حذر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر من أن الخطة التي اعتمدتها حكومة بلاده للبدء في تسليم المسئولية للقوات الحكومية العميلة في أفغانستان في يوليو من العام المقبل، توفر آلية للفشل. ودعا في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس الثلاثاء، إلى "إعداد الجمهور الأمريكي لحرب طويلة في أفغانستان تعد الأطول من نوعها تخوضها الولاياتالمتحدة".
وقال كيسينجر إن الرئيس باراك أوباما "يحتاج إلى إعادة النظر في الموعد الذي حدده لخروج القوات الأمريكية من أفغانستان، والطريقة التي تم من خلالها وضع الإستراتيجية الأفغانية التي ركزت على حكومة كابول وكان لها تأثير محدود في بقية أنحاء البلاد".
وشدد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق على أن الإستراتيجية الأفغانية "تحتاج إلى التكيف مع الواقع"، واقترح بأن يتولى الجنرال ديفيد بترايوس هذه المهمة بعدما رشحه أوباما لخلافة الجنرال ستانلي ماكريستال كقائد للقوات الأمريكية وقوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان.
وأضاف كيسينجر "أن محاربة حركة طالبان إلى أن يتم استنزافها إلى مرحلة العجز ستستغرق وقتًا أطول من ما يسمح به النظام السياسي الأمريكي".
وقال إن الفرضية الأساسية لتشكيل حكومة وطنية في أفغانستان يمكن أن تحل محل الجهود الأمنية الأمريكية خلال مهلة 12 شهرًا "توفّر آلية لفشل، كما أن مواصلة الحرب ضد طالبان، من ناحية أخرى، تستدعي إعداد الجمهور الأمريكي لحرب طويلة الأمد في أفغانستان".
وأشار كيسينجر إلى أن الخيار الأخير "يجب أن يتم بشكل صريح".
وفي وقتٍ سابق، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه مع تغيير القيادة الأمريكية فى أفغانستان وتعيين الجنرال ديفيد بتريوس قائدًا للقوات بعد إعفاء الجنرال ستانلي ماكريستال من منصبه فقد تحول الحديث إلى انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من أفغانستان.
وقالت الصحيفة "الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما أصدر أوامره بإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان يبلغ قوامها 30 ألف جندي في شهر ديسمبر الماضي، أكد أنها لن تبقى للأبد وبعد عام ونصف العام ستبدأ القوات في العودة إلى بلدها".
وأضافت "أوباما استبد به الهاجس مع ذلك فى نهاية عطلة الأسبوع الماضي بشأن الموضوع برمته المتمثل في الموعد الذي سوف تنسحب فيه القوات".
وأشارت إلى أن أوباما ركز على أن الموعد النهائى في يوليو 2011 الذى حدده يهدف إلى بدء عملية انتقال، وأن ذلك لا يعنى أننا إغلاق الأنوار على نحو مفاجئ وترك الباب مغلق.
وقالت "نيويورك تايمز": "في الوقت الذي سلم فيه قيادة الحرب إلى الجنرال ديفيد بيتراوس يسعى أوباما حاليًا إلى تحديد ما يعنيه خطه الزمني ولكنه حريص على ألا يكون ذلك بشكل مبالغ فيه أو أقوى مما ينبغي، وقد بعث أوباما بإشارات عن تمسكه بالتزامه ببدء الانسحاب لكن بدون الحديث عن الانسحاب الفوري".
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن مسئولين عسكريين وفي المخابرات لا يخفون حالة الغضب لديهم بشأن الموعد النهائى حيث شكوا من أنه أقنع العديد من الأفغان بأن الأمريكيين لن يكونوا قادرين على التحرك هنا وهناك لفترة طويلة.
وقد انعكس هذا الانطباع بالسلب فيما يتعلق بتحدي حركة طالبان، لاسيما وأنه على الجانب المقابل يقوم حلفاء الرئيس من الديمقراطيين بالكونجرس بالضغط عليه لتأكيد على أن يوليو 2011 سوف يشهد بداية انسحاب جاد.