اعترف جندي صهيوني بأنه قتل بنفسه ستة من النشطاء ال 19 الذين لقوا مصرعهم عندما هاجمت قوة من الجيش الصهيوني قافلة الحرية التي كانت متجهة الاثنين لكسر الحصار عن غزة. ونشرت الصحف البريطانية رواية الجندي الصهيوني عن الحادثة نقلا عن صحيفة "جيروزاليم بوست" في حين كشفت نتائج تشريح الجثث التسع عن أن القتلى أصيبوا في الرأس برصاص أُطلق عليهم من مسافة قريبة.
وذهبت صحيفة "التايمز" ذات التوجهات اليمينية المحافظة, إلى القول إن تقارير صهيونية تتحدث عن إمكانية منح الجندي الصهيوني وسام الشجاعة.
غير أن الصحيفة تتوقع أن يؤدي الإنعام على الجندي بالوسام إذا ما تم إلى تأجيج الخلاف بين الدولة الصهيونية وتركيا على خلفية الاعتداء على القافلة البحرية قبل وصولها إلى سواحل غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصطفى أكيول، وهو كاتب تركي بارز، قوله إن منح الوسام للجندي ينطوي على "إهانة واستفزاز لتركيا".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان قد عبر أمس عن غضبه باقتباس نص من التوراة, قائلاً "أنا أتحدث إليهم بلغتهم. فالوصية السادسة (من الوصايا العشر للنبي موسى) تقول: لا تقتل".
قرصنة وإرهاب وقالت "التايمز" إن تلك التفاصيل, التي كُشف النقاب عنها أمس, أثارت اتهامات ضد الدولة الصهيونية بممارسة القرصنة وإرهاب الدولة وأضرت بشراكة تل أبيب الإستراتيجية مع تركيا.
وزعم الجندي الصهيوني، الذي اكتفت صحيفة "جيروزاليم بوست" بالإشارة إليه بالحرف (س)، أنه كان آخر جندي من بين الجنود ال15 الذين نزلوا بالحبل من طائرة هليكوبتر طراز بلاك هوك على ظهر السفينة "مرمرة".
ونسبت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية للجندي (س) زعمه إنه ما أن هبط على ظهر السفينة حتى هوجم من قبل بعض المتضامنين مع الفلسطينيين, مشيرًا إلى أنه لم يتوقع أن يجد أمامه "ساحة قتال".
ويدَّعي الجيش الصهيوني أن ركاب السفينة هم من بادروا بإطلاق النار من مسدسات استولوا عليها من الجنود الذين هبطوا أولاً على ظهر السفينة, وهو اتهام نفاه منظمو القافلة.
ونقلت صحيفة "التايمز" عن الجندي زعمه إنه عندما هبط إلى ظهر السفينة رأى ثلاثة ضباط صهاينة كان سبقوه إلى النزول وقد سقطوا جرحى حيث أصيب أحدهم برصاصة في بطنه, والآخر بطلقة في ركبته والثالث ضُرب حتى أغمي عليه.
نتائج التشريح لكن الصحيفة نفسها تستدرك قائلة إن نشطاء بريطانيين وأمريكيين كانوا ضمن ركاب السفينة رووا قصة مختلفة, اتهموا فيها الجنود الصهاينة بإطلاق الرصاص الحي من مراكب كانت تحيط بالسفينة ومن سطحها ومن المروحية التي كانت تحلق فوقها.
من جانبها, ذكرت صحيفة بريطانية ثالثة، هي "الجاردديان"، التي تميل إلى يسار الوسط, أن الدولة الصهيونية تعرضت أمس لضغوط لكي تسمح بإجراء تحقيق دولي في حادث الاعتداء على قافلة المساعدات.
وأشارت إلى أن تلك الضغوط جاءت بعد أن كشفت نتائج تشريح القتلى أن الضحايا أُمطِروا بوابل من الرصاص من عيار 9 ملم معظمه جرى إطلاقه من مسافة قريبة.
وأظهرت النتائج كذلك أن الجنود أطلقوا النار 30 مرة على الأتراك التسعة, فسقط خمسة منهم برصاصات أصابتهم في الرأس, وفقًا لنائب رئيس المجلس التركي للطب الشرعي الذي تولى تشريح الجثث.