حذرت حركة حماس في قطاع غزة الاثنين السلطة الفلسطينية من اسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين عشية انطلاق المفاوضات المباشرة مع الصهاينة في واشنطن. وفيما يستعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتوجه اليوم الثلاثاء لواشنطن للمشاركة في المفاوضات المباشرة مع الصهاينة في واشنطن برعاية باراك اوباما وحضور الرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني اكد الدكتور عاطف عدوان، مفوض لجنة اللاجئين بالمجلس التشريعي الفلسطيني احد قادة حماس أن قضية اللاجئين الفلسطينيين تمر بمنعطف خطير، وقال "إن سلطة أوسلو لا تريد حق عودة، لأن من يقبل بالتفاوض مع إسرائيل أمامه حل إلا التخلي عن حق العودة"، موضحا أن ما يطبقه رئيس الوزراء في الضفة الغربية الدكتور سلام فياض وحكومته في رام الله "من ثقافة استهلاكية تتغذى على الحقوق، يؤكد أنهم يسيرون وفق الأجندة الصهيو أمريكية التي لن تسمح بقيام دولة ذات سيادة، بل بكيان فلسطيني يعمل وكيلاً أمنياً للاحتلال فقط ".
وشدد عدوان على ضرورة الوقوف بجرأة أمام تلك السيناريوهات الرامية إلى الانقضاض على حق العودة.
كما أكد عدوان ان "مشروع يهودية إسرائيل"، الذي تسعى أمريكا إلى تجسيده على ارض الواقع من خلال إسقاط حق العودة ليس بجديد، موضحاً أن أكثر من (50) مشروعاً للتوطين موضع تداول منذ العام، بمشاركة عربية وفلسطينية أحياناً، وبأسماء وعناوين مختلفة.
وقال "لقد تطرقت تلك المشاريع في مجملها التي كانت منها وثيقة (إكس آن بروفانس)، التي نشرتها صحيفة هاآرتس في 24 نوفمبر 2007، إلى عدد من القضايا المصيرية كالوضع النهائي لمدينة القدس ومشكلة اللاجئين، واقترحت حلا لمشكلة عودة اللاجئين الفلسطينيين، يتمثل في إسقاط هذا الحق مقابل التعويض.
وبحسب الوثيقة فإن تكلفة حل مسألة العودة تتراوح بين (55 و85) مليار دولار.
ومن بين ما تقترحه الوثيقة توطين نسبة من اللاجئين في الأماكن التي يقيمون فيها حاليا، مع تلقيهم تعويضات مالية.
واضاف عدوان "إننا نشعر بالقلق إزاء تلك السيناريوهات التي تهدف إلى تغييب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين من خلال توطينهم في البلاد التي هجّروا إليها في الفترة الواقعة بين عامي 1948 و1967"، واصفا هذه الإجراءات بأنها "محاولات خطيرة للالتفاف على قرار الأممالمتحدة (194) القاضي بعودة اللاجئين إلى ديارهم وتعويضهم".
وأكد عدوان أن اتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، تركت القضايا المركزية، مثل قضية اللاجئين، لما يسمى مفاوضات الحل النهائي.
والحل النهائي على الطريقة الصهيونية هو بالضبط ما تسعى لتحقيقه مشاريع التوطين والتخلي عن حق العودة، مشيراً الى وجود الكثير من مشاريع التوطين التي تم طرحها وكان أخطرها حسب قوله مشروع "كفيتاس" المعني أساساً باللاجئين الفلسطينيين في الشتات.
وأضاف عدوان "بعض المسئولين في الولاياتالمتحدة لم ينكروا أن واشنطن تبحث مع دول عربية عن سبل لتوطين اللاجئين الفلسطينيين". مشيراً إلى أن الانقسام يضعف الموقف الفلسطيني المطالب بحقه ويشتت الجهود الرامية للتصدي لتلك المحاولات.
وأوضح أن المخططات الرامية إلى إلغاء حق العودة متواصلة ولم تتوقف، "لكنها كانت دوما تصطدم بالموقف الفلسطيني العربي المتشبث بأرضه والرافض لكل الإغراءات".
وبيّن عدوان أن كافة استطلاعات الرأي التي أجريت حديثاً على الأجيال الفلسطينية التي لم تعش النكبة أكدت أنهم يرفضون التوطين في بلد غير فلسطين ويتمسكون بحق العودة، ولكنهم يريدون قدراً من الاحترام والتعامل بصورة إنسانية من إخوانهم وأشقائهم. وتابع قائلاً "كل البشر يعيشون على أراضيهم، إلا الفلسطيني، فأرضه تعيش في قلبه، أينما ذهب تذهب معه".