موداي: إن "الهجوم هو ما وعدنا به كتغيير في تكتيكنا في محاربة الإثيوبيين"، وقال إن المحاكم ترفض عرض العفو الذي تقدمت به الحكومة المؤقتة، متعهِّدًا بمواصلة القتال، مضيفا أنه: "لا يمكننا قبول العرض الحكومي بالاستسلام، إذا كان العالم يعتقد أننا متنا فعليهم أن يعلموا أننا على قيد الحياة وسننهض من تحت الرماد".
وكانت المحاكم قد أعلنت أنها سوف تبدأ في تنفيذ عمليات مقاومة ضد قوات الاحتلال الإثيوبية في البلاد، وأشار رئيس المحاكم شيخ شريف شيخ أحمد إلى أن قواته أخلت المناطق التي تسيطر عليها حقنًا لدماء المواطنين الصوماليين، إلى جانب تغيير الخطط القتالية ضد الإثيوبيين والقوات التابعة للحكومة الانتقالية في الصومال.