«التعليم العالي»: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف ليدن الهولندي    مفتي الجمهورية: الهجرة النبوية رسخت مبادئ الوسطية والتسامح وسيادة القانون    مصدر حكومي: البرلمان سيدرس برنامج الحكومة خلال 10 أيام لمنحها الثقة    أسعار سبائك الذهبBTC اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    الأحد 7 يوليو 2024.. نشرة أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة    وزير الري يوجه بمتابعة مناسيب وتصرفات المياه بترع أسوان لاستيفاء الاحتياجات المائية بالمحافظة    محافظ أسيوط مهلة أسبوع لوكلاء الوزارات ورؤساء المراكز لوضع خطه عمل وآلية تنفيذها    بدء التشغيل التجريبي لإحدى قاعات مجمع السينمات بالمدينة التراثية ب«العلمين الجديدة»    الأحد 7 يوليو 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    وصول شحنة الغاز الثانية وتأثيرها على أزمة الكهرباء في مصر    275 يوما من العدوان.. شهداء وجرحى في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    روسيا تعلن تدمير منصتين لإطلاق صواريخ باتريوت في أوكرانيا    إصابة مستوطن بجروح خطيرة في كفار زيتيم جراء الرشقة الصاروخية بالجليل الأسفل    أوروجواي تقصي البرازيل في طريقها لنصف نهائي كوبا أمريكا    أرنولد: طريقة تسديد ضربة الجزاء أمام سويسرا كانت فكرة ساوثجيت    مدرب بنما: لا نستحق نتيجة مباراة كولومبيا    أكرم توفيق يعود لقيادة خط وسط الأهلي أمام الطلائع    الأرصاد تحذر المصطافين من ارتفاع الأمواج في السواحل الشمالية الغربية ومناطق بالبحر الأحمر    "استخراج الآن" رابط نتائج البكالوريا سوريا 2024 عبر موقع وزارة التربية وتطبيق نتائج الامتحانات moed.gov.sy    نشرة مرور "الفجر".. انتظام حركة شوارع القاهرة والجيزة    إخماد حريق نشب داخل مخزن بالنزهة الجديدة    إخلاء سبيل حسام حبيب بكفالة مالية في اتهامه بالتعدي بالضرب على شرين عبدالوهاب    عبدالحليم حافظ في العلمين.. كواليس ظهور جديد للعندليب على خشبة المسرح    رأس السنة الهجرية.. من أول من وضع بداية التقويم الهجري؟    عملة نقدية وبديل للدم.. معلومات جديدة عن الشوكولاتة في يومها العالمي    صدمة.. دراسة أسترالية: القهوة آمنة لمرضى القلب    أمين الفتوى: الهجرة كانت معنوية وليست بدنية فقط (فيديو)    عمرو الفقي يشيد بتصريحات تركي آل الشيخ عن الفن المصري    حقيقة وفاة لاعبين اثنين من اتحاد طنجة المغربي.. جرفتهما الرياح أثناء السباحة    إجراء تحليل مخدرات لسائق دهس ربة منزل بالعجوزة    المئات يتظاهرون أمام مقار وزراء وأعضاء بالكنيست للمطالبة بإبرام صفقة تبادل    إخلاء سبيل حسام حبيب من قسم التجمع بضمان مالي 5 آلاف جنيه    إصابة 5 أشخاص بحالة تسمم غذائى داخل منزلهم فى طما بسوهاج    دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1446.. خذ الأجر والثواب    النسوية الإسلامية (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ): خاتم الأنبياء.. والهجرة للرجال والنساء! "101"    خلال يونيو.. إصدار 271 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.6 مليار جنيه    الصحة: إصدار 271 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.6 مليار جنيه    شيخ الأزهر يلتقي مسلمي تايلاند في بانكوك "صور"    وزير الخارجية البريطاني الجديد يلتقي بيربوك في برلين    مظاهرات في إسرائيل تطالب بصفقة تبادل مع حماس وإقالة نتنياهو    أوروجواي يتأهل لنصف نهائي كوبا أمريكا بعد الفوز على البرازيل بركلات الترجيح    حدث ليلا.. كارثة كروية في المغرب وأزمة منتظرة بفرنسا وإضراب شامل داخل إسرائيل |عاجل    غرفة الصناعات الكيماوية: قطاع الصناعة سيشهد طفرة الفترة المقبلة    أول تعليق من التعليم على قيام سيدة بترديد اجابات الكيمياء أسفل نوافذ أحد اللجان    نقابة الصيادلة: صناعة الدواء المصري الأفضل على مستوى الشرق الأوسط    حادث مروع.. غرق 5 لاعبين من فريق مغربي شهير    خالد الجندي: هجرة الرسول تمثل القدرة على اتخاذ قرار.. ونتج عنها ميلاد أمة    نشوى مصطفى تتعرض لحادث بسيارتها.. وتعلق: "ربنا نجانى برحمته ولطفه"    ربيع ياسين: إمكانات أحمد رفعت كانت تؤهلة للعب للأهلي والزمالك    ضياء السيد: رفعت صاحب شخصية قوية منذ صغره.. وكنا نستعد لعودته للملاعب    مجلس التعاون الخليجى يدين قصف إسرائيل لمدرسة الجاعونى التابعة للأونروا بغزة    حظك اليوم برج القوس الأحد 7-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    استدعاء شيرين عبدالوهاب للتحقيق في بلاغها ضد حسام حبيب بضربها    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    الأكاديمية العسكرية المصرية تحتفل بتخرج الدفعة الأولى (ب) من المعينين بالجهات القضائية بعد إتمام دورتهم التدريبية بالكلية الحربية    آخر فرصة للتقديم.. وظائف خالية بجامعة الفيوم (المستندات والشروط)    عاجل.. رئيس مودرن سبورت يكشف تفاصيل عقد أحمد رفعت وقيمة راتبه المستحق لأسرته    احذروا.. تناول هذه الإضافات في الآيس كريم قد يشكل خطراً على الصحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدعائم الأربعة للمسلمين في مواجهة الصهيونية المسيحية
مخططات التوسع الصهيوني المسيحي في المنطقة
نشر في الشعب يوم 31 - 08 - 2015

إن بداية التحالف بين الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية ناتج عن تطورات متصلة منذ زمن بعيد، فالإيمان بحتمية ظهور دولة يهودية في فلسطين كجزء من النبوءة التوراتية لعودة المسيح أمر يعود للقرن السادس،
أن أول جهد أميركي للدعوة لإنشاء دولة يهودية لا ينسب إلى المنظمات اليهودية بل للمبشر المسيحي الأصولي وليام بلاكستون.
