لا يبدو ان فضائح جيش الاحتلال الصهيوني مع السفينة "مرمرة" التركية ستنتهي، وذلك بعد الكشف عن قيام ضابط بالجيش الصهيوني ببيع حواسيب قام بسرقتها من على متن السفينة التي كانت متجهة ضمن "اسطول الحرية" لكسر حصار غزة نهاية مايو الماضي قبل مهاجمتها ومقتل تسعة اتراك واصابات العشرات. وتم اعتقال الضابط وجندي عمل كوسيط بين "البائع" وثلاثة جنود آخرين قاموا بشراء الحواسيب المسروقة، ويخضع الخمسة الى التحقيق .
ونقل موقع "عرب 48" عن مصادر مطلعة على التحقيقات ان الضابط المشار إليه والذي تم اعتقاله هو برتبة عالية لا يتبع لسلاح البحرية بل لاحدى الوحدات العسكرية التي عملت على متن السفينة بعد الاستيلاء عليها، ويشتبه بأنه قام بسرقة من أربعة الى ستة أجهزة كمبيوتر محمولة تعود للمشاركين في "أسطول الحرية".
وقام الضابط ببيع الاجهزة لأحد الجنود في القاعدة العسكرية التي يعمل بها، وقام الأخير بدوره ببيعها لثلاثة جنود آخرين عل الأقل.
كما جاء أن الشرطة العسكرية تحقق في شبهة قيام الضابط المذكور بسرقة معدات وأجهزة أخرى من السفينة بضمنها هواتف نقالة.
ورغم أن مصادر في الجيش قد صرحت بأنه ليس من المؤكد أن تكون الحواسيب قد سرقت من المشاركين في أسطول الحرية، الا ان قرار تمديد اعتقال الجنود المشتبهين في المحكمة العسكرية في حيفا، تشير إلى أن الشرطة العسكرية على قناعة بأن الحواسيب تعود للمشاركين في أسطول الحرية.
يذكر أن الجيش الصهيوني قام بالعدوان على أسطول الحرية في المياه الدولية مستخدما الرصاص الحي، ما أدى إلى استشهاد 9ا تركيا وإصابة العشرات قبل الاستيلاء على السفن واقتيادها إلى ميناء أسدود.
فضيحة مربكة وتقود هذه الاتهامات الجديدة ادعاء وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك اكثر من مرة ان جيشه "اخلاقي" الا ان الوقائع المتتالية مرة تلو الاخرى تشير الى عكس ذلك تماما من العنف المبالغ فيه والمباهاة والتقاط الصور بجانب الجثث والجرحى والاسرى والتزوير واخيرا جرائم السرقة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان نتيجة التحقيق الجاري في هذه المسألة من المحتمل ان تكون مخزية للغاية بالنسبة لتل أبيب.
واضافت ان هذا التحقيق قد ينعكس بضرر بالغ على الدولة الصهيونية في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لتفادي انتقادات دولية للهجوم الذي شنته على سفن أسطول الحرية والذي أسفر عن مقتل تسعة نشطاء اتراك واصابة العشرات.
وكانت منظمة الاغاثة التركية "اي اتش اتش" قد اعلنت فور تسلمها سفينة "مافي مرمرة" بعد احتجازها لدى تل أبيب ان الاخيرة قامت بإخفاء أدلة تدينها على متن السفينة، إذ قامت بطلاء السفينة لإخفاء أدلة تؤكد استعمالها الرصاص ضد ركاب السفينة، الذين قتل 19 منهم.
وقال متحدث باسم المنظمة "إن اسرائيل قامت بإخفاء الأدلة خصوصاً وأن السفينة تعرضت لآلاف الرصاصات".
وقالت المنظمة إنها ربما تستخدم نفس السفن في محاولة أخرى لكسر الحصار.