صرح توفيق عبده إسماعيل وزير السياحة والطيران أنه من أكبر أخطاء الثورة أنها لم تكن تحترم الديمقراطية ، وقال في حواره لبرنامج "كنت وزيراً" كنت مؤمن بناصر ولكن النظام الناصري كان ديكتاتوريا وأنا أعلن الآن أني لا أؤمن بأي أفكار ناصرية خاصة في مجال التطبيق الديمقراطي. وقال توفيق لإسماعيل أنه في فترة شبابه وفترة الجامعة انضم لجماعة الإخوان المسلمين وكان مؤمنا بأفكارهم وقال "الإخوان في بدايتهم كانوا ينتهجون منهجاً مختلفاً فهم كانوا جماعة دينية هدفها دينيا وليس سياسيا كما هو الأمر الآن، ومبادئهم دعوية دينية"، وقال أنه انضم إليهم لأنه كان يؤمن بأفكارهم وكان أخوه عضوا في الجماعة، ولكنه بعد ذلك أدرك أنه سيواجه مخاطر بانضمامه للإخوان وهذا الذي جعله يبتعد عنهم في هذه الفترة وهو كان يؤمن بفكرهم ومبادئهم ويحترم رأيهم ولكن بدون أن يشاركهم هذه الأفكار أو ينضم إليهم .
وتطرق الحديث لفترة انضمامه بعد ذلك للضباط الأحرار وقال "انضميت لتنظيم الضباط الأحرار في سبتمبر 49، ولدي مستندات تقول أن جمال عبد الناصر أنشأ هذا التنظيم في ذلك التاريخ وليس من قبل ذلك كما تردد"، وقال توفيق "ناصر هو الذي أسس الضباط الأحرار باعتماده كلياً على خالد محي الدين، أما السادات فكان صاحب فكرة إشراك الجيش في السياسة وكان يؤمن بأن الجيش يشارك في العمل السياسي وينقلب على النظام وتم اعتقاله وبعد خروجه من المعتقل فصل لمدة عام من الجيش من سنة 50إلى 51ثم عاد مرة أخرى للجيش وكنا نبتعد عنه لأنه كان معروفا عنه أنه ضابط صاحب أفكار متطرفة، وتم ترقية السادات لرتبة مقدم وأصبح قائد سلاح الإشارة في سيناء بالكامل".
وتابع توفيق "وكنت أتلقى منشورات من الضباط الأحرار والتقيت بخالد محي الدين عام 51وحدثني في الموضوع وبعدها التقيت بحسين الشافعي ودعاني للانضمام لتنظيم الضباط الأحرار وبالفعل شاركتهم في ثورة يوليو وكنت مسئولا عن الدبابات في حركة 26يوليو وكنت في موقعي بالجيش أهرب السلاح لدكتور ثروت عكاشة من أجل الفدائيين في قناة السويس".
وأضاف توفيق إسماعيل "وبعد نجاح الثورة في الوصول للسلطة وبعد أحداث محمد نجيب والتخلص منه تم التخلص من بعض الضباط وكنت من ضمنهم وفصلت من الجيش بدون سبب وبدون معاش فعدت لقريتي بالمنصورة وعملت مع والدي بالزراعة لمدة عام وبعدها اتصل بي صلاح سالم وطلب مني أن اتجه مع ثمانية آخرين من الضباط المفصولين مثلي إلى السودان من أجل الدعاية للوحدة مع مصر ولكن الإخوة في السودان لم يكونوا يرغبون في الوحدة وحدث خلاف بين عبد الناصر وصلاح سالم حول هذا الموضوع وتم عزل صلاح سالم وتحديد إقامته في القناطر وبالتالي تم فصلي من جديد".
وهاجم توفيق إسماعيل رجال الثورة وقال أنهم للأسف لا يؤمنون بالديمقراطية وهذا هو سبب انهيار مبادئ الثورة لأنها لم تكن تحترم الديمقراطية رغم أن الديمقراطية أحد مبادئها الستة التي وضعها عبد الناصر في فلسفة الثورة ولكن لم تكن تطبق ولم يكن مسموح بالخلاف في الرأي رغم أن الاختلاف في الرأي كثيراً ما يؤدي إلى حلول أفضل فالنظام أيام عبد الناصر كان ديكتاتورياً.