لا يقتصر التحالف المسيحي الصهيوني على المسرح الأميركي، فعلاقة الحكومة الإسرائيلية بالمنظمات المسيحية الصهيونية تمثل بعدا هاما للحلف. ويقال إن دور المنظمات المسيحية المتصهينة في جلب الدعم الأميركي لإسرائيل يرتفع عادة في أوقات حكم حزب الليكود.
وقد شكلت الصهيونية المسيحية العديد من جماعات الضغط للتأثير في صناع القرار في الإدارة الأمريكية من أجل تحقيق أغراضها وتوجهاتها ومن بين هذه المنظمات الممارسة للضغط السياسي‏,‏ منظمة‏ "‏المائدة المستديرة الدينية‏"‏ التي تأسست في عام 1979,‏ وقد ترأسها القس ادوارد مالك اتير (‏E.M.CAtter
وأيضا مؤسسة‏ "‏جبل المعبد‏",‏ ولها امتداداتها داخل "إسرائيل" وتركز هدفها على إنشاء "‏الهيكل‏"‏ في القدس‏,‏ ولها شبكة هائلة من المتعاونين معها من رجال أعمال وقساوسة ولها فروعها في عدد من المدن الأمريكية‏,‏ كما أن لها تفرعاتها على شكل لجان كنسية‏,‏ وتعمل في مدينة القدس‏,‏ وتوفر الدعم المالي لغلاة اليهود العاملين على هدم المسجد الأقصى وبناء "‏الهيكل‏"‏ مكانه.‏.‏
ولكي نواجه هذا التوسع الصهيوني المسيحي علينا أن نواجهة كل مخططات التوسع الصهيوني المسيحي في افريقيا وذلك من خلال أربع دعائم مستهدفين من التكتل المسيحي الصهيوني .
والصهيونية المسيحية تسعي لتحقيق أهدافها من خلال :
(1) تشويه الإسلام وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم والسنة .
(2) مهاجمة اللغة العربية تشجيع اللهجات المحلية .
(3) تفريق المسلمين وإزالة الوحدة الإسلامية .والدعوة إلى القومية، وقد كانت الرابطة التي تجمع الشعوب الإسلامية هي الرابطة الإسلامية.
(4) إقصاء الإسلام من الحكم وتشجيع العلمانية في البلاد الإسلامية.
(5) منع الإسلام من الانتشار ومحاربة الجمعيات الخيرة الإسلامية ورميها بالإرهاب ومصادره ممتلكاتها في الوقت الذي تعثو فيه الجمعيات التنصرية في كثير من بلاد المسلمين.
(6) استخدام وسائل الإعلام حيث استغل الغربيون والمستغربون وسائل الإعلام المختلفة لحرب الإسلام، حيث أصبح المدافع عن أرضه وبلده إرهابياً والمحتل مدافع عن نفسه.
(7) إفساد التعليم.
(8) الاستشراق.
(9) التنصير.
(10) إفساد المرأة؛
القرآن الكريم أهم دعائم المسلمين والاسلام :
وأن الناظر إلى حالة الأمة العربية في عزلتها عن العالم الخارجي قبل البعثة المحمدية وتنازعها القبلي المستمر بينها، ونزعتها العنصرية الضيقة، وتعدد آلهتها الوثنية، وكثرة أصنامها المعبودة والمقصودة والمنذور لها.
نقول أن الناظر إلى الأمة العربية في حالتها تلك ليجدها غيرها بعد ما شملتها الهداية المحمدية، حيث تعددت روابطها وتوحدت مشاعرها وتمت عناصر تكوينها كأمة هيأتها الأقدار الالاهية لتلعب أدوارا خالدة في التاريخ البشري، وتتحمل مسؤولية تبليغ رسالة الإسلام الخالدة للعالم وتكون امة نموذجية في الوجود كما وصفها الله تعالى في قوله : كنتم امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله.
