وجد تحقيق أجرته صحيفة "الإندبندنت أون صنداي" أن اختراق حركة طالبان للجيش الأفغاني وإدمان الجنود على المخدرات والأمية تعصف بالجيش، الأمر الذي يعيق جهود تدريبه وبالتالي مساعي خروج القوات الدولية من البلاد. ومضت تقول: إن الطريقة التي تم فيها تقييم قدرة الجيش وقوات الشرطة، على مدى سنوات أنفق خلالها عشرات الملايين من الدولارات لبناء تلك القوات، كانت خاطئة وقد تم إلغاؤها.
ويُصنف أقل من ربع الجيش على أنه قادر على تنفيذ العمليات بشكل مستقل، مقابل سُبع وحدات الشرطة.
وكشفت مراجعة لنظام "محدد القدرات" للتصنيف، الذي استُخدم في تحديد قدرات الشرطة والجيش، عن صورة مضللة للمستوى الحقيقي للتقدم.
ووصف المفتش الأمريكي العام لإعادة البناء في أفغانستان أرنولد فيلد نظام التصنيف في مراجعته بأنه "لا يعتمد عليه، وغير ثابت".
وحذر فيلد من أن تقييمات الجيش والشرطة قد بالغت في القدرات العملياتية، مشيرًا إلى أن 50% من وحدات الشرطة فشلت ببعض المناطق في اختبارات الإدمان على المخدرات.
وتشير المراجعة إلى أن وحدات الجيش يمكن أن تتراجع إلى 59% من الحجم المفترض عندما يتعلق الأمر بأداء الخدمة.
وتحذر المراجعة من النقص الشديد في العدد المطلوب من المستشارين العسكريين لتحقيق أهداف تطوير القوات الراهنة، حيث بلغ النقص أكثر من مائتي فريق استشاري اعتبارًا من مارس.
ولفتت الصحيفة إلى أن قادة قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) يقرون بالمشاكل التي تعترضهم مع القوات الأمنية المحلية، وسط الاستعداد لزيادة الهجمات التي قد تستهدفهم خلال أشهر الصيف.
وتأمل إيساف تعزيز قوات الجيش والشرطة الأفغانية من 200 ألف بداية عام 2009 إلى 300 ألف العام المقبل، أملاً بتعجيل انسحاب القوات الدولية من أفغانستان.
غير أن تحليل الصحيفة يكشف عن أن أعداد القوات الأفغانية القوية بالفعل، التي خضعت للتدريب ووصفت بأنها قادرة على العمل بشكل مستقل، بالكاد تصل إلى 34 ألفًا فقط، وهذا يشكل سُبع العدد الذي تزعمه إيساف وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) والبالغ 236 ألفًا.
وتشير الإندبندت أون صنداي إلى أن المجاهدين تمكنوا من اختراق القوات الأمنية الأفغانية على مستويات رفيعة، فقد وُجد أن قائدًا من حركة طالبان يخدم بالجيش الأفغاني، وثبت أن بعض قادة الشرطة اشتركوا في عمليات إطلاق نار بشكل غير مباشر على قوات التحالف.
وهذه الأمثلة، التي وردت في تقرير لوزارة الحرب الأمريكية، تؤكد ما تواجهه قوات التحالف من مشاكل في إطار محاولاتها للإيفاء بتعهداتها السياسية ببناء جيش وقوات أمنية أفغانية قادرة.
وتمضي الصحيفة بالقول: إن الفساد يستشري في أوساط الجيش حيث يحصل الضباط على مناصب عبر اليانصيب، في محاولة لوقف عمليات شراء المناصب.
والشرطة الأفغانية تمثل مشكلة أخرى، إذ إن وحدات الشرطة المصنفة بالفاعلة لا تتجاوز العُشر، وتصل نسبة الأمية إلى 70%.