خلال الأيام القليلة الماضية، بدا واضحاً أن السفارة الصهيونية بالقاهرة، تسعي لخلق أزمات ومشكلات غير مبررة بينها وبين الحكومة المصرية. حيث دأب مسئولي السفارة، على كثرة الاحتكاك بالجانب المصري ،سواء على مستوى العلاقات الدبلوماسية ، أو على مستوى القضايا الداخلية.
بداية التحرش السياسي ، كانت مع تولي السفير الصهيوني الجديد يتسحاق ليفانون مهام عمله بالقاهرة ، فقد بدا واضحاً أنه جاء ليخلص "ثأر" زميلة السابق في نفس المنصب شالوم كوهين ، والذي شهدت فترة تولية مهام السفارة الصهيونية رفض شعبي وحكومي للتطبيع مع الدولة الصهيونية.
حيث بدأت تحرشاته "المقصودة" وبعد شهرين فقط ، بإرساله برقية إلى وزارة الخارجية الصهيونية يشتكى فيها من أن كبار موظفي وزارة الخارجية المصرية يعاملونه ببرود شديد.
وقال أن المصريين يقيدون تحركاته إلى حد كبير، ويحاولون الإملاء عليه مع من يجتمع من المسئولين، مضيفا بأنه قد تم منعه من حضور حفل أقامته وزارة الخارجية المصرية لإعراب التضامن مع القارة الأفريقية.
وطالب ليفانون في نهاية رسالته، الحكومة الصهيونية بأن تعامل السفير المصري في تل أبيب، بنفس الطريقة التي يعامل بها في القاهرة.
التحرش الثاني، كان قيام السفارة الصهيونية ،بالاعتراض على رسم كاريكاتير، نشرته صحيفة " الوطني اليوم " والذي يظهر علما صهيونيا بصليب معقوف.
فقد بعثت السفارة الصهيونية بشكوى إلى الجريدة ، بحجة الربط بين الدولة الصهيونية والنازيين، وهى المرة الأولي التي تعترض فيها تل أبيب على مادة تقدمها الصحافة وتتعارض مع سياستها.
حيث صور الكاريكاتير، سفينة مساعدات متجهة إلى غزة ويمسك بها إخطبوط يحمل علما صهيونيا به صليب معقوف بدلا من رمز نجمة داود.
لم يقف الأمر عند ذلك، بل بدأت السفارة مخططاً لتدخل في القضايا الداخلية في مصر، فقد طلبت السفارة من مجلس الدولة، صورة من حيثيات الحكم الصادر بإسقاط الجنسية عن المصريين المتزوجين ب "إسرائيليات"، وهو ما يخالف قواعد العمل الدبلوماسي.
حيث خاطبت السفارة المجلس، رغم انه لا يحق لها ذلك، وكان عليها أن تخاطب وزارة الخارجية المصرية.
ما حدث خلال أيام متقاربة، يؤكد أن التحرشات الصهيونية بالمصريين، مقصودة، ومنظمة، وأن هناك أهدافا تسعي السفارة لتحقيقها من وراء ذلك.