فكان طلوع هذا الكتاب على البشرية كالشمس وقت إشراقها.
حتى إذا طلعت في الأفق عم هذا ها العالمين وأحيت سائر الأمم
ومما زاد به فضل القرآن على تقوية الروابط بين المسلمين، أنهم بعد اعتقادهم بأنه كتاب مقدس منزل من عند الله يتعبد بتلاوته، وتتحتم إقامة فروضه وحدوه، اهتدوا إلى تدوين العلوم الإسلامية.
حماية القرآن الكريم من التشويه :
أولها : تعزيز الهوية بأقوى سلاح،
ثانيها: العناية بثقافتنا الإسلامية، وباللغة العربية في وسائل الإعلام ومناهج التعليم وتسهيل تدريسها وتحبيبها للطلاب.
ثالثها: إبراز إيجابيات الإسلام وعالميته وعدالته وحضارته وثقافته وتاريخه للمسلمين قبل غيرهم، ليستلهموا أمجادهم ويعتزوا بهويتهم.
رابعها: العمل على نهوض الأمة في شتى الميادين دينياً وثقافياً سياسياً وعسكرياً، واقتصادياً وتقنياً، ومحاربة أسباب التخلف والفساد،
خامسها: مواجهة التحديات بالتعليم والتدريب والتثقيف .
سادسها: تقليص الخلافات بين المسلمين حكومات وشعوباً وجماعات بالاعتصام بكتاب الله –عز وجل.
سابعها: ضمان الحرية الثقافية وتدعيمها،
تاسعها: أن تقوم وسائل الإعلام بواجباتها في الحفاظ على الهوية ودعمها، فضلاً عن استيراد البرامج التي تهدم الهوية دون نظر أو تحميص.
عاشرها: أن يقوم بتعزيز الهوية وكشف العولمة والتغريب.
حاديعشر: تنشيط التفاعل والحوار الثقافي العربي مع ثقافات الأمم الأخرى.
ثانيعشر: تشجيع المؤسسات الدعوية داخل البلاد الإسلامية وخارجها على ممارسة عملها ودعمها بكل طريق مادياً ومعنوياً،

صفات علماء الدين لحماية القرآن من التشويه :
1- خشية الله تعالى.
2- ألاَّ يكون من أصحاب تتبع الرخص ، ومن المتساهلين في فتاويهم وتعليمهم.
3- أن يكون له باع طويل في تلقِّي العلم والاجتهاد في تحصيله.
ومن صفات هؤلاء العلماء :
أنهم لا يحسدون أحداً على ما آتاهم الله من فضله ولا يراءون الناس بأعمالهم ولا يحبون أن يحمدوا عالم يفعلوا
أنهم يتحدثون بالحق وقت الحاجة ويرون أن المهمة في هذه الأوقات أكبر من غيرها
أنهم يبلغون العلم إلى من لا يعلمه .
ومن صفات هؤلاء العلماء: أنهم لا يكتمون الحق وهم يعلمون
. أهمية علماء التفسير للأمة الأسلامية :
قبل مئات السنين جاء الإمام أحمد، والإمام الشافعي، والإمام مالك، والإمام أبو حنيفة، وسفيان الثوري، والإمام البخاري، والإمام مسلم، أعلام ما زال ذكرهم عاليًا بين الخلق، منهم من مات في مقتبل عمره مثل الإمام النووي – رحمه الله – فقد مات في العِقد الرابع من عمره، ومع ذلك ما زال ذِكره يطبق مشارق الأرض ومغاربها. هذه مؤلفاته بين أيدينا تقرأ صباحَ مساءَ، وكلما ذُكر ترحم عليه، فأي شرف وأي منزلة هذه، هذا ذكرهم في الدنيا، وقد أعد الله – عز وجل – لهم من الأجر في الآخرة أضعافَ أضعافَ ذلك.
ومما ورد في فضلهم ومنزلتهم قول الله – عز وجل -: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾ [سورة فاطر: الآية 28]. و﴿إِنَّمَا﴾ أداة حصر. الذين يخشون الله حق خشيته هم أهل العلم؛ والسبب في ذلك أنهم أعلم الخلق بالله – عز وجل – وكلما ازداد الإنسان معرفةً بربه وخالقه ومعبوده ازدادت خشيته. ولهذا هم أعلم الناس بما يجب لله، وما يجوز عليه، وما يمتنع عليه، ولهذا صاروا أكثر الناس خشية، بل الله – عز وجل – جعل الخشية محصورة فيهم.
دور الأئمة الأربعة في الاسلام :
هؤلاء الأجلاء نشأوا في الإسلام، وعاشوا في خير القرون، القرون الثلاثة التي شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون،أنهم قاموا بدور مهم في خدمة الإسلام، دراسة لعلومه، وفهم أحكامه -أصوله وفروعه- واستنباطها من مصدرها الصحيح، ومنبعها الصافي: كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وكان عليهم الاستنباط من أدلتها - وجب عليه أن يجتهد في مصادر الأحكام وأدلتها، ولزمه العمل بما ظهر له من الأحكام، ولم يجز له أن يقلد مجتهدًا آخر، لكن له أن يستعين بما خلفه أولئك الأخيار من ثروة علمية، رجاء أن ييسر الله بذلك سبيل الحق وإدراك الصواب.
أما من عجز عن ذلك فليقلد مجتهدًا من هؤلاء الأئمة وأمثالهم، دون عصبية لواحد منهم. وقد صدر منا فتوى في الموضوع، هذا نصها:
من كان أهلاً لاستنباط الأحكام من الكتاب والسنة، ويقوى على ذلك، ولو بمعونة الثروة الفقهية التي ورثناها عن السابقين من علماء الإسلام - كان له ذلك؛ ليعمل به في نفسه، وليفصل به في الخصومات، وليفتي به من يستفتيه، ومن لم يكن أهلاً لذلك فعليه أن يسأل الأمناء من أهل العلم في زمنه، أو يقرأ كتب العلماء الأمناء الموثوق بهم؛ ليتعرف الحكم من كتبهم، ويعمل به من غير أن يتقيد في سؤاله أو قراءته بعالم من علماء المذاهب الأربعة، وإنما رجع الناس للأربعة لشهرتهم وضبط كتبهم وانتشارها، وتيسرها لهم.

الأزهر الشريف في مواجهة العلمانية :
عندما تكررت الدعوة إلى علمنة الإسلام عام 1950 في كتاب الشيخ خالد محمد خالد "من هنا نبدأ"، نشرت مجلة الأزهر عشر مقالات في عشرة أعداد لرئيس تحريرها العلامة محمد فريد وجدي، تحت عنوان "ليس من هنا نبدأ"، وذلك تعبيرا عن الموقف الثابت للأزهر الشريف من علاقة الدين بالدولة، والذي تعبر عنه السياسة الشرعية، التي تبرأ من كهانة دمج الدين في الدولة، ومن علمانية فصل الدين عن الدولة..
وظل الأزهر لقرون طويلة رمزاً للنضال والوقوف ضد الظلم وفي مواجهة الطواغيت والمتجبرين على الناس وله في ذلك صفحات طويلة في تاريخ الإنسانية، ولعل ما ساعد في ذلك أن الله عز وجل حباه بعلماء وشيوخ لا يخشون إلا الحق ولا يطلبون سواه فقواهم الله وحصنهم بإيمانه فنصرهم على الغزاة والطغاة.
واليوم وبعد ثورة 25 يناير التي اندلعت في مصر (بلد الأزهر) هبت جموع غفيرة من الأزهريين الغيورين على الأزهر ليطالبوا باستقلال الأزهر سياسياً ومالياً وباستعادة مكانته العالمية ليكون شيخ الأزهر شيخاً لكل المسلمين في جميع بلاد العالم وليس مصر فقط، مطالبين بضرورة عودة هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف التي تنتخب شيخ الأزهر، لا أن يعينه رئيس الجمهورية، وبالتالي فيكون الأزهر جهة يؤتى إليها ولا يذهب لأحد مهما علا سلطانه.
ونرجو أن يتفرغ الأزهر لتنقيته من الشوائب التي علقت به ومناقشة السبل التي تعيده لسابق عهده ومجده فيعود إلى دوره الريادي لقيادة الأمة الإسلامية.
مخططات مسيحية صهيونية لاختراق الأزهر الشريف :
مساعٍ صهيونية جادة هدفها الأساس اختراق الأزهر الشريف جامعاً وجامعة.. الصهاينة لا يعملون عشوائياً، بل هناك مُخطط مُنظم لتنفيذ هذا الغرض بدأ في النصف الأول من شهر ديسمبر عام 1997 عندما استقبل شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي حاخام (إسرائيل) الأكبر "لاو" في خطوة اعتبرها كثيرون بداية موجة التطبيع الديني للأزهر الشريف مع (إسرائيل) ورغم ظهور شيخ الأزهر يقبل الحاخام "لاو" بكل مودة، مع ما أثاره فينا من مواجع، إذ أن هذا يحدث والمسجد الأقصى أسير يستصرخ فينا النخوة الإسلامية، إلا أن هذه المحاولات واللقاءات استمرت بل وتعددت أوجه التطبيع مع (إسرائيل)واليهود بصفة عامة، حيث استقبل شيخ الأزهر حاخام فرنسا ورئيس المجلس اليهودي بها، ثم باستقباله لوفد جمعية السلام اليهودية الأمريكية الذي ضم وفدها وقتذاك أعضاء في الموساد الإسرائيلي مثل الياهو بن اليسار أول سفير ل (إسرائيل) في مصر وكذلك سفير (إسرائيل) الحالي في الدانمارك الذي أُثيرت حوله ضجة كبيرة باتهامه بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين والأسرى المصريين عام 1967.
ورغم موجة الغضب الشعبي والسياسي الذي عم أوساط المثقفين ونُخب المجتمع والانتقادات الشديدة التي وجهت لشيخ الأزهر من معارضة أفقدت شيخ الأزهر ساعتها توازنه مما جعله ينتقد معارضيه بألفاظ يُعاقب عليها القانون إلا أن الأزهر - مع الأسف - استمر في اختراق إجماع الأمة على مقاطعة (إسرائيل) بوجود لقاءات سرية علنية مع مُمثلي الصهاينة والأمريكان وثيقة الصلة بالدولة العبرية.
دور مشايخ عملاء للغرب داخل الأزهر الشريف :
لعل صورة الزفزاف وكيل الأزهر وهو يُقبل ويحتضن الحاخام اليهودي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن اختراقًا صهيونياً كبيرا قد تم للمؤسسة الإسلامية الأولى، أضف إلى ذلك أن نجاح الزفزاف في مُخططه قد سحب البِساط نهائيًا من تحت قدمي الدكتور/ محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الذي كان مُشاركاً دائمًا ومُمثلاً لمصر في الأنشطة الفاتيكانية للجان حوار الأديان، ويُمثل هذا مُسلسلاً في توتر العلاقة بين الدكتور زقزوق وشيخ الأزهر الشريف.
وكذلك اللقاءات المُتبادلة والحميمة الزائدة التي ظهرت بين مشايخ الأزهر والصهاينة أغرت العديد من أساتذة جامعة الأزهر بالسفر إلى (إسرائيل) ووجود تعاون أكاديمي وعلمي مع جامعاتها، خصوصاً جامعتي تل أبيب وحيفا ومنهم د.نبيل ذكر الله الأستاذ بكلية طب الأزهر واليساري المعروف د. رضا محرم الأستاذ بهندسة الأزهر، والدكتور عبد الموجود عبد الفضيل الأستاذ بكلية أصول الدين ود.عبد الصبور فاضل بكلية اللغة العربية والذين لم يجدوا حرجًا من السفر إلى الكيان الصهيوني في مُخالفة واضحة لكل الأصول الشرعية وقرارات اتحاد الجامعات العربية بمنع التعاون الأكاديمي مع (إسرائيل) قبل حدوث سلام شامل وعادل يُعيد الحقوق العربية والقرارات النقابية والشعبية التي تسير في نفس المنوال.
التمويلات المشبوهة ودورها داخل الأزهر الشريف :
جهود (ضمرا) المعروف بصلاته الوثيقة بالصهاينة لم تتوقف عند ذلك، بل سعى إلى استغلال الجامعة والوزن الثقيل لبعض علماء الأزهر للحصول على دعم مالي من دولة الكويت مقداره 600 ألف دولار، وكان ضمرا قبلها قد استطاع أن يعرض مشروعاً جذاباً لتدريس العلوم الإسلامية لأبناء جاليات العالم الإسلامي بأوروبا وتمكن من إقناع شخصيات إسلامية عديدة بالمشاركة في أنشطة الجامعة من خلال التدريس بها والانضام إلى مجلس أُمنائها. وعقد عدة دورات ومؤتمرات في مُقدمتهم الدكتور/ جعفر عبد السلام، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور/ عبد الحليم عويس الأستاذ البارز بجامعة الأزهر، والدكتور / السيد الشاهد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومستشار وزير الأوقاف المصري. وهؤلاء استطاعوا من خلال احتكاكهم بضمرا كشف نواياه وأهدافه خصوصاً بعد استضافته في مقر الجامعة مؤتمراً حول اللقاء والتقارب بين الأديان السماوية بالتعاون مع مؤسسة البيت المفتوح ومقرها مدينة الرملة وهي مؤسسة تطبيعية تهدف إلى التقريب بين الأديان لتحقيق أهداف صهيونية.
جدير بالذكر أن إحدى أبرز عضوات مجلس أُمناء جامعة روتردام "داليا لانداو" تنتمي إلى عائلة "لاندو" المؤسسة للبيت المفتوح وهي مؤسسة صهيونية تطبيعية هدفها تذويب التمايزات بين الأديان ومقرها الكيان الصهيوني.
وقد ناقش المؤتمر قضية غسيل مخ أطفال العرب والمسلمين وعائلاتهم بالدخول في تجارب يومية تؤكد إمكان التَعايُش مع الدولة الصهيونية بنفس الطريقة التي تُمارسها مؤسسة بذور السلام الموجودة في أمريكا.
الازهر أهم دعائم المسلمين :
استعادة مجد الأزهر وريادته ولا يحدث هذا إلا بأن يراجع علماؤه أمهات الكتب الإسلامية وليس قشورها، فتعاد المناهج القديمة وأن يعود علماء أمثال الشيخ عبدالله الشرقاوي الذي وقف ضد الفرنسيين والشيخ الدردير الذي وقف ضد الظلم، والشيخ العدوي عندما جلس ومد رجليه في الأزهر وكان السلطان سيحضر فقالوا له: إن السلطان سيمر وسيعطيك عطية، فقال العدوي: «من مد رجليه لا يمد يديه» «وجاء السلطان صاغراً وأعطاه سرة مال فوزعها الشيخ على الطلاب.
والأمثلة كثيرة على نضال الأزهر وقد تحدثت عنها في إذاعة القرآن الكريم في برنامج «تاريخ ورسالة» وعندما وصلنا إلى وقوف الأزهر في وجه السلاطين الظالمين والولاة المفترين أوقفوا البرنامج وقالوا لي هذا خط أحمر وسيلغوا لنا إذاعة القرآن الكريم وأوقفوا البرنامج بعد 9 أشهر من تقديمه وما زال موقوفاً حتى الآن.
من المعروف أن الأزهر منارة علمية موجهة للمسلمين كافة على أنحاء الأرض فهو المرجعية الإسلامية الكبرى التي ينظر إليها كثير من الناس عندما يحتاج الأمر إلى رأي في المسائل الكبيرة التي تعترض الأمة، وعلى الرغم من أن الأزهر لم يكن في الفترة السابقة على النحو الذي ينتظره العالم الإسلامي منه، فإنه الآن في سبيل النهوض برسالته وتكثيف قيادته العلمية للأمة الإسلامية ومن الطبيعي أن يكون الأساس العلمي لمن يتخرج في الأزهر أساساً مرتبطاً بالتراث الإسلامي تفسيراً وحديثاً وعقيدة وفقهاً ولغة. كما أن الأزهر محتاج بالنهوض في رسالته من خلال قناته الفضائية التي تعبر عن آرائه في القضايا الخطيرة وتوجه الناس التوجيه الإسلامي الصحيح البعيد عن التعصب، المتسم بالوسطية واليسر وهو المنهج المعروف به على مدى العصور المختلفة وشارك فيها علماء أفذاذ.
وكما ذكرنا في الجزء الأول أن مخططات التوسع الصهيونية المسيحية في المنطقة ، يمكن ردعها من خلال الدائم الأربعة للمسلمين في مواجهة هذا التيار ، ولقد تحدثنا في الجزء الأول عن أهمية القرآن الكريم وفضله في مواجهة الصهيونية المسيحية والمحاولات العديدة لهذه الصهيونية في تشويه القرآن الكريم وسنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وكيفية مواجهة هذا التشويه لمواجهة هذه المخططات و كذلك دور الأزهر الشريف وعلماء الدين في وضع الحدود والضوابط لمواجهة هذه المخططات الواسعة لإضعاف الرابطة الاسلامية واختراقها والتقليل من شأن الدين وتفكيك الأمة الاسلامية ، وفي هذا الجزء سنتناول صلاة الجمعة والحج على اعتبارهم من أهم الدعائم أيضا التي تعمل على تقوية الرابطة الاسلامية وتجمع المسلمين لانهما بمثابة اجتماعات دورية للمسلين على مستوى العالم .
صلاة الجمعة احدى دعائم المسلمين :
ومن أعظم أسرار صلاة الجمعة في جمع من المسلمين ظهور التساوي بينهم غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم، قويهم وضعيفهم، فهو يوم عيد أسبوعي للمسلمين يجتمعون فيه على الذكر والصلاة في الدنيا، ويوم كرامة ورفعة ومزيد وقدر لهم في الآخرة، وله ما يقرب من ثلاث وثلاثين خاصية ذكرها العلماء في كتب الفقه والحديث، وثبت أن الأمم قبلنا أمروا به فضلوا عنه فهدانا الله إليه، فالناس لنا فيه تبع لليهود السبت، وللنصارى الأحد. ودليل خصوصية لنا خطاب الله جل وعلا بقوله تبارك وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الجمعة: 9]. وترك البيع والشراء والسعي إلى ذكر الله دليل على ما في هذا اليوم من الخير للمسلمين. ذلك اليوم الذي ما طلعت الشمس على أفضل منه- فعسى أن نذكر الله فيذكرنا، وندعوه فيستجيب لنا ونتوب إليه فيتوب علينا.
تشويه الخطاب الديني يوم الجمعة أكثر ما يهدد الاسلام :
خطباء الجمعة في مساجدنا لا يقومون بواجب إعداد خطبتهم، وإنهم يتناولون أبسط الأمور في ديننا الحنيف، إن معظم خطب الجمعة لم يعودوا يجذبون المصلين، رأيت في عدد من المساجد التي ترددت عليها أن كل من تمكن أن يجلس إلى جوار الحائط ليسند ظهره ويمدد رجليه وكأنه ليس في مسجد للعبادة والتبتل، رأيت البعض من المصلين يغالبهم النعاس لأن الخطيب لم يأت بموضوع يشدهم ويحثهم على التقوى ويمس شؤون حياتهم ومستقبل أولادهم من بعدهم.
دور الأباء لتربية ابناؤهم على الصلاة والالتزام بصلاة الجمعة :
إنّ أولادنا أمانة عندنا، وهبها الله تعالى لنا، وكم نتمنى جميعاً أن يكونوا صالحين، وأن يوفقهم الله في حياتهم الدينية والدنيوية.

وتوجيه الأبناء للصلاة من خلال :
تدرَّج في تعليم ولدك النوافل بعد أن تعلمه الفرائض.
اغرس في ولدك الشجاعة من أجل دعوة زملائه للصلاة،
احرص أن يحضر أولادك صلاة العيدين والاستسقاء فيتعلق أمر الصلاة بقلوبهم، وردّد أمامهم أنك صليت صلاة الاستخارة وسجدت سجود الشكر.
مكافأته على تحريه الدائم للحلال والحرام، وعلى التحلّي بالطاعات،
مشاركته في ترديد أذكار اليوم والليلة ومتابعته فيها، وتعريفه بأن الصلاة والذكر من أهم أسباب حفظ الإنسان.
تحبيبه في حفظ القران والأحاديث النبوية، ومتابعته في ذلك،
استخدام كل الوسائل المباحة شرعاً لغرس الصلاة في نفوس أولادنا ومن ذلك:
= المسطرة المرسوم عليها كيفية الوضوء والصلاة.
= جداول الحصص التي تحث على الصلاة.
= أشرطة الكاسيت والفيديو، وبرامج الكمبيوتر التي تعلّم الوضوء والصلاة وغيرها.
اهتم وأنت تعلم أولادك بالآتي:
= ترديد الأذان مع المؤذن والدعاء بعده.
= دعاء الخروج من المنزل لأداء الصلوات.
= دعاء دخول المسجد والخروج منه.
= دعاء دخول الخلاء لقضاء الحاجة، وكذا الخروج.
= التسبيح بعد كل صلاة.

مؤتمر الحج السنوي للمسلمين أهم دعائم الاسلام :
الحج هو الملتقى السياسي السنوي لمسلمي العالم ...
لحج مركز إسلامي جامع:
ورد في القرآن في معرض الأمر بالحج: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [البقرة: 125] والمثابة مرادفة لكلمة المركز بمعناها الحديث، أي المكان الذي يجتمع فيه الناس ويكون مرجعا يرجعون إليه وجامعا يجمعهم ويصونهم من التشتت... فبيت الله هو المركز الإسلامي العالمي إلى يوم القيامة، وهو مقر الاجتماع العالمي السنوي لكل مسلمي العالم.
الحج مجلس شورى المسلمين:
فالمسلمون يجتمعون في وقت واحد وموضع واحد على عمل واحد ويتصل بعضهم ببعض ، فهذا الحج هو مؤتمر إسلامي سنوي ينعقد بدعوة إلهية، وتلتقي فيه وفود الأمم الإسلامية وممثلوها، في أطهر مكان بأصفى نفوس مؤيدين بمعونة الله؛ ليرسموا خطة تعاون المسلمين، ويقرروا ما يحقق آمالهم، ويعالج أمراضهم، ويوحد كلمتهم.
كيف يكون جمع المسلمين في الحج السنوي له أهدافه لنشر الاسلام :
- ويمكن تحقيق ذلك من خلال أن الحج أقدم وسيلة إعلامية.
- محفل لإعلان المواقف السياسية.
- هزيمة نفسية للأعداء.
- جلاء التعتيم الإعلامي على المسلمين:
- إعلان لمحاربة العنف والإرهاب:
كيف توحد الأمة الاسلامية في جمع المسلمين في الحج السنوي :
الوحدة بين أفراد الأمة الإسلامية من أهم مضامين الحج؛ وحدة في المشاعر، ووحدة في الشعائر، ووحدة في الهدف، ووحدة في القول والعمل؛ لا إقليمية، ولا عنصرية، ولا عصبية للون، أو جنس، أو طبقة بعينها؛ كما هو مرفوض في الإسلام: "إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى".
الحج أكبر تجمع يمثل الوحدة الإسلامية على مختلف شعوبها واختلاف لغاتها، وليكون المؤتمر السنوي للأمة الإسلامية؛ تلتقي فيه الأفئدة والقلوب، وتذوب فيه كافة أشكال النعرات العنصرية بين آحاد الأمة الإسلامية، ويتساوى فيه الناس جميعًا؛ فيذكرهم بيوم الحشر والنشر بين يدي الله تعالى، فيجددّون فيه العهد مع الله؛ تراهم هناك كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
فالحج هو التجمع العالمي الوحيد الذي يجسد معنى الوحدة والمساواة بين الناس، تجمع لا مثيل له.. ويمثلها واقعًا يعيشونه بينهم، لا نظير له في كافة التجمعات البشرية والمؤتمرات العالمية بمختلف أشكالها وأنواعها وأهدافها. كيف لا يكون ذلك وهو التجمع الوحيد الذي هدفه الأول عبادة الله حقًّا، وأداء المناسك والشعائر التي تعبر عن تقوى المؤمن لله تعالى، وشهود المنفعة الدنيوية للأمة؟
يوم عرفة وفضله في توحيد الأمة الاسلامية :
إنه يوم وحدة الأمة الإسلامية.. ووحدة المسلمين منهج رباني، وهدي نبوي، جاء به الإسلام، وأرساه قيمًا، وسلوكًا، وعملاً، وعبادة في كافة نواحي الحياة؛ فما من عبادة، أو خلق إسلامي، أو أمر دنيوي إلا وتجد فيه الدعوة إلى الوحدة، والتوحيد، وتجسيد روح الترابط، والمساواة بين الأمة.
في يوم عرفة يتجسّد هذا المعنى بوضوح يقف ملايين المسلمين صفوفاً متراصة موحدة في النية والدعاء واللباس على صعيد عرفة لإحياء مراسم الوقوف في يوم الحج الأكبر ملبين لله معلنين العبودية والطاعة له وحده والبراءة من كل مشرك و الرفض لأي ظلم أو استكبار عالمي ضد الأمة الإسلامية والمسلمين كافة،إنه بحق يوم وحدة وقوة المسلمين.
فالحج أكبر تظاهرة إسلامية تختزن من خلال أبعادها التعبّدية بعداً سياسياً يعلن موقفه من المستجدات السياسية على الساحة السياسية الإسلامية. وينطلق هذا البعد لفريضة الحج من مفاهيم الوحدة الإسلامية حيث يحوّل الطواف بالبيت الحرام إلى طواف بمنهج الإسلام والحفاظ على وحدة المسلمين، ويتحول رجم الشيطان إلى رجم السياسات الاستعمارية التي تريد السيطرة على مقدرات الأمة وشعوبها.
في تلك البقاع الطاهرة التي تهوي إليها النفوس، وتتهافت إليها القلوب، وتسير إليها الركبان فرادى وجماعات يأتون من كل فج عميق؛ استجابة لنداء الملك العلام: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ* ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾[الحج: 27-29]. ليتنعموا بلحظات التجلي العظيم لله على عباده، ويعيشوا أياماً مباركات؛ قياماً وسجوداً، تهليلاً وتكبيراً، ذكراً وتلبيةً: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، رافعين بذلك شعار العبودية الخالصة لله تعالى، مجسدين معاني الوحدة والأخوة الإيمانية بينهم، التي لا تكاد توجد في أي تجمع من تجمعات الكتل البشرية في هذه الأرض..
فلا رفث يسمع منهم، ولا فسوق عندهم، ولا جدال يقع بينهم؛ الكل هناك سواسية كأسنان المشط؛ لا رئيس ولا مرؤوس، ولا مالك ولا مملوك، لا غني ولا فقير؛ كلهم عباد الله إخوانًا، تجمعهم لغة التوحيد، يعملون عمل رجل واحد، في وقت واحد، وكأنك عندما تتحسس مشاعرهم وتقرأ في وجوههم معاني الإيمان الحقيقي تقسم أنهم في دنيا أخرى غير دنيانا الفانية.
تعيش الأمة الإسلامية النفحات الوحدوية في تلك الأيام المباركة أيام (الحج)، التي فرضها الله لعباده في أشهر معلومات، وزمن معلوم، ومكان محدود هو صعيد (عرفات) الطاهر.

آليات مواجهة اختراق الصهيونية المسيحية جمع المسلمين في الحج السنوي :
وذلك من خلال إنَّ هذه السبل التي سنذکرها هي من أهمِّ سبل المسلمين للوصول إلي الوحدة المنشودة، فإذا عمل بها المسلمون في طوال السنة،وتمسَّک بها ضيوف الرحمن واستغلَّها الدُّل الإسلامية في موسم الحج ،فلاشک أنَّه تتحقق الأمَّة الواحدة التي أرادها الله أن تکون خير الأمم:

أولاًً)- القرآن الكريم أساس الوحدة:
القرآن العزيز، هو كلام الله العظيم والمنزل على نبيه الكريم ومعجزته الخالدة إلى قيام يوم الدين، وهو الثقل الأكبر والحبل الإلهي الممدود من السماء إلى الأرض الذي ينجو من تمسك به، ويضل ويهلك من يزيغ عنه،وليس من الغريب أن يكون من أهم مصادر الوحدة الإسلاميةومعالمها، إذ أنَّه:
1- كتاب المسلمين جميعهم،حيث أُمروا بالتمسک به.
2- لقد دعا هذا الکتاب جميع المسلمين إلي الوحدة وعدم التنازع والاختلاف في قوله تعالي: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُوا..ْ».
3- لم يخاطب هذا الکتاب، مسلماً دون مسلم بل خاطب المسلمين جميعاً .
ثانياً)- شخصية الرسول الأكرم محور الوحدة (ص)
إن رسول الإسلام وخاتم النبيين (ص) شخصية تجمع المسلمين بكافة انتماءاتهم وأعراقهم، فهو رسولهم جميعاً، وكلهم متفقون على أنه القائد الأول والإنسان الإلهي الأكمل، الذي قدّمه الله قدوة للبشرية، «لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِر وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً»
وإنَّه لمن دواعي السرور والفرح أن يتجدد لقاء علماء المسلمين، بمختلف مذاهبهم ومشاربهم، في هذه الذكرى العطرة في كل عام من شهر ربيع الأول،کما يتجدد في کلِّ سنة قرب موسم الحج، وفي الموسم، لتداول قضايا الإسلام الكبرى، وما يهمُّ المسلمين في قضاياهم الدينية والثقافية.
ثالثاً)- الحج موسم وحدة المسلمين:
إن الحج يعلن وحدة خط الأنبياء عبر التاريخ حول مسألتي العبودية لله، واجتناب الطاغوت، وذلك بشتى الأساليب التي تتناسق فيما بينها لتؤكد هذا المضمون الوحدوي العظيم.
وقد تابعت الثورة الإسلامية هذا الخط وأکَّدت على لزوم إعادة الدور الحقيقي للشعائر الإسلامية، كصلاة الجمعة، والحج، باعتبارهما من أكبر المجالات المحققة للإحساس بضرورة الوحدة في هذه الأمة .
وبالتدريج اتخذ مؤتمر الحج العظيم شكله الحقيقي وصارت سيرة البراءة تقام سنوياً بمشاركة عشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين والمسلمين الثوريين من البلدان الأخرى، يردّدون خلالها شعارات تطالب بإعلان البراءة من الإستکبار العالمي خصوصاً امريکا وإسرائيل باعتبارهما من اهم مصاديق البارزة للشرك والكفر العالمي، وتدعو المسلمين الى الاتحاